500 داعشي يُطبقون على صلاح الدين ويقاتلون لمسك الطرق الخارجيّة

500 داعشي يُطبقون على صلاح الدين ويقاتلون لمسك الطرق الخارجيّة

 بغداد/ وائل نعمة

تزداد التحذيرات من اتساع نشاط الجماعات المسلحة في شمال بغداد، حيث يحاصر نحو 500 فرد من فلول داعش محافظة صلاح الدين لوحدها، فيما تشير معلومات عن نزاع متبادل بين تلك الجماعات والقوات الامنية لفرض السيطرة على الطرق الخارجية بين الليل والنهار.

وتذكّر هذه الاوضاع بما كانت تصفه تقارير أمنية صدرت قبل اجتياح داعش الموصل وعدداً من المدن والمناطق الاخرى منذ 4 سنوات ولم تحصل حينها على اهتمام، عن قيام مسلحين بالتجوال في أسواق القائم وسيطرتهم على الساحل الايمن من الموصل في المساء واختفائهم في الصباح.
في المقابل يقلل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي من أهمية التحذيرات الحالية، ويعتبرها مبالغات لـ"مرجفين" يريدون النيل من إنجازات حكومته في الملف الامني، وإعلانها النصر النهائي على داعش قبل 6 أشهر.
وتتغاضى الحكومة عن ارتفاع عدد المخطوفين في الطريق الرابط بين بغداد وكركوك، حيث يقول مسؤولون ان كشف بعض الحالات وعرضها في فيديوات مسجلة، كما حدث مع الرهائن الستة قبل أيام، هو استثناء من القاعدة، حيث ان المخطوفين بالعشرات ولا أحد يعرف مصيرهم.
وانتهت أمس مهلة الثلاثة أيام التي حددها الخاطفون للحكومة بالإفراج عن سجينات داعش في المعتقلات العراقية مقابل إطلاق سراح 6 رجال كان قد اختطفهم التنظيم السبت الماضي بعدما نصب حاجز تفتيش وهمياً قرب كركوك.
وفشلت القوات الامنية في تعقب الخاطفين على الرغم من تنفيذ حملات في جنوب كركوك وشرق تكريت للبحث عن مصير الرهائن الذين يخشى ان يكون التنظيم الإرهابي قد أعدمهم، كما يبدو ان القوات فشلت في عقد صفقة او تفاوض مع المسلحين، بحسب بعض التسريبات.

رسائل التفاوض
ويعتقد مروان الجبارة، وهو أحد قيادات الحشد الشعبي في تكريت، أن داعش بدأ يستخدم تكتيكاً جديدا، ويحاول ان "يفاوض الحكومة ليؤكد بأنه موجود ومازال قادرا على تنفيذ هجمات مسلحة".
وأعلن رئيس مجلس صلاح الدين أحمد الكريّم، الثلاثاء، أن المحافظة مهددة من قبل داعش، فيما اتهم عناصر أمنية بالانشغال بـ"الاتاوات وتهريب النفط". كذلك دعا محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، الحكومة لإرسال تعزيزات عسكرية الى المحافظة
ودفع الاستعجال في تحرير الحويجة شمال غرب تكريت، وهي أحد أكبر معاقل داعش، الى تسرب عدد كبير من المسلحين الى مناطق في شرق وغرب صلاح الدين، حيث يقدر الجبارة في حديث لـ(المدى) أمس، عدد المسلحين المحيطين بالمحافظة بنحو "500 مسلح أغلبهم محليون ومتورطون بجرائم سابقة".
وكانت القوات الامنية قد حررت الحويجة في خريف 2017، وكان يتوقع وجود اكثر من 3000 مسلح فيها، قتل منهم أقل من 1000، فيما تركت القوات المنطقة خلفها وتوجهت سريعا صوب مدينة كركوك، حيث نفذت عملية انتشار هناك لأسباب سياسية.
ولم يطهر القضاء، الذي شارك في تحريره اللواء الذي يشرف عليه الجبارة بصورة صحيحة، وبدأت الأخبار بعد شهر تتحدث عن ظهور المسلحين مجددا وابتزاز السكان وخاصة في المساء، وهو أمر حدث قبل أيام في مناطق غرب تكريت أيضا. وقال رضا محمد كوثر، وهو رئيس اللجنة الامنية في طوزخرماتو في اتصال مع (المدى) ان "داعش يسيطر على شرق طريق كركوك في الليل والقوات الامنية تعيد سيطرتها في النهار".
وكانت الحكومة السابقة قد تجاهلت، بحسب مسؤولين، تقارير امنية اشارت الى سيطرة مسلحين في مناطق في غرب الانبار والموصل بعد حلول الليل، واخذ "أتاوات" من التجار والمواطنين، كما أهملت حادثة اقتحام المسلحين لسامراء وسيطرتهم على المدينة لـ20 ساعة قبل 4 أيام من ظهور "داعش" العلني في الموصل.

