مصارحة حرة : فيتو شرار

اياد الصالحي 2018/07/07 06:48:55 م

مصارحة حرة : فيتو شرار

 إياد الصالحي

وسط الصورة السوداوية التي يراها أغلب المتابعين لشأن كرة القدم من زاوية استمرار تلقي اتحاد اللعبة سهام التشكيك بإمكانية أن يغيّر ستراتيجية القيادة بتأثير كبير في الدورة الجديدة (2018-2021) طلَّ علينا النائب الأول لرئيس الاتحاد شرار حيدر في برنامج حواري من الشاشة الصغيرة بفلسفة كبيرة عن ملفات غاية في الأهمية مطمئِناً بخبرته وما أكتسبه من تجربة الأعوام الماضية أن الاتحاد قادر على تقليص مساحة السواد، ويعتزم أخذ المبادرة بنفسه لتنقية كل ما ترسّب بالعمل من شوائب، منعاً للهدر المالي وإشاعة الإجراءات السليمة في أي مفصل بعيداً عن شبهات الفساد والتزوير والتدليس.
نعم أحيّي شرار حيدر على ما أدلى به من صراحة ووضوح، فإنها المرة الأولى التي اشعر كصحافي ومتابع لشأن الاتحاد، أن هناك حرصاً كبيراً وثقة متناهية تعملان كمصدّ عتيد أمام أية محاولة لاستغلال الأموال الباهظة في ملف المدرب الأجنبي لمنفعة سماسرة، إذ لم تحصد كرتنا غير الخيبة متكبّدة آلاف الدولارات كشرط جزاء على إنهاء معاناتها من استمرار مدربين أجانب مارسوا كل انواع الكذب والمماطلة واستغلال ظروف العراق وانقسام اعضاء الاتحاد فيما بينهم، وتواطؤ البعض ممن حسبنا أن انتماءهم للوطن مكبح لطمعهم في سرقة نسب التعاقد وليس هذا فحسب، بل قيامهم بتحريض الملاكات الاجنبية ذات السمعة العالمية بعدم التورّط للعمل في العراق لخطورة وضعه الأمني! يا لخيبتكم كم أنتم تعساء.
شرار حيدر أشهر الفيتو بقوة أمام المنتفعين، محصّناً ملف المدربين الأجانب، لتتم مفاتحتهم ودراسة سيرهم بشكل مباشر من قبله دون وسيط، والأهم من ذلك عدم استنساخ تجربة الاتحاد المتفرّج - كما آلفنا ذلك خلال السنين الفائتة على مهازل المدربين المتغطرسين (زيكو .. أنموذجاً سيّئاً) في عدم احترامه العلاقة مع رئيس واعضاء الاتحاد وإن أخطأوا أحياناً، وتصنّعه الانزعاج والتوتر ليُبرر سفره الى البرازيل أو إلى الأردن كي لا يبقى طويلاً في العاصمة بغداد، وهي حالة لم يمر بها أي اتحاد في المنطقة سوى اتحادنا الذي صيّر التعاقد بمليونين ونصف المليون دولار كأنها عربون استعانة بمدرب للإيجار يؤدي وحدة تدريبية أو وحدتين أو مباراة ودية أو رسمية ثم يفرّ طوع نفسه حتى يحين موعد الاستحقاق ليباشر التدريب مُكرهاً وقيادة المباراة بلا مزاج.
لهذا أرى من مصلحة الاتحاد أن يُناط ملف شؤون المنتخبات وكل ما يتصل به الى شرار حيدر كمشرف عام لعمل اللجنتين الفنية والمنتخبات وأي لجنة آخرى تدعم تطوير كرتنا بما يعزز العلاقة الصميمية بين نتائجها والقرار المرتبط بمجلس الاتحاد التنفيذي لاتخاذ ما يناسب اللعبة، علماً أن الخبرة التي حصل عليها شرار كونه رئيساً للهيئة الإدارية لنادي الكرخ منذ نيسان عام 2007 وتم تجديد الثقة به أول من أمس الجمعة وكذلك لاعباً دولياً سابقاً وتعايش لسنين طويلة في أوروبا ويجيد اللغة الانكليزية بكفاءة، ومعرفته بخبايا المدربين واللاعبين ومستلزمات نجاح المدير الإداري لأي منتخب فضلاً عن تخصّصه في الإعلام منذ مطلع التسعينيات، كل ذلك يُعد مكسباً للاتحاد ليدفعه الى واجهة تحمّل مسؤولية المخاطبة مع وسائل الإعلام والجماهير بعقلانية وحكمة بلا تهوّر ولا تهديد كما اتخذها بعض أعضاء الاتحاد كوسيلة لمهاجمة المسؤول أو الإعلامي لتعتيم خرق فاضح في عملهم ظناً أنهم سينجوا من عدالة القضاء إذا ما تورّطوا بملف مالي أو تلاعبوا بوثائق ما ووظفوا النظام الأساسي حسب الأهواء.
أعتقد أن المتابع لردود افعال شخوص الاتحاد بعد عودتهم المثيرة للجدل إلى طاولة إدارته في انتخابات غدَتْ موضع تحقيق لدى محكمة التحكيم الدولية منذ 20 حزيران الماضي، أصبح لديه فرز واضح بين من بقي محافظاً على كاريزماه منذ تسنمّه المهمة أيار 2014 وبين من يسعى لإصلاح نفسه والتناغم مع موجة المنتقدين والاعتراف بأخطاء الأمس واعداً بالأفضل، وبين من يؤكّد بتصريحاته الثورية أنه يصلح لكل شيء عدا تبوّئه قيادة كرة القدم أكان رئيساً أم نائباً أم عضواً مهما لبس من أقنعة شمعية فلهيب الأزمة كفيل بالذوبان.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top