بعشيقة تتوقف عن صناعة الكحول وتنهمك بإنتاج المقبلات واستيراد السمسم

Monday 14th of May 2012 08:18:00 PM ,
العدد :
الصفحة : محليات ,

بغداد / زياد العجيليبعد أن كانت من أبرز المدن المشهورة بتصنيع المشروبات الروحية في العراق، تقول مدينة بعشيقة على لسان مسؤوليها إن السنوات الماضية شهدت إغلاق نحو 400 معمل لتقطير \"العرق\" والتي كانت تشكل مصدر دخل لمئات العوائل في الناحية التابعة لمحافظة نينوى.

إذ جرى تغيير الخارطة الإنتاجية للمدينة لتتكيف مع متغيرات الأمن والسياسة، وتنهمك هذه المرة باستيراد السمسم من الصومال لصناعة الراشي، وتكثير أشجار الزيتون لرفد معاصر الزيت ومعامل الصابون المحلي.فالمدينة تشهد ظهور معامل جديدة لإنتاج المواد الغذائية المختلفة مثل زيت الزيتون والمخللات والراشي التي تستخدم على نطاق واسع في صناعة المقبلات في المطاعم والحانات، لكن ذلك لم يمنع هجرة أعداد من خبراء صناعة المشروبات الروحية، من بعشيقة إلى سوريا وتركيا، كما ظل مستثمروها يعانون انعدام التسهيلات المصرفية أو الإعفاء الضريبي الذي بوسعه مساعدتهم على منافسة نظرائهم من دول الجوار.وتقع ناحية بعشيقة في سهل نينوى، وتبعد 12 كم عن مركز مدينة الموصل، وتعتبر من البلدات التي تتميز بتنوع تركيبتها الإثنية والعرقية، ويستخدم سكانها لغات مختلفة أبرزها العربية والسريانية والكردية والتركمانية.وفي حديث مع \"المدى\" كشف رئيس مجلس ناحية بعشيقة داسن سليمان، عن إغلاق معامل تصنيع المشروبات الكحولية البالغ عددها نحو 400 معمل من قبل مالكيها بسبب \"ارتفاع أسعار التمور وصعوبة نقلها من المناطق الجنوبية، بالإضافة إلى تأثير المشروبات المستوردة على العرق المحلي، ما أدى إلى تدني أسعاره بمستوى كبير بحيث لم تعد تغطي كلف التصنيع\".ويضيف المسؤول المحلي أن الكثير من المعامل الضخمة لإنتاج المشروبات الكحولية وخبراءها \"انتقلت للعمل في سوريا وتركيا، فيما احتفظت الناحية بمعمل واحد لتعبئة المشروبات المستوردة بمختلف أنواعها\".ويقول سليمان: إن \"إغلاق معامل تقطير الخمر يهدد مصادر دخل المئات من السكان المحليين الذين كانوا يعتاشون على إيراداتها حتى أن 2400 شخص منهم يتقاضون حاليا رواتب الرعاية الاجتماعية جراء ذلك\".لكن المسؤول المحلي يعود ليقول إن إغلاق معامل العرق قابله انتعاش في زراعة الزيتون التي بدأت تزدهر في المدينة، إضافة لإنتاج الصابون، إلى جانب إنشاء معامل أخرى لإنتاج المواد الغذائية المختلفة مثل زيت الزيتون والمخللات والراشي التي تستخدم على نطاق واسع في صناعة المقبلات في المطاعم والحانات.ناحية بعشيقة التي يقطنها قرابة 120 ألف نسمة، يتوزعون على 51 قرية ويقطن مركزها 30 ألف نسمة، يشكو مسؤولها المحلي من \"عدم توفر مستشفى عام فيها باستثناء مركز صحي صغير\".ويستدرك بالقول: \"حصلنا على موافقة وزارة الصحة لبناء مستشفى وتم تخصيص قطعة أرض لذلك منذ فترة لكن إلى الآن لم يبدأ العمل بالمشروع ولا يوجد إحالة لتنفيذ المشروع لأي شركة\".ويشيد سليمان بالمستثمرين المحليين من المدينة الذين حصلوا على مشاريع استثمارية من أهمها مدينة ألعاب يجري تشيدها الآن على مساحة 16 دونم إلى جانب بناء مدينة رياضية متوسطة الحجم، فيما تسعى الناحية لبناء 8 آلاف وحدة سكنية، مشيرا إلى أن موازنة الناحية البالغة 7 مليارات دينار قد صرفت على ترميم وبناء المدارس وتعبيد الطرق وبعض المشاريع الخدمية الأخرى.بعشيقة التي يوجد فيها 18 معملا لصناعة الراشي ومعصرتين لإنتاج زيت الزيتون، تبرع إقليم كردستان بواحدة منها للمزارعين، تشتكي مصانعها من غياب الدعم الحكومي، ويقول رجال أعمال نجحوا بإبرام صفقات استيراد السمسم من الصومال ونيجيريا وأفغانستان: إن \"منتجاتهم تعاني مشاكل لتصدير إلى خارج البلاد رغم الطلب المتزايد عليها\".ويقول صباح جبور، وهو مالك لأحد معامل صناعة الراشي وعدد من مزارع تربية الدواجن والأبقار: إن \"اتحاد الصناعات والتنمية الصناعية في نينوى يحاولان عرقلة عملنا بدلا من دعمنا\".ويضيف \"معملي، الذي ينتج يوميا 6 أطنان من الراشي وتصدر لجميع مناطق العراق، فشل بتصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج في العراق والغياب الواضح للدعم كتسهيلات القروض أو الإعفاء من الضرائب\"، وذلك رغم حصول رجل الأعمال هذا على إجازة دخول منتجاته إلى أوروبا من خلال مملكة السويد التي منحته \"شهادة تقييس ووافقت على دخول منتجنا لأسواقها المحلية\".ويشير جبور إلى وزارة الزراعة باعتبارها أحد عوامل عرقلة إنعاش قطاع الزراعة والثروات الحيوانية في بعيشقة التي تشتهر بأراضيها الخصبة وامتلاك مواطنيها للمواشي والحيوانات.ويبين أنه ما زال ينتظر توقيع أحد وكلاء وزارة الزراعة منذ أربعة شهور لتسلم قرض قيمته 50 مليون دينار رغم تواضع المبلغ الذي لا يتناسب مع غلاء الأعلاف والأسمدة المستوردة.