ألعاب القوى.. إهمال في القاعدة ودلال في القمّة

ألعاب القوى.. إهمال في القاعدة ودلال في القمّة

 أسراء هاشم: أطالب الأولمبية ببيانات دوري النساء لإنهاء الفوضى

 المدرب العراقي يعجز عن صناعة بطل أولمبي

 التربية عصيّة على المزوّرين وأغلبهم بلا تعليم

 بغداد / إياد الصالحي
أبدت الحكمة الدولية في ألعاب القوى أسراء هاشم، تفاؤلها لمستقبل اللعبة التي تعتزم الترشّح لانتخاباتها المقبلة لزيادة الاهتمام بها وتغيير ستراتيجية رعاية الموهبة بدءاً من النادي حتى المنتخب، مؤكدة أن اتحاد اللعبة لن يصنع بطلاً واحداً، بل يعود الفضل الى بطولات الأندية والتربيات والمدارس التخصّصية والاختبارات المتوالية التي يتم في ضوئها اختيار المؤهلين للمنتخبات، هي من يُحسب انجاز البطل إليها وليس للاتحاد متى ما كان العمل يجري بصورة منظّمة على أيدي كفاءات وطنية وأجنبية نحتاجها في المرحلة المقبلة.
وأضافت أسراء في حديث مع (المدى): تكمن مشكلة ألعاب القوى اليوم أنها تفتقد للملاعب النموذجية، حيث كان التدريب يجري في كلية التربية الرياضية، أما اليوم تم التوجّه الى ملعب المدرسة التخصّصية التابع لوزارة الشباب والرياضة، إذ يبلغ المضمار فيه 300 متر، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة، وأحياناً يتم إخلاء الملعب ساعة 6:30 مساءً ويُحرم اعضاء المنتخب من التدريب، مثلما نقلت لي أبنتي العداءة الناشئة زينة مهند، معاناة الرياضيين هناك كون الملعب يعود للوزارة وليس للاتحاد، وهنا أتساءل كيف نصنع لاعباً بطلاً إذا كنا لا نمتلك بنية تحتية تحت تصرّفنا ؟ بدلاً من أن ندفع ثمن إيجار ملعب الجادرية لكل ستة أشهر 40 مليون دينار، يمكن أن نستثمر ميزانية الاتحاد السنوية لبناء ملعب تخصّصي من خلال إيقاف أنشطتنا لعام واحد فقط.

إدارة شؤون اللعبة
وأوضحت أننا نحتاج الى كشّافين يبحثون في ملاعب المحافظات عن المواهب الجيدة، وهذا الأمر يحتاج الى تنظيم وتخطيط صحيحين، ومع تقديرنا لرئيس الاتحاد د.طالب فيصل ولنجوميته وتاريخه، ليس كل رياضي بطل يمكن أن يكون إدارياً ناجحاً يمكن أن يدير شؤون اللعبة وقاعدتها الأساس، وإلّا هل يعقل أن العراق الكبير يخلو من المواهب باستثناء العداءة دانة حسين وعدنان طعيس ومعهما رياضيون لا يتعدّون أصابع اليد الواحدة وحدهم من يجرون باسم المنتخب الوطني منذ عام 2008 حتى الآن؟ لن نُشكِل في مستويات هؤلاء، بل نسعى لزيادة عدد المؤهلين لتمثيل المنتخبات، لأنه في حالة ابتعاد دانة وعدنان لا يوجد بدلاء جاهزين مُعدّين منذ فترة طويلة.

إعداد البطل
وأشارت أسراء إلى أن المدربين الوطنيين بحاجة ماسة إلى دورات خارجية لتحديث معلوماتهم من خلال المعايشات في الدول الأوروبية، وصراحة لا توجد قدرة للمدرب العراقي على إعداد بطل أو بطلة للدورات الأولمبية بهدف المنافسة على الميداليات، ويشكّل بالغ التأثير على العملية التدريبية، كما لا يوجد معالج ومدرب لياقة بدنية للاعب القوى، المدرب نفسه يجري له الإحماء وإذا ما تعرّض للإصابة يسعفه وفق اجتهاده وهذا أمر خطير!

