مرشّحو ذي قار وميسان يخشون العزوف عن المشاركة في الانتخابات

مرشّحو ذي قار وميسان يخشون العزوف عن المشاركة في الانتخابات

 بغداد/ وائل نعمة

مهمة شاقة أمام 400 مرشح للانتخابات التشريعية في ذي قار وميسان، المحافظتين الفقيرتين الواقعتين في جنوب العراق، لإقناع الناخبين بالذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت لصالحهم في وقت تتصدر فيه المحافظتان نسب البطالة والفقر.
وعلى الرغم من أن المحافظتين تقدمان نحو 20% من إنتاج النفط العراقي، إلا أن 70 % من فقراء العراق يعيشون فيهما.
ويسجل مراقبون في المحافظتين تراجعاً في نسب الإقبال على المشاركة في الانتخابات، بينما يحاول بعض المرشحين تلميع صورهم عبر توزيع الهدايا وفرش الازقة بـ"السبّيس".
وتنفرد ذي قار بأنها أعلى محافظة في البلاد بنسب الانتحار بين الشباب، فيما تنشغل عشائر في ميسان بصراعات طويلة للسيطرة على المنفذ الحدودي الوحيد بالمحافظة.
ويحق لنحو مليون و700 ألف ناخب في المحافظتين التصويت في الانتخابات المقرر إجراؤها في 12 أيار المقبل. وتشغل ذي قار وميسان 29 مقعدا في البرلمان من اصل 329.
ويتنافس في المحافظتين 4 قوى شيعية الى جانب قوائم اخرى يقودها نواب وشخصيات شيعية أيضاً، بالاضافة الى ائتلاف الوطنية ذات الطابع العلماني.

مدينة الانتحار
ويقول نعمان الإبراهيمي، عضو مجلس محافظة ذي قار، لـ(المدى) أمس، إن هناك عزوفاً لدى السكان في الذهاب للمشاركة في الانتخابات على الرغم من نشاط المرشحين.
ولم تتعدّ نسبة المشاركة في المحافظة بالانتخابات الماضية، نسبة 50%، وهي أرقام يعتقد المسؤول المحلي بأنها "غير مشجعة في الانتخابات الجديدة".
وموسم الانتخابات هي الفرصة الوحيدة لسكان ذي قار للحصول على بعض الخدمات المؤجلة منذ سنوات، مثل وضع محولة كهرباء او فرش "السبيس" لبعض الاحياء، الذي زاد الطلب عليه وتضاعف سعره!
ويعتقد الإبراهيمي، أن مشاكل متراكمة دفعت السكان لأخذ قرار مسبق بعدم المشاركة في الانتخابات، أبرزها وعود وبرامج الناخبين التي لا تنفذ وضعف الخدمات وزيادة الفقر والبطالة.
وتعدّ ذي قار، التي يسكنها أكثر من مليوني شخص، أكثر المحافظات بنسبة الفقر، حيث تصل النسبة الى 40%، بحسب تقارير وزارة التخطيط والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، على الرغم من أن المحافظة تصدّر يومياً 180 ألف برميل.
كذلك تتصدر ذي قار أعلى حالات الانتحار التي سجلت العام الماضي في البلاد، حيث أكد تقرير صدر في 2017 عن مفوضية حقوق الإنسان يؤكد انتحار 119 شخصاً في المحافظة خلال ذلك العام.
وسجل في الآونة الاخيرة في المحافظة، ظهور حركات فكرية جديدة، مثل "أولاد الله"، "السلوكية"، "المهدوية"، فيما اعتبرها المسؤولون هناك بأنها تندرج تحت الافكار "الإلحادية" وتوشيه صورة المرجعية، مما أدى الى ملاحقة معتنقي تلك الافكار واعتقالهم.
ويعدّ إطلاق وعود التعيين في محافظة مثل ذي قار تشكل نسبة العاطلين فيها 35%، من أبرز الدعايات الانتخابية.
لذلك يتسابق الجميع للإعلان عن وجود درجات وظيفية أو كما فعلت إحدى المرشحات بالمحافظة عن قائمة "الفتح" التي تضم أغلب قوى الحشد الشعبي، بتأكيد وجود 3500 درجة على ملاك وزارة التربية، لكنها قالت إن "التعيين سيؤجل الى ما بعد الانتخابات لعدم استغلاله بالدعاية".
واستخدمت المرشحة وهي عضو في مجلس المحافظة، عبارة تأجيل إطلاق التعيينات في المحافظة، في أغلب البوسترات الخاصة بالترويج لحملتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتنافس في ذي قار 291 مرشحاً لشغل 19 مقعداً، ويرأس النائب عن بدر رزاق محيبس قائمة "الفتح" بالمحافظة، فيما احتل شيروان الوائلي مستشار رئيس الجمهورية التسلسل رقم 3 في التحالف.
وعاد النائبان عزيز علوان، ومحمد اللكاش ترشيحهما ضمن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم في ذي قار الذي فاز في الانتخابات الماضية بـ4 مقاعد، فيما ضمت قائمة "ائتلاف دولة القانون" التابعة لنوري المالكي، نواب حاليين على رأسهم عبد الهادي السعداوي، وخالد الاسدي، وزينب وحيد. وكانت القائمة قد حصلت في انتخابات 2014 على المركز الاول بنيلها 8 مقاعد.
بالمقابل احتل النائب صادق الركابي التسلسل الاول في قائمة العبادي "النصر" في ذي قار، إلى جانب عمار طعمة الذي عاد ليترشح في مدينته هذه المرة، بعد ان فاز بثلاث دورات عن البصرة وبغداد. كذلك أعاد النائبان علا عودة، وهلال السهلاني، ترشّح نفسيهما مرة اخرى ضمن قائمة "النصر".

