القوى الشيعية تطلق  بالونات الاختبار  تمهيداً لجولة مفاوضات رمضانيّة مرهقة

القوى الشيعية تطلق بالونات الاختبار تمهيداً لجولة مفاوضات رمضانيّة مرهقة

 بغداد/ وائل نعمة

قبل وقت قصير من إعلان المفوضية النتائج الأولية لثاني مجموعة من المحافظات، بدأت تسريبات تتحدث عن"لقاءات ثنائية"جمعت أطرافا خاسرة بقوى جديدة برزت في الانتخابات الاخيرة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد سبق الجميع بتغريدة على"تويتر"أثارت الجدل، حدّد فيها،على ما يبدو، الجهات التي ينوي التفاوض معها لتشكيل الكتلة الاكبر، التي استثنى منها قائمتي"الحشد"و"المالكي".
ولا ينوي الصدر بحسب مقربين منه، التمسك بتسمية رئيس الحكومة المقبل، لكن تصدره نتائج الانتخابات سيضع خيوط اللعبة في يده أو يتحول الى ما يعرف بـ"صانع الملوك".
وأغلب الظن أنه في منتصف شهر رمضان المقبل، ستكون التفاوضات على تشكيل الحكومة الجديدة قد وصلت الى مرحلة الجد. وتعتبر أطراف فائزة أن ما يجري الآن هو"جسّ نبض".
وحتى نهار أمس الثلاثاء، كانت"سائرون"المدعومة من الصدر متفوقة بـ54 مقعداً، واحتفظت"الفتح"التي تضم أغلب قادة الحشد الشعبي بالمركز الثاني، وائتلاف رئيس الوزراء"النصر"في التسلسل الثالث.

في منزل المالكي
وبحسب تسريبات، فإن ليلة الإثنين الماضي، شهدت لقاء هو الاول بعد"النتائج الجزئية"للانتخابات، ضمت حزب الدعوة وتحالف"الفتح"برئاسة العامري، فيما لم يتأكد حضور رئيس الوزراء حيدر العبادي.
بدوره ينفي النائب علي العلاق، والقيادي في ائتلاف رئيس الحكومة، في تصريح لـ(المدى) أمس، علمه بحدوث ذلك الاجتماع، مؤكداً أن"جولة التفاوضات لم تبدأ بعد".
وأضاف العلاق:"ما زالت هناك مشاكل واعترضات في نتائج الانتخابات. لن تبدأ النقاشات لتشكيل الحكومة قبل حسم النتائج". وتوقع القيادي في الدعوة أن تتضح صورة التفاوضات خلال الأسبوعين المقبلين.
وقالت التسريبات إن الاجتماع جرى في منزل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في بغداد، وحضرة زعيم"فتح"هادي العامري، وأسفر عن اتفاق تشكيل تحالف كبير لتشكيل الحكومة المقبلة قد يضم"العبادي".

تدخّل سليماني
كما قال أنصار الصدر فإنّ قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، قد دخل على خط المفاوضات، بعد وصوله الى بغداد.
واستخدم العبادي في خطاب ألقاه أول من أمس، نفس مفردات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مطالباً الكتل السياسية باحترام نتائج الانتخابات البرلمانية.
وأعرب في كلمته عن استعداده لـ"تشكيل أقوى حكومة خالية من الفساد والمحاصصة وتمنع عودة الإرهاب". وأضاف"سنتحمل المسؤولية بقيادة البلاد والدفاع عنها إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة".
وكان المالكي، قد أكد مؤخراً ما تسرب قبل أكثر من شهر عن وجود"وثيقة موقعة"تنص على اندماج قائمتي حزب الدعوة (النصر ــ دولة القانون) بعد إعلان النتائج، وهو أمر نفاه العبادي.
وقبل ذلك كانت أنباء قد تحدثت عن لقاء بين العبادي- المالكي تمحور بشكل أساس لسدّ الشرخ الحاصل في حزب الدعوة. وانتدب المالكي حينها صهره، ياسر المالكي، فيما اختار العبادي أحد معاونيه التنفيذيين، وهو صادق الحسني، لتشكيل لجنة ثنائية تتولى مسؤولية توحيد الجناحين.
وشهدت العلاقة بين الطرفين توتراً واضحاً قبل الانتخابات، على إثر اتهام رئيس الوزراء، زعيم ائتلاف دولة القانون تسجيل"الدعوة"باسمه في الانتخابات، وهو خلاف ما اتفق عليه داخل الحزب.
وعلى إثر ذلك الخلاف، قرر حزب الدعوة لأول مرة منذ 2005 عدم دخول الانتخابات، وخاص الطرفان التنافس في قائمتين.