هدف نوعي
وكشفت أن أغلب الأندية المشاركة في بطولات العراق بألعاب القوى ليس لديها لاعبات متخصّصات باللعبة، بل يتم تجميع عدد من لاعبات السلة والطائرة وكرة القدم قبل بدء البطولة بأربعة أيام، لغرض تشكيل فريق ألعاب قوى، وبعد أن يتم التنقيط لنتائج مشاركة النادي، يسمح له للمشاركة في انتخابات الاتحاد!! وواقعياً أننا لا نريد مشاركة بهدف الكمية، بل النوعية لمن يمتلكن المؤهلين الفني واللياقي على التنافس، فمئات اللاعبات اللواتي يمثلن الأندية هنّ ممارسات طارئات لألعاب القوى، وهذا ما اكتشفته بحكم كوني مشرفة تربوية ومشرفة على بطولات التربية والأندية، أشاهد عديد اللاعبات لا يجدن رمي القرص أو الرمح مثلاً لأبعد من ثلاثة أمتار، أو لا يستطعن أن يصلن الى خط نهاية السباق ويكملّنه مشياً ويتندّر الجمهور عليهن! المفروض أن يضع الاتحاد الشروط والضوابط الخاصة لكل سباق في بطولة الأندية.

توجيه أولمبي
وأقترحت أسراء أن تصدر اللجنة الأولمبية توجيهاً عبر اتحاد ألعاب القوى، يفيد بضرورة تخصّص كل رياضية في لعبة واحدة فقط، وسيكون ذلك من أهم التوجيهات التي تسهم في تطوير الرياضة النسوية، كون لدينا الآن فوضى عارمة من خلال تسهيل مشاركة لاعبات السلة في دوري بطولة الطائرة أو العكس، وهذا مرفوض ويجب أن تُلزم الأندية بتطبيق توجيه الأولمبية عند صدوره لأن بيانات اللاعبات ستوثّق لديها، وأرى هنا ضرورة حضور ممثل عن الأولمبية ومعه بيانات لاعبات أي بطولة بألعاب القوى، يجري تدقيق الأسماء ومحاسبة أي نادٍ يخرق التوجيه، وسيكون الفرز واضحاً لمن تمارس القوى أو السلة أو الطائرة أو كرة القدم.

التزوير.. وبيانات التربية
ونفت الحكمة الدولية وجود تزوير في المسابقات النسوية، مثلما افتضح الأمر في لعبة كرة القدم للرجال، مؤكدة أن فئات المسابقات معلومة للناشئات والشابات والمتقدمات، وأغلب الحكام المشرفين على تلك المسابقات هم أصلاً يعملون في التربية، ويعرفون اللاعبة جيداً إذا ما تجاوز عمرها مرحلة الناشئين، فلا يمكن قبولها للتنافس في الفئة نفسها بعد ثلاث سنوات، كما من غير الممكن أن تلعب باسم اختها وهي معروفة باسمها الحقيقي، لذلك استطيع أن أجزم أن رياضة ألعاب القوى النسوية تخلو من التزوير.
واستدركت: أما بخصوص دور وزارة التربية في كبح التزوير الحاصل في قطاع الرياضة، فإنها المؤسسة الوحيدة التي لا ينطلي عليها حيل وألاعيب ضعاف النفوس وسرّاق حقوق الموهوبين، وتأكدوا من ذلك بأنفسكم ودققوا في ملفات اللاعبين الـ 622 الذين كشفتهم لجنة فحص الأعمار في اتحاد كرة القدم، سيتضح لكم أن نسبة كبيرة منهم لم يدخلوا التعليم الإبتدائي، وعكس ذلك من السهل على أي مدرب أن يكشف تزويرهم من خلال بيانات مديريات التربية قبل المدرسة.