نصف السكان عاطلون
أما في ميسان، فالوضع لا يختلف كثيراً، حيث تصل نسبة الفقر الى 30 % من السكان، على الرغم من أن المحافظة تشارك بـ12% من إنتاج النفط في العراق، فيما ترتفع نسبة البطالة إلى 45 %.
ويقول النائب والمرشح عن المحافظة محمد الصيهود لـ(المدى) أمس إن مفتاح إقناع الجمهور في المحافظة هو "إيجاد حلول حقيقية لخفض معدلات الفقر وتشغيل العاطلين خصوصا من الخريجين، بالاضافة الى الخدمات وتثبيت الأمن".
ونفذت الحكومة في بغداد حتى نهاية العام الماضي ثلاث حملات في ميسان لملاحقة مثيري الشغب هناك، حيث تتصارع عشائر للسيطرة على منفذ الشيب الحدودي مع إيران، لكن لم تستطع السيطرة على الاوضاع بحسب مسؤولين.
ودفعت تلك العوامل، بحسب مراقبين، الى عدم رغبة السكان بالمشاركة في الانتخابات، إذ لم تتخطّ عتبة المشاركة في الانتخابات الماضية الـ50%.
ويضيف الصيهود "لا يمكن تحقيق الامن والخدمات في ميسان من دون المشاركة في الانتخابات واختيار الشخصيات الكفوءة".
كما انتقد المرشح في المحافظة أساليب الدعاية غير القانونية مثل توزيع الهدايا، فيما أكد ان "مرشحين اشتروا بطاقات انتخابية تؤهلهم للفوز".
ووجه مسؤولون في ميسان قبل أيام انتقادات لاذعة ضد رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي زار المحافظة مؤخرا، معتبرين أن الزيارة دعاية انتخابية، وبأن الوفد المرافق للعبادي طلب أسماء ذوي الشهداء لتنظيم زيارات لهم بغية الاستفادة منهم انتخابيا.
وتنافسَ في ميسان 109 ناخبين، لشغل 10 مقاعد في المحافظة، فيما يبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت بنحو نصف مليون شخص.
ويرأس النائب حيدر المولى قائمة "النصر" في ميسان، الى جانب النواب ناظم الساعدي، وصباح مهدي الساعدي، فيما أبرز القوائم المشاركة في المحافظة، هي دولة القانون، والفتح، والحكمة، وائتلاف الوطنية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top