التحذير الثاني
وللمرة الثانية في شهر واحد تحذر السلطات المحلية في صلاح الدين من وجود تهديدات من قبل مسلحين، حيث هاجم 30 مسلحاً مطلع الشهر الحالي، ثكنات عسكرية تابعة لـ"سرايا السلام" في غرب سامراء، في أعنف هجوم منذ إعلان النصر نهاية العام الماضي، وكان مجلس المحافظة قد حذر قبل ذلك الهجوم بأيام من هجمات تستهدف دور العبادة في المدينة وشرق تكريت.
وردت قيادة عمليات صلاح الدين، الثلاثاء، على تصريحات رئيس مجلس المحافظة أحمد الكريم بشأن الواقع الامني، وقالت ان قواتها "العاملة في المحافظة توصل الليل بالنهار لتأمين الحماية الكافية للمواطنين هناك". ودعت الكريم الى "قياس مستوى الأمن من خلال الواقع الأمني على الأرض حيث بفضل جهود قواتنا الامنية لم تؤشر حوادث تذكر منذ انتهاء العمليات العسكرية، وان الكل يلاحظ الاستقرار الأمني في المحافظة".
كما طالبت رئيس المجلس، بذكر الاسماء المسؤولة بشكل صريح حول اتهاماته لعناصر أمنية في المحافظة بفرض "أتاوات" على المواطنين والتورط بعمليات تهريب النفط.
وقبل أسبوع أعدم داعش 7 رجال من عشيرة شمر عثر على جثثهم في صحراء بشمال تكريت، بالتزامن مع حادثة الرهائن الستة في طريق كركوك. وكان الضحايا ضمن 30 شخصا ينتمون الى العشيرة اختطفوا قبل يوم من الحادث الاخير قرب مناطق حمرين، شرق المحافظة.
وفي هذا الشأن يؤكد شعلان الكريم، النائب عن محافظة صلاح الدين، ان سكان منطقة "العيث" التي تعرض أبناؤها الى الخطف قد بدأوا بالنزوح، بسبب تواجد المسلحين في سلسلة الجبال الممتدة الى إيران.
وحذر الكريم في تصريح لـ(المدى) امس، من "اتساع رقعة خطورة هجمات المسلحين في حمرين ما لم تتم السيطرة على المنطقة". وأضاف ان "السكوت على تلك الاحداث سيدفع المسلحين للتمدد الى الضلوعية والدور وسامراء".
في المقابل حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمر الوسطية والاعتدال الذي عقد الثلاثاء في بغداد "من المرجفين الذين يريدون إثارة الشائعات والخوف ويضخّمون من اعمال العدو". واضاف ان "عصابات داعش مشروع هدام وتخريبي للأمة".
لكن التقارير الامنية تؤكد ان ما يجري في صلاح الدين على الاقل، ليس إشاعات وانما حقائق، حيث يقول مروان الجبارة وهو احد الشخصيات العشائرية في المحافظة ان داعش ينتشر في منطقة حمرين الى كركوك، وفي جبال محكول شمال تكريت، وفي غرب الصينية الى الحدود البعاج متصلا بالحدود السورية، وقرب الشرقاط، وفي حوض حمرين وغرب سامراء.
كذلك يؤكد الجبارة ان وجود "عناصر أمنية فاسدة تقوم بفرض أتاوات في السيطرات، وسرقة نفط حقول عجيل الذي يتدفق في الاراضي الزراعية من دون وسائل استخراج، بسبب قوة ضغط الحقول التي تملأ الصهريج بـ10 دقائق".
وبسبب إغراق التربة بالنفط الخام أخرجت في هذا العام مئات الدونمات من الخطة الزراعية ،لأنها لم تعد صالحة، وكان الحقل في شرق تكريت يستخرج منه يوميا 350 ألف برميل يرسل الى مصفى بيجي.
ويدعو القيادي في حشد صلاح الدين الى تعزيز القوات في المحافظة بـ"تطويع عدد من سكان القرى في المناطق الهشة لمساندة القوات الامنية"، لكنه يقول أيضا ان "بعض القيادات الامنية مازالت لا تثق ببعض السكان في المحافظة لأسباب طائفية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top