استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بعيداً عن السياسة مع ميسون الدملوجي

كتابة وتصوير / آمنة عبد العزيز

عندما ترى المسؤولين من على شاشة التلفاز يأخذك مظهرهم الرسمي وبروتوكول العمل الذي أنيط بهم، وكثيراً ما تود أن تتعرف على تلك الجوانب الإنسانية في حياتهم خلف تلك الصورة التي وضعتها متطلبات عملهم، ما هواياتهم. كيف يعيشون يومهم خارج إطار العمل الرسمي. هذا وغيره من أمور تتعلق بحياتهم بعيداً عن السياسة.

من خلال هذا الباب الذي نفتحه، لندخل قلوب وحياة أصحابها ولكن بأذن منهم..

*أهلاً بك معنا على صفحات جريدة (المدى) وأرجو أن تحدثينا عن فصول حياتك بعيداً عن العمل؟

- أنا ميسون سالم الدملوجي من عائلة بغدادية أخذت من والدي الأستاذ في الطب الكثير من القيم والأخلاق والالتزام والترابط الاجتماعي والدتي أيضاً هي أستاذة في الطب وكانت - رحمها الله - أقرب صديقة، بل هي، الصدر الحنون الذي افاض الحب والحنان الذي ما زلت أنهل منه لهذا الوقت.

*ماذا عن بيت الطفولة؟

- أنا البنت الوحيدة بين أخوين اثنين أكبر مني، وكنت مدللتهم المحاطة بالحب والرعاية وبحكم موقع بيتنا أمام نهر دجلة كثيراً ما كنت أتصور أن هذا النهر هو ملك لنا الأمر الذي ولد لدي عشقاً، له وصداقة، وكأنه جزء مني وأثر في حياتي بشكل جعلني التجئ إليه وأحاكيه عما يجول بخاطري ودون حدود.

*من المعروف إنك امرأة تميل للبساطة في مظهرها، برأيك ماذا يشكل الزي بالنسبة للمرأة؟

- المظهر الخارجي للمرء عموماً وللمرأة خاصة، هو انعكاس لداخله، وأرى أن البساطة وعدم المبالغة تضفيان الراحة والجمال، لذلك أنا أحب أن أرتدي ما أراه ملائماً لي وليس ما يبهر الغير ، وأرى في الألوان الهادئة الكثير من روحي التي تسير نحو الهدوء، وأرى أن على المرأة أن تهتم بجوهرها الداخلي أكثر، لأنه أبقى وأن لا تبالغ في البهرجة الزائدة لأنها ستعطي انطباعاً مشوشاً عنها.

*أهم الهوايات التي تمارسينها في أوقات الراحة؟

- أنا فنانة تشكيلية ولدي الكثير من اللوحات التي أحاول إنجازها في أوقات الفراغ، وكذلك أحب سماع الموسيقى الهادئة.

كذلك أنا طباخة ماهرة ولكن أحب الطهو لأصدقائي وأبنائهم الذي يأتون عندي، وأجيد طبخ الرز بالبقاء واللحم والدولمة وأنا بطبيعتي غير أكولة ونباتية ولا أكثر من أكل اللحوم وأجيد صنع المعجنات باختلاف أنواعها.

*هل أنت متزوجة؟

- أنا غير مرتبطة وأحمل شهادة بالهندسة من بريطانيا وعلمتني الغربة خارج الوطن أن أكون قوية وأتعايش مع الآخرين بحب وسلام وأن أبذل الكثير من الجهد ولا أدع للزمن أن يحد من عملي في سبيل خدمة الآخرين وأن الحياة التي يعيشها الفرد بكل المقاييس ملك لخدمة من حوله وسعادتي تأتي من خلال ذلك.

*ما الذي تحب وما الذي تكره ميسون الدملوجي؟

- أنا أعشق الأطفال وأجدهم كالثمر الذي يزين الأشجار ويعيطها رونقاً، فهم وأنا اصدقاء. ولا أحب المراوغة أحب الخطوط المستقيمة للتوصل لكل شيء صحيح، لذلك فأنا لاعبة شطرنج فاشلة فهذه اللعبة تحتاج للمراوغة أكثر من الذكاء ولا أحب اللون الأسود لأنه يذكرني بفقدان الأعزاء وخاصة والدتي وأرتديه فترة الحداد واحتراماً للتقاليد، والذين نحبهم يسكنون القلوب، وأرى في هذا اللون العتمة التي أمقتها.

*قبل أن نودعك ماذا تودين قوله؟

- شكراً