بعبارة أخرى: مـطاردة خـيط الدخـان!!

علي رياح 2018/08/07 12:00:00 ص

بعبارة أخرى: مـطاردة خـيط الدخـان!!

 علي رياح

اعتدنا أن نهمل التفاصيل وحتى الخطوط العريضة في القضايا الرياضية المُلحّة أو الكبرى .. أكثر من هذا فنحن – على رأي نزار قباني – نكتشف بعد كل مرّة أننا نطارد خيط دخان ، ذلك لأننا نختلق الكذبة ثم نصدقها ، وندعو الآخرين إلى تصديقها بالقبول أو بالإكراه!
اتحاد كرة القدم والبحث عن المدرب الأجنبي ، نموذج لحالة التيه التي نعيشها ، فنحن على بعد خمسة أشهر فقط من الاستحقاق الآسيوي الأهم ، وما زلنا نجهل هوية المدرب الأجنبي الذي سيقبل العمل انطلاقا من بغداد لقيادة المنتخب العراقي ، فضلاً عن مدى المقبولية التي يتمتع بها والسيرة الذاتية المُكتنزة التي تقنع الجمهور العراقي بجدوى التخلي عن المدرب المحلي والتحوّل بمقدار مائة وثمانين درجة نحو نظيره الأجنبي الذي يفترض أن يفوقه خبرة ودُربةً ومكانة ، ولديه ما يشفع له من نجاحات!
من حيث المبدأ ، وحتى لا يُساء فهمي على نحو أو آخر فأنا ، بشكل مطلق ، مع المدرب الأجنبي لقيادة المنتخب ، ولكن السؤال الذي يبقى من هو هذا المدرب وعلى أي نحو سنقبل به ، وكيف سنتعاطى مع ماضيه أو تاريخه التدريبي ، وهل سنصل في خاتمة المطاف إلى القبول بأي مدرب شريطة أن يرطن بلغة أجنبية؟!
الأيام تمضي سريعة من أجندة المنتخب ، ونحن هنا نتساءل عمّا اذا كان اتحاد الكرة قد وضع من قبل عدداً من السيّر الذاتية موضع التمحيص والمراجعة من ذوي الشأن والرأي والعلم ، أم أنه أجّل النظر في هذه السيّر إلى ما بعد حسم مسألة (المُهدد) اريكسون .. إن كانت هذه طريقة الاتحاد في البحث عن مدرب أجنبي للمنتخب ، فهي تنمّ عن قصور فعلي في الاختيار ، ذلك لأننا لا نملك الوعاء الزمني الكافي ، ونهائيات كأس آسيا تدق الأبواب بعنف ، وبعض المنتخبات الأخرى دخلت بالفعل في إطار تنفيذ برامجها التحضيرية!!
أرجو أن يتدارك اتحاد الكرة العراقي الموقف ولو متأخراً ، وأن نحظى بمدرب أجنبي له القيمة التاريخية والميدانية الفعلية على تطوير المنتخب وليس القبول بأن يكون (فزاعة) تمرّ من خلالها أوامر أو رغبات المتنفذين في الاتحاد!
وعندما نطوي صفحة المدرب المحلي مع باسم قاسم ، فإننا لابد أن نضع حقيقة للتاريخ ، لا مجاملة فيها ولا مبالغة ، ففي لغة الأرقام يملك المدرب باسم قاسم سجلاً نتائجياً مقبولاً ، هذا إذا لم نقل جيداً بالفعل .. ففي اللحظة التي ختم بها سجله في رام الله مع منتخبنا الكروي ، كانت لديه 16 مباراة دولية ودية ورسمية ، فاز في نصفها وهي ثمانية ، وتعادل ست مرات وخسر في مناسبتين .. وهذه معطيات مقبولة من وجهة نظري ، ولا توحي بالفشل ، لكن الحقيقة الكاملة تقتضي القول إن باسم قاسم لم يخض أهوال المشاركات أو المباريات الرسمية العصيبة ، لهذا يبقى سجله منقوصاً من هذه الناحية .. مع الإشارة ، وهذه نقطة مهمة ، إلى أنها واحدة من المرّات القلائل التي يغادر فيها مدرب محلي ساحة تدريب المنتخب دون وقوع كارثة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top