7 مرشّحين لرئاسة الجمهوريّة في ظلّ علاقة متوتّرة بين الاتحاد والديمقراطي

7 مرشّحين لرئاسة الجمهوريّة في ظلّ علاقة متوتّرة بين الاتحاد والديمقراطي

 بغداد / محمد صباح

لم يقبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني الى منصب رئاسة الجمهورية، برهم صالح، فتقدم بمرشح منه هو فؤاد حسين. وفضلا عن هذين المرشحين هناك خمس شخصيات كردية أخرى تقدمت بطلبات لترشحها.
من شأن كل هذه الطلبات أن تعقد تمرير مرشح رئاسة الجمهورية الذي يحتاج الى موافقة ثلثي أعضاء البرلمان في الجولة الاولى. ويقول النائب السابق عن كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عبد العزيز حسن حسين لـ)المدى(إن"هناك خلافات كبيرة بين الحزبين الرئيسين في إقليم كردستان على ترشيح برهم صالح إلى منصب رئاسة الجمهورية"، مبيناً أن"الحزبين اتفقا في وقت سابق على توحيد الرؤى والأفكار في مفاوضات تشكيل الحكومة".
وكان الاتحاد الوطني قد رشح الأسبوع الماضي برهم صالح في اجتماع الهيئة القيادية للحزب الذي أعلن قبوله عودة صالح إلى صفوفه بعد انشقاقه عنه مطلع العام الجاري.
وردّ المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني على ترشيح برهم صالح في بيان أمس أكد فيه حرصه الدائم على العمل المشترك ووحدة الصف، لافتاً إلى أن"منصب رئيس الجمهورية استحقاق لشعب كردستان وليس حكراً على حزب بعينه، وأن المنصب من حصتنا هذه المرة".
ويتوقع حسين أن"تحل هذه الخلافات بين الحزبين الرئيسين الكرديين من خلال طرح مرشح تسوية لتوحيد المواقف قبل جلسة التصويت على مرشح رئاسة الجمهورية"، مشيراً إلى أن"الحراك الدائر في العاصمة بغداد سيساهم في حلحلة هذه الخلافات".
ووصل الى بغداد مساء السبت رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني والتقى رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي، كما التقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لبحث الاستحقاقات الانتخابية وتشكيل الحكومة.
ويشير السياسي الكردي إلى أن"غالبية الكتل البرلمانية والدول الإقليمية تدفع بتقديم مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية لتلافي كل التقاطعات والتحفظات بين الكتل الكردستانية"، لافتاً إلى ان"الأيام المقبلة ستحسم الجدل بشأن مرشح رئاسة الجمهورية".
وأبدى الاتحاد الوطني الكردستاني استغرابه من زيارة وفد رفيع المستوى من الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد برئاسة نيجيرفان بارزاني للتباحث مع الأطراف السياسية العراقية حول مجموعة مسائل تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وخاصة منصب رئيس الجمهورية.
ويكشف القيادي في حزب الاتحاد الوطني أن"الديمقراطي الكردستاني قدم فؤاد حسين رئيس ديوان الإقليم مرشحا لرئاسة الجمهورية"، لافتا إلى أن"مرشح الحزب الديمقراطي لديه حظوظ كبيرة مقارنة بالمرشحين الآخرين".
وفؤاد حسين، سياسي كردي يتحدر من مدينة خانقين التابعة لمحافظة ديالى وهو رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، ولا ينتمي الى أي حزب سياسي حالياً.
ويتابع النائب السابق عن كتلة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن"هناك سبعة مرشحين كرد يتنافسون على منصب رئاسة الجمهورية منهم فؤاد حسين، وبرهم صالح، ولطيف رشيد، وعمر البرزنجي، وسروة عبد الواحد، وسردار عبد الله، بالإضافة إلى مرشح كردي فيلي".
وكان رئيس مجلس النواب قد أعلن الأسبوع الماضي فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ابتداء من 19 إلى 23 من شهر أيلول الجاري، مؤكدا أن الترشح للمنصب سيكون إلكترونياً، عبر الموقع الإلكتروني لمجلس النواب.
وبموجب قانون الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية الذي صادق عليه مجلس النواب في 2012، فإن الترشح للمنصب يجري خلال مدة ثلاثة أيام من تاريخ انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه فيما يتم غلق باب الترشح بعدها بثلاثة أيام.
وبحسب الدستور، يجب أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوماً من تاريخ انعقاد أول جلسة لمجلس النواب الجديد، ويفوز المرشح الحاصل على أغلبية ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب.
ويرى القيادي الكردي أن"مصدر القرار في إقليم كردستان يمثله الحزب الديمقراطي الذي يتمتع بالثبات والقوة على عكس الاتحاد الذي دبت فيه الخلافات بعد انسحاب ملا بختيار من آخر اجتماع للهيئة العامة للمكتب السياسي مما اثر على موقفهم في بغداد والكتل السياسية حيث بدا أكثر ضعفا".
بدوره، يؤكد النائب السابق عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني محسن السعدون ان"المحادثات الجارية في بغداد وأربيل تسعى لحلحلة الخلافات بين الاتحاد الوطني والديمقراطي بشأن طرح مرشح واحد لرئاسة الجمهورية".
ويضيف السعدون في تصريح لـ(المدى) أن"رئاسة الجمهورية من حصة الحزب الديمقراطي وفقاً للاستحقاق الانتخابي"، مؤكداً"الاتفاق الذي جرى مع الاتحاد الوطني في وقت سابق على وضع سياسة موحدة في التفاوض على تشكيل الحكومة".
ويبين أن"الديمقراطي الكردستاني متفاجئ بترشيح برهم صالح من قبل الاتحاد الوطني من دون أية تفاهمات مسبقة على هذا الترشيح"، لافتاً إلى أن"منصب رئاسة الجمهورية ليس حكراً لجهة معينة أو حزب".
ويشير السعدون إلى ان"من الضروري الاتفاق بين الحزبين الرئيسين على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية بعيدا عن هذه المنافسة"، لافتا إلى ان"التفرد من جانب معين في المرشح لرئاسة الجمهورية ليس في مصلحة أحد".
بدوره، يقول القيادي في تيار الحكمة محمد جميل المياحي:"لم نصل حتى اللحظة لحسم مرشح رئاسة الجمهورية"، مؤكدا"مازالت القوى الكردية لديها عدد من المرشحين لشغل منصب رئاسة الجمهورية".
وبين المياحي لـ(المدى) ان"ما يهمنا هو توحيد القوى الكردستانية موقفها بشأن مرشح رئاسة الجمهورية"، مشددا على ان"استمرار الموضوع من دون حلول لهذه الأزمة سيدفع بتحالف الإصلاح لتحديد موقفه من مرشح رئاسة الجمهورية".
وكان الحزبان الكرديان الرئيسان قد أكملا ورقة تفاوضهما قبل فترة وهي تشترط حصول الكرد على إحدى الرئاسات الثلاث مع ثلاث وزارات وهيئتين من الهيئات المستقلة مقابل المشاركة في الحكومة المرتقبة.
وضمّت الورقة الكردية الجديدة فقرات تلزم الحكومة والبرلمان المقبلين بإجراء تعداد سكاني وتشكيل مجلس الاتحاد وضمان حضور الكرد في الهيئات الاقتصادية والمالية ذات الطابع الفيدرالي.
ويلفت المياحي الى ان"عدم توصل القوى الكردستانية إلى حلول توافقية بشأن مرشح رئاسة الجمهورية سيكرر سيناريو انتخاب رئيس البرلمان من خلال تنافس أكثر من مرشح على الموقع داخل قبة مجلس النواب".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top