عامر مؤيد
القت الاوضاع الامنية السيئة الحاصلة مؤخرا في محافظة ميسان بظلالها على الحركة الثقافية والفنية بشكل عام، خوفا على سلامة المواطنين. ويعد الرصيف المعرفي وسط ميسان، ملتقى اسبوعي وتعرض من خلاله مختلف الامور الفنية والثقافية، فضلا عن اكشاك لبيع الكتب. المحزن في الامر، ان القائمين على فعاليات الرصيف المعرفي اعلنوا ايقافه الى اشعار اخر بسبب الاوضاع الامنية في المحافظة.
ويكتب المسؤولون عن الرصيف المعرفي عنه بانه مشروع ثقافي فنّي بحت، لا يتدخّل بشؤون السياسة والدين. ويستقبل وينمّي المواهب والطاقات ويدعمها من خلال أماسيه الأسبوعيّة بدعم ذاتي بسيط يدل ويثبت استقلاليته عن كل انتماء، فهو من ميسان ولكل أبناء ميسان ومن العراق والى العراق، لا غاية منه سوى إبراز الوجه الميساني المشرق والمضيء، والعمل على بث لغة المحبّة والتسامح بين أطياف البيت الميساني الكبير من أجل النهوض بواقعها الإجتماعي والعمراني.
وبعد الاعلان عن اخلاق الرصيف المعرفي تباينت الاراء حوله ما بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة التي اعلن عنها القائمون. عباس محمد احد زائري الرصيف قال "انا ضد هذه الخطوة بل اقامته ضرورية جدا من خلال اقامة محاضرات وارشادات لنبذ العنف داخل المحافظة وتبيان وجه ميسان المشرق لمختلف المواطنين من خلال فعاليات الرصيف".
ولكن رأي محمد يقف ضده كثيرون اكدوا اهمية ايقاف فعاليته لان سلامة الحاضرين في الرصيف اهم من اي شيء اخر. ويقول سلام علي -مواطن ميساني في حديثه لـ(المدى) ان "المحافظة تشهد في الاونة الاخيرة العديد من الاغتيالات والوضع الامني المربك".
واشار الى ان "الصراع على اشده في المحافظة لذا فان خير ما قام به المسؤولون في الرصيف المعرفي هو ايقاف فعاليته لحين عودة الاوضاع الامنية المستقرة".
وبين ان "امر الاغلاق صعب على جميع رواد هذا الرصيف لكنه ضرورة لابد منها، سعيا للمحافظة على سلامة رواده". وفي مواقع التواصل الاجتماعي، فان تعليقات حزينة ظهرت بعد قرار الاغلاق، خاصة وانه المتنفس الثقافي الوحيد في المحافظة.
باقر الزبيدي كتب "حتى الجانب المشرق من مدينتي أنطفأت الأنوار فيه، أذرع الظلام تهمش في قلب هذا المدينة المغلوب على أمرها".
ويرتبط ابناء المحافظة بالرصيف المعرفي ليس لجانب ثقافي وفني فقط، بل جلَّ من شارك في احتجاجات تشرين له ذكريات في هذا المكان.
وتعود الذكريات الى ان الشهيدين امجد الدهامات وعبد القدوس، كانا من المؤسسين لهذا البيت الميداني الثقافي المهم، لذلك فان ادامة هذا المكان هو استذكار مستمر لهذين الشهيدين.
اترك تعليقك