مصير دانة
وعن مستوى البطلة الدولية دانة حسين، واللغط الدائر عن عدم جدوى استمرارها مع المنتخب عقب إخفاقها الأخير في دورة جاكرتا الجارية حالياً، قالت: تعد دانة بطلة مثابرة مثّلت العراق خير تمثيل، ولا يمكن أن نقول لها اليوم آن الأوان لتستريحي، بل لابد أن نبحث جوهر القضية وهي من يدرب دانة؟ سبق وأن طالبت بمدرب أجنبي يُسهم في تحسين مستواها في مضامير الأسياد والأولمبياد ولم يتحقق مطلبها، وظلّت تتمرّن وحدها أو مع الرجال لفترة طويلة تحت قيادة المدرب القدير يوسف عبد الرحمن، لماذا نوجّه أصابع الاتهام بقلة عطاء دانة، حال خروجها من تصفيات أو نهائيات فعاليتها بمركز بعيد عن طموحاتنا ولا نناقش أنفسنا عن أسباب عدم وجود منافسة محلية معها أقوى منها خلال التمرين كي تضاعف دانة جهودها وتحقق الأفضل؟.
رواتب للناشئين
ولفتت أسراء الى أن واحدة من أهم عزوف أولياء اللاعبين الناشئين عن مواصلة استمرار أبنائهم وبناتهم في التدريب هو عدم صرف اللجنة الأولمبية رواتب لهم، وهنا يفترض أن تهتم بهم كونهم يعدّون أبطالاً للمستقبل بدلاً من إهمالهم وتركهم يهربون بعيداً عن اللعبة يمارسون مهناً بعيدة عن الرياضة، يجب تخصيص رواتب للاعبين الصغار الذين يحرزون مراكز الأول والثاني والثالث في بطولات الأندية بتقييم من المدربين المشرفين ليتسنى لأهاليهم شراء تجهيزات اللعبة كونها باهظة الكلفة، أو تخصّص الأولمبية باصاً صغيراً لهم لا يكلفها أكثر من 20 مليون دينار يوصل الناشئين من البيت الى الملعب وبالعكس مع توفير قناني الماء والعصائر فقط.

مشروع الانتخابات
وأكدت أسراء أن المشروع الانتخابي الذي أودّ تنفيذه في حال فوزي في انتخابات الاتحاد المقبلة (2018-2021) هو الاستعانة بكشافين للموهوب النوعي من كلا الجنسين وتطوير المدربين، وتوأمة العمل مع وزارة التربية ومجالس المحافظات، لإنجاح مشروع البطل (8-12) سنة والأخذ بيديه الى منصّات التتويج، كي نصنع بدلاء للاعبي الوطني من الآن ولا نكتفي بالدلال والاهتمام بهم لأن للعمر أحكاماً، وليس هذا فحسب، بل تفعيل بروتوكولات الأولمبية مع نظيراتها في أوروبا لإقامة المعسكرات لرياضيينا الصغار، ومعايشة عشرين موهوباً من الشباب في منشآت رياضية عالمية لدول الخليج وغيرها من المقترحات الناجعة.
تطوير الحكام
وبخصوص مستقبل التحكيم في لعبة ألعاب القوى قالت: هناك اهتمام خجول ومبادرات شخصية لتطوير هذا التخصص، وقبل فترة، أقام الخبير الدولي الكُفء علي ياسين دورتين للحكام، واحدة في كركوك والثانية في بغداد، استفدنا منهما كثيراً لاسيما في مسألة التعديلات الطارئة على القانون الدولي للعبة، إذ غالباً ما تصلنا متأخرة ويفترض بالاتحاد أن يقيم دورة تطويرية للحكام واحدة في السنة لرفع كفاءتهم.

شعارنا 2030
وأختتمت أسراء هاشم حديثها بالقول، إن المدارس التخصّصية هي المنجم الحقيقي لرياضيين أصحاء، ولدينا الكثير منها، وبعيداً عن الانحياز النقابي، أرى تميّز النشاط الرياضي والكشفي في تربية بغداد الكرخ الأولى ، لما يمثّله من نجاح المركز التخصّصي لجميع الألعاب بوجود موهوبين ومدربين أكفاء، كنموذج لرعاية الموهبة، ويجب أن يحذو حذوه الجميع خدمة لمصلحة رياضة سنة 2030 التي يجب أن ترفع وزارة الشباب واللجنة الاولمبية شعارها منذ الآن لتحقيق ما نصبو إليه على الصعيدين القاري والدولي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top