 ذي قار / حسين العامل

كشفت رئيسة بعثة التنقيب الاميركية عن اكتشاف منظومة سقي اثرية في مملكة لكش التي يعود تاريخها الى 2500 عام قبل الميلاد، وفيما اكدت ان المملكة كانت تتغذى من نهر دجلة بدلا من نهر الفرات الذي كانت تتغذى منه بقية المدن السومرية، اشارت الى ان عمل البعثة ينصب حاليا في البحث عن طبيعة حياة السكان في المملكة المذكورة.
وقالت رئيسة بعثة التنقيب الاميركية في موقع الهباء الدكتورة هولي باثمن لـ(المدى) ان "البعثة الاميركية التابعة لجامعة بنسلفانيا تجري عمليات التنقيب للموسم الثالث على التوالي في موقع الهباء الاثري في ناحية الدواية (75 كم شمال الناصرية)"، واضافت ان "اهم ما تم اكتشافه هو النظام الاروائي في مملكة لكش".
مبينة ان "النظام الاروائي المكتشف يتغذى من نهر دجلة وهو على خلاف مدينة اور السومرية التي كانت تتغذى من نهر الفرات"، موضحة ان "البعثة اعتمدت تقنية التحسس النائي وصور الاقمار الصناعية في اكتشاف الكثير من الابنية والهياكل الاثرية تحت الارض". وعن اثر النزاعات بين دويلات المدن السومرية على تحويل النظام الاروائي من الفرات الى دجلة قالت رئيسة البعثة التنقيبية ان "الخلاف والنزاعات كانت تحصل بين مملكة اوما ومملكة لكش وهو ما استدعى شق نهر الغراف ليغذي المدن الواقعة في شمال مدينة اور بالمياه من نهر دجلة بدلا من نهر الفرات الذي كان يغذي المدن السومرية الاخرى ولاسيما مدينة اور". واشارت باثمن الى ان "النظام الاروائي كان موجودا حتى قبل ان يحصل الخلاف بين مملكتي اوما ولكش"، لافتة الى ان "النزاع بين المملكتين كان ناجما عن خلاف على دفع الاموال وامتناع مملكة اوما عن الدفع لمملكة لكش". وعن الاكتشافات الاثرية المتوقعة خلال عمليات التنقيب المستقبلية قالت باثمن "نحاول ان نكشف عن طبيعة الحياة في مملكة لكش ونشاط السكان المحليين والمهن التي كانوا يزاولونها ولاسيما صناعة الفخار والاحذية والملابس وغيرها من مفردات الحياة اليومية"، واردفت "كما نحاول اكتشاف إن كان نظام السلطة يدار محليا وفق دويلات المدن ام انه نظام مركزي". لافتة الى ان "البعثة التنقيبية سبق وان اكتشفت جزءا من طبيعة نظام الحكم من خلال اكتشاف رُقم طينية وتماثيل وحاليا يجري التركيز على طبيعة الحياة في مملكة لكش التي يعود تاريخها الى (2500 قبل الميلاد). وكانت باثمن قد عملت في مجال التنقيب في العراق منذ عام 1990 وتوقفت عقب دخول العراق الى الكويت، لتستأنف عملها فيما بعد في موقع الهباء.