العمود الثامن: أحلام كاتب عمود

علي حسين 2018/08/09 12:00:00 ص

العمود الثامن: أحلام  كاتب عمود

 علي حسين

قال لي صديق عزيز،ما هذه الأكوام من الكتب،هل ستقضي عمرك تتنقل من شوبنهور إلى طه حسين؟ ضحكت وأنا أقول له، برغم مئات الكتب التي تراها فإنني حتى هذه اللحظة،لا أفهم بماذا"يرطن"ساستنا! منذ سنوات والناس تبحث عن مسؤول مختلف يمنحونه أصواتهم، وهم مطمئنون إلى أنهم استثمروها في المستقبل، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين يتعاملون مع الانتخابات على أنها عدّاد سيارة أجرة لا يعمل إلّا لصالحهم، لقد مللنا من رئيس وزراء يخرج كل ثلاثاء يذكّرنا بأنه"المنقذ"، وأنه سيضع خمسة آلاف فاسد وراء القضبان، في الوقت الذي يجلس كلّ مساء يتسامر مع حيتان النهب، انظر إلى هذا الكتاب وأشرت إلى"خطابات السلطة"الذي كتب فيه جان لوك أنّ"الحاكم هوالذي يحقق نفعاً مستقبلياً للناس"والآن أجبني ماذا سيكتب مسؤولونا، لو قرروا كتابة مذكراتهم ويومياتهم،هل سيتحدثون عن حجم الخراب الذي قطعته البلاد خلال السنوات الماضية؟ يا صديقي أليس مذهلاً ومثيراً حين نقلب مذكرات بناة التجارب الحديثة، فنجد كيف أن التحول في سنغافورة صنعه إخلاص وتفاني رجال بوزن"لي كوان"، وأن كوريا الجنوبية تحولت من الفقر إلى بلد ينافس اليابان في عقر دارها، بفضل نزاهة مسؤوليها وحبهم لوطنهم.
تعال يا عزيزي واقرأ ما كتبه باني الهند الحديثة نهرو عن سياسيي التهريج في كتابه لمحات من تاريخ العالم :"كانت خطب بعض الساسة انفجارية تهديدية، يبدو أصحابها دائماً في حالة تحدٍّ ودعوات للنزال"هل تابعت معركة المصير بين منظمة بدر وناطقها الإعلامي كريم النوري الذي ما إن اختلف مع زعيم المنظمة حتى تحول في ليلة وضحاها الى قائمة الأعداء، وأتذكر كيف أنّ السيد النوري ثار وهاج ذات يوم من عام 2014 عندما كتب"جنابي"عموداً انتقدت فيه موقف وزير النقل آنذاك هادي العامري من فضيحة الطائرة اللبنانية، فخرج النوري ببيان يتّهم العبد الفقيرلله بأنه يخدم جهات معادية، ولم يكتف بذلك بل ذهب بنفسه الى مطار بغداد وأصدر قراراً بمنع توزيع صحبفة المدى على ركاب طائرات الخطوط الجوية العراقية، حيث كانت الصحيفة تخصص نسخاً مجانية للركاب، وقال لمسؤول المطار بالحرف الواحد :"توزعون صحيفة إساءت لـ (الله) مالنه"، بالامس خرج علينا النوري ليقول إنّ بيان منظمة بدر ضده"وسام على صدري، فالعراق فوق مصالح السياسيين الضيّقة".
والان هل تلومني ياعزيزي لانني أدفن راسي مع ماركيز وسقراط بعيدا عن تقلبات كريم النوري الثورية!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top