حسن الظن!
أما"الفتح"فأكد القيادي فيه كريم النوري أن تحالفه"يخوض تحالفات تشكيل الحكومة في العلن، ولن يخبّئ شيئا على جمهوره".
النوري لم يعلّق على خبر الاجتماع الاخير، لكنه أكد لـ(المدى) أن"ما يحدث الآن هو عملية جس نبض بين القوى السياسية للتمهيد لمرحلة التفاوضات".
وبشأن"تغريدة الصدر"التي استثنى منها"الحشد"من قوائم التفاوض لتشكيل الكتلة الأكبر قال النوري إن"تحالف الفتح يحسن الظن بزعيم التيار الصدري، و(الصدر) لديه علاقة جيدة مع هادي العامري".
وكان لافتاً تغريدة الصدر مساء الإثنين الماضي التي أشار فيها إلى تشكيل تحالف واسع يشمل أغلب الكتل السياسية، باستثناء"دولة القانون"و"الفتح"، فيما ردّ رئيس المشروع العربي خميس الخنجر بتغريدة مماثلة أكد فيها أن"(السائرون) في طريق الإصلاح تسندهم عقلانية (القرار) و(الحكمة) المستبصرة، والاعتدال في تطبيق القوانين من أجل تحقيق (الوطنية) وحمايتها في عراق (ديمقراطي)، و(النصر) الحقيقي هو في الحفاظ على (الهوية) العراقية".
كذلك انضمّ الوزير السعودي ثامر السبهان، وهو سفير سابق لبلاده في العراق، إلى المغرّدين وأكد على"تويتر"أن المذكورين في تغريدة الصدر"قد انتصروا للعراق".
وكان المتحدث باسم الصدر، الشيخ صلاح العبيدي قد أكد في تصريحات متلفزة أمس، أن"سائرون"غير مهتمة بمنصب رئيس الحكومة المقبل، بقدر اهتمامها بتطبيق برنامج للقضاء على الفساد".
وقبل ذلك كان"الصدر"قد كشف عن مرشحه المحتمل لرئاسة الحكومة المقبلة وهو محافظ ميسان الحالي علي دواي.
ورهن زعيم التيار في آذار الماضي، دعمه للعبادي بوفائه بوعده حول محاربة الفساد. وقال الصدر في رده على استفتاء بخصوص استمراره بدعم العبادي لولاية ثانية، إن"المرجعية والشعب.... بانتظار أن يفي بوعده بمحاربة الفساد". وعن سؤال أحد أتباع الصدر، عن رهن دعم العبادي بالمستقبل، أجاب قائلا،"سنعلمكم بذلك لاحقاً".
وكان الصدر قد حدّد عدة شروط للتصالح مع المالكي، وقال في رد على سؤال لأحد أتباعه عن وجود مسعى لإنهاء الخلافات مع المالكي"لن أفعل ما لم يوافق أهالي الموصل والأنبار...، ولن أرضى بذلك ما لم يأذن لي أهالي شهداء سبايكر والصقلاوية وغيرهم، ولن أقدم على ذلك ما لم تعاد الحقوق العامة وأموال الشعب المنهوبة، ويقدم الجميع بمن فيهم الرأس إلى محاكمة عادلة تعيد حقوق المواطنين".

تجربة ثانية
وفي كل الأحوال فإن التفاوض بين القوى السياسية، الشيعية على الخصوص، مرهق كما أنه لن يكون جديدا في نفس الوقت، فقد اختبر بعضهم البعض في"بروفة"جرت قبل الانتخابات، فشلت في أغلبها، واضطرت الكتل عقب ذلك الى دخول التنافس في 5 ائتلافات.
وعن تجربة قوى"الحشد"التي لم تكتمل مع فريق العبادي، يقول كريم النوري:"نحن لا نضع خطوطاً حمراء ضد أي جهة، ولا مانع بعودة التفاوضات مع العبادي مرة أخرى".
وفي شباط الماضي، انسحب أكثر من نصف الأحزاب، أغلبها تابع للحشد، بعد أقل من شهر من إعلان انضمامها إلى"النصر"، بزعامة رئيس الوزراء. كما غادر تيار الحكمة الذي يرأسه عمار الحكيم الائتلاف، وفشلت مفاوضات ضم"الصدر".
لكن القيادي في ائتلاف العبادي، علي العلاق يعتقد ان ظروف التفاوضات الجديدة ستكون مختلفة عما كان قبل الانتخابات. ويضيف قائلا:"النقاشات المقبلة لن تحتوي على أبعاد انتخابية ومشاكل فنية حول التسلسلات والترشح".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top