القوات العسكرية تبتعد عن الجهد البري وتعزز قدراتها الجوية ضد داعش

القوات العسكرية تبتعد عن الجهد البري وتعزز قدراتها الجوية ضد داعش

 بغداد/ فراس عدنان

تحدث خبراء عن تحول واضح في أساليب المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدين أن الهجمات الأخيرة أظهرت دقة المعلومات والسرعة في التعامل معها من خلال استخدام طائرات (F16)، والابتعاد عن التحركات البرية التي توصف بأنها بطيئة ومنظورة وبالتالي يمكن رصدها والهرب منها.
ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، في حديث إلى (المدى)، إن "المناورة في الموارد الوطنية على صعيد الجهد الاستخباري أو صنوف المؤسسة العسكرية، في مواجهة العدو تعدّ أمراً ضرورياً لتحقيق الانتصارات".

وأضاف الشريفي، أن "ذلك يأتي بالدرجة الأساس على صعيد الصنوف الماسكة للجو، باعتبار أن الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي غير تقليدية تستلزم آليات ردع جوية لما تتمتع به من هجمات استباقية وقدرة رصد وقوة تدميرية إضافة إلى تحقيق عنصر المباغتة".

وأشار، إلى أن "الحكومة الحالية تأخذ بهذه المبادئ، وتأخذ بما يطرح عبر وسائل الإعلام من تحليلات أمنية وتحولها إلى واقع".

وأوضح الشريفي، أن "القوات الأمنية كانت في السابق تجري عمليات متواصلة ضد الارهاب، لكنها لم تكن مجدية في إسكات التهديد".

وتحدث، عن "تحول في الاعتماد على الجهد التقني والضربات الجوية مسنودة بجهد استخباري دقيق"، مشدداً على أن "نجاح الضربة الجوية مقترن بصحة المعلومات التي ترد من مصادرها عن تواجد الارهابيين".

ويواصل الشريفي، أن "التنسيق الذي حصل مؤخراً والاستخدام الأمثل للموارد الوطنية يجعلنا أمام ستراتيجية ردع ذات كفاءة عالية وفاعلة وقادرة على تنفيذ المهام الاستباقية وإسكات التهديدات الارهابية".

وأردف، أن "جهازي الأمن الوطني والمخابرات يعملان ضمن إطار نشط ويؤمنان معلومات عالية الدقة، في السابق كان يتم التعامل مع هذه المعلومات بعمليات بريّة التي تعد منظورة من الجماعات الارهابية التي تتمتع بأنها جوالة، وبمغادرتها مكانها وأوكارها فأن المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة ستفقد قيمتها".

ولفت الشريفي، إلى أن "العمل تغير في التعاطي السريع مع المعلومات عن تواجد الارهابيين ويتم التعامل معها من خلال الطائرات"، منبهاً إلى ان "القيادة العسكرية لم تستخدم المروحيات أو طائرات ثابتة الأجنحة مع هذه المعلومات، إنما طائرات (F16) بسرعة تتجاوز 800 إلى 900 كم في الساعة، وبهذا حققنا عنصر المباغتة والرصد والاستباق عبر الاستمكان الجوي، وتمت معالجة المكان، كما حصل عندما قُتل المسؤولون عن جريمة حاوي العظيم قبل أيام".

ومضى الشريفي إلى، أن "المسير البري عبر العجلات العسكرية كان يستغرق ما لا يتجاوز 30 كم في الساعة، أما المروحيات فهو بمعدل 200 كم، في حين أن الطائرات المقاتلة تصل إلى سرعة 900 كم، وبالاعتماد عليها يعني أننا حققنا تقدمناً كبيراً في الحرب ضد بقايا التنظيم الارهابي".

وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أكدت في مؤتمر صحفي قبل أيام، أن سلاح الجو العراقي قد نفذ أكثر من خمسين ضربة ضد تنظيم داعش الارهابي خلال الشهرين الماضيين.

من جانبه، ذكر الخبير الأمني الآخر عدنان الكناني، في حديث إلى (المدى)، أن "التنظيمات الارهابية ما زالت تنشط في مناطق توصف بأنها رخوة لاسيما في المساحات التي تفصل القوات الاتحادية عن قوات إقليم كردستان".

وتابع الكناني، أن "المطلوب من القوات الأمنية في الوقت الحالي هو تعزيز هجماتها على التنظيم الارهابي والاستفادة من المعلومات الاستخبارية وكذلك تفعيل الجهد الجوي بنحو أكثر، ولا يترك للعدو أن يبادر ويقوم بأعمال عنف تستهدف العسكريين والمدنيين".

ونوه، إلى أن "القوات العسكرية بمختلف تشكيلاتها لديها كامل المعدات التي تساعدها في القضاء على خلايا داعش من ناحية العدة والعدد والرصد الالكتروني وكاميرات المراقبة ومصادر المعلومات".

ويواصل الكناني، أن "التنظيم الارهابي ليس كما كان عليه في عام 2014، إنما هو مجموعات صغيرة تتواجد في اماكن متفرقة ومن غير الممكن السماح لهم القيام بأفعال ضد القطعات العسكرية".

وتحدث عن "وجود خلل وبعض الاخطاء في الخطط العسكرية التي ينبغي تعديلها على النحو الصحيح، والدليل ما حصل في حاوي العظيم عندما قام التنظيم الارهابي بمهاجمة نقطة عسكرية وقتل من فيها".

وانتهى الكناني، إلى أن "العمليات الاستباقية ينبغي أن تستمر ضد العدو والاستفادة من الاجهزة الاستخبارية وما تحصل عليه من معلومات دقيقة، لكننا نتمنى أن تكون المبادرة بيد القوات العسكرية العراقية ولا يكون عملها على أساس ردة الفعل كما يحصل حالياً". وكانت خلية الإعلام الأمني قد أعلنت خلال الأسبوع الحالي عن عدد من الضربات الجوية التي استهدفت أماكن تواجد الإرهابيين، مؤكدة أن من بين قتلى هذه الهجمات المفرزة المسؤولة عن جريمة حاوي العظيم وهم من جنسيات عراقية واجنبية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top