مصارحة حرة : الإعلام يخرق الانتخابات

اياد الصالحي 2018/03/27 06:21:16 م

مصارحة حرة : الإعلام يخرق الانتخابات

 إياد الصالحي
تستدعي أزمات الرياضة بطابعها الشخصي أكثر ما هو عام، أن تلوذَ بصمتك احتجاجاً على مشاهد التزلّف والتآمر والتحايل والكذب وكل صور اختلال المبادىء لدى بعض الرياضيين لانتهاز الفرص، والأدهى من ذلك أن ينافسهم البعض ممن يحملون صفة الإعلام ليكونوا اشباههم بذريعة نقل الحقيقة، يا له من واقع مرير نتآسى على سلوك مهني منفلت غاب مُصلحه فتفاقمت مساوئه!
إن أزمة انتخابات اتحاد كرة القدم سطتْ على جميع الاحداث الرياضية في العراق، بينما كانت بقية الألعاب راضية ببصيص ضوئها وسط احتلال القدم مساحات شاسعة من اهتمام الإعلام والجمهور، لكنها اليوم اضحت بلا بصيص يمكن أن تعلن فيه عن انشطتها المستمرة بسبب تلك الأزمة، وهذا بحد ذاته يحتاج الى التوازن المهني في التغطية إحقاقاً لدور الرياضة في تثقيف المجتمع ومتابعة البطولات المختلفة لدعم رياضيينا، وتأشير ظواهر تطورّ المجدّين منهم مع وغز المتكاسلين بفوهة قلم حريص على تنبيههم لمتابعة واجباتهم.
وبخلاف انحيازهم الواضح لما يدور من تفاصيل صغيرة في بيت الكرة وكأنهم مكلفون بالدفاع عن مصالح خاصة فيه، خرق بعض الإعلاميين سلامة الأجواء الانتخابية المفترضة قبيل أعلان اسماء المرشحين لمناصب الإتحاد رسمياً في 10 نيسان المقبل عبر تبنيهم مواقف تعضّد من المرشح الفلاني وتسخط من منافسه، كي يكون مدحاً مبالغاً في نجمٍ معروف ويحطّون من قدر زميل له، والأخطر من ذلك أن يشرع بعض الزملاء ليكونوا جزءاً من حملة كتلة تلوّح ببرنامج اصلاحي لمنظومة اللعبة من خلال تناول خطابها بأسلوب”مندفع ومحرّض”يُظهِر للعيان أنهم يؤازرون الكتلة الجديدة أملاً بانقاذ اللعبة وتناسوا أن أقلامهم ذاتها تراصفت وتقمّصَتْ الدور نفسه قبل أنبثاق مجلس إدارة الاتحاد الحالي عام 2014، ولا تستغربوا.. لديهم القدرة على الاستمرار بالأسلوب ذاته في انتخابات 2022!!
تبقى ذمم الزملاء محفوظة ونرفض أن يمسّ البعض بها ويشكك بنزاهة مواقفهم في الاصطفاف مع هذا المرشح أو ذاك لأننا نعرفهم جميعاً، لكننا نُشكِل على طريقة تناول أزمة انتخابات الكرة، فالمشاعر غالباً ما تحكم سيطرتها على الإعلامي الذي يعبّر عن قناعات خاصة به لا عن حاجة الجماهير المتعطشة للمعلومة الصادقة، وتراه يغفل عن إبقاء حدود علاقته بالنجم بعيداً عن مفاهيم المهنة التي تمقت الميول الشخصية والآراء المسيّرة والحقائق الانتقائية، ولهذا اصبح همّ البعض اليوم لماذا حُجبت التثنية عن هذا النجم وكيف السبيل لوصول رئيس جديد أو تجديد الثقة بالرئيس الحالي الى الدرجة التي سمح أحد الزملاء لضيفه أن يمرر دعاية مبطنة مفادها أن رئيس الوزراء لا يمكنه منافسة رئيس الاتحاد في انتخابات أيار المقبل!! وكررها مرتين بطلب من الزميل، ولكم أن تتصوّروا أية لعبة انتخابية خفية تحيط بها الشبهات ونوازع الرهان المُريب يُراد جرّ الإعلام ليكون جزءاً من أسرارها؟!
ليكن استقراء الإعلام الرياضي للأزمة الانتخابية إيجابياً وواقعياً ولا يتخندق ويتهوّر لنصرة أي مرشّح مهما كانت درجة استحقاقه عالية، فالصوت الأعلى سيكون للهيئة العامة في اختياره أو رفضه، ومن الواجب أن ينهمك الإعلام في تصويب نقده لفضح أية خروق تهدد كيان الاتحاد في حال استفادت مجموعة ما من تضمين مواد ملتبسة في النظام الاساس للاتحاد، هنا لا حياد أمام مصير اللعبة، وهو الدور الحقيقي للإعلام كي يجاهر بمعلوماته الدقيقة ويستقصي عن خفايا تأثيرها في تحديد تركيبة مجلس إدارة الاتحاد المنتخب لتكون السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والهيئات المستقلة المحلية والدولية على دراية بما يجري وخاصة تطبيق فقرة التثنية التي لم تكن مُلزمة في مؤتمر انتخابي سابق، وما تزال تثير اللغط وتبادل الاتهامات واشعلت فتنة موجعة بين أبناء النادي الواحد!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top