صحافة عالمية

صحافة عالمية

حماس أكثر جرأة بفضل التحالفات الجديدة في العالم العربي المتغير

تناولت الصحيفة موقف حماس في التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة، وقالت إن حماس التي أصبحت أكثر جرأة تختبر التحالفات في العالم العربي المتغير. وتقول الصحيفة إن هذا الصراع الجديد مختلف عن سابقه في عملية الرصاص المصبوب في شتاء عام 2009 والتي أودت بحياة 1400 فلسطيني. ليس فقط لأن إسرائيل قالت إنها تحاول أن تحد من هجماتها بتوجيه ضربات محددة. فهذه المرة تقاتل القوات الإسرائيلية حماس جديدة زادت قوة بعد أن أصبحت مدعومة من قوى إقليمية مثل قطر وتركيا ومصر وتظهر قوتها مقارنة بالسلطة الفلسطينية الضعيفة. فبعد أشهر من عدم إطلاق نيرانها، ومكافحتها لوقف الجماعات المقاتلة الأخرى عن إطلاق الصواريخ على الحدود، فإن حماس ردت بقوة على قتل إسرائيل لقائدها العسكري أحمد الجعبري، فأرسلت أكثر من 300 صاروخ على إسرائيل خلال 24 ساعة، مع اختراق قلب المراكز السكنية حول تل أبيب، وقتل 3 مدنيين. وتشير الصحيفة إلى أنه بالنسبة لحماس، فإن الهدف ليس بالضرورة تحقيق انتصار عسكري، ولكن انتصار دبلوماسي لأنه يختبر تحالفها المتنامي مع القيادة الإسلامية الجديدة في مصر والعلاقات الأخرى في العالم العربي وخارجه. ونقلت الصحيفة عن ناثان ثرال، الباحث في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية قوله إن الصراع يظهر إلى أي مدى تغيرت المنطقة من بدء ثورات الربيع العربي، ويضيف قائلا إنه الآن عندما تصب غزة تحت الهجوم، فإن الأصوات الأعلى لن تأتي مما يسمى بمحور المقاومة "إيران وسوريا وحزب الله"، ولكن من حلفاء الولايات المتحدة مثل قطر ومصر وتركيا. ويشير الخبير إلى أحد طرق الخروج من الأزمة وهو اتفاق ثلاثي الأطراف تتعهد فيه حماس باحتواء العناصر الأكثر تطرفا في غزة في مقابل تحسين التجارة عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر وكذلك في معبر كرم أبو سالم الذي تديره إسرائيل.

التصعيد في غزة يعقد سياسات أوباما في الشرق الأوسط

علقت الصحيفة على تأثير التصعيد الإسرائيلي في غزة على الإدارة الأمريكية، وقالت إن الاعتداء الإسرائيلي يعقد من سياسات الشرق الأوسط الخاصة بالرئيس باراك أوباما بعد أيام قليلة من إعادة انتخابه، مما يجعل الولايات المتحدة محاصرة بين الأجندات المتصارعة لثلاثة حلفاء عرب رئيسيين وهم مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض أيد أمس الاول الخميس بشكل لا لبس فيه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس من جانب المسلحين في غزة، في حين دعا إلى حماية المدنيين الفلسطينيين. وتضغط إدارة أوباما على حكومة مصر من الإسلاميين، والتي تشترك مع حماس في علاقات إيديولوجية، لكبح جماح الأجندات العسكرية والسياسية لحماس. إلا أن قدرة واشنطن على الفوز بتعاون من القاهرة لممارسة نفوذها قد تراجعت في ظل حكومة محمد مرسي. وتتابع الصحيفة قائلة إن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يشعرون بالقلق من أن صراع غزة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاشتعال في الشرق الأوسط في الوقت الذي يواجه فيه ملك الأردن عبد الله الثاني، وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة احتجاجات على الصعيد الوطني، وتخوض سوريا حربا أهلية. من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما تخشى أيضا من أن صراع غزة قد يجعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخصم الرئيسي لحماس، بلا خيار سوى استئناف محاولات الحصول على عضوية لفلسطين في الأمم المتحدة مما يؤدي إلى مزيد من الاضطراب الدبلوماسي. ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين العرب الذي يتواصل مع الإدارة الأمريكية، قوله إنه عن هذه النقطة لا يرى كيفية لتراجع عباس. لكن لو مضى التصويت في الأمم المتحدة في طريقه، فإن إسرائيل يمكن أن تستفيد من التهديدات بإنهاء عملية السلام مع الفلسطينيين، وقد هدد بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بسحب المساعدات وربما انهيار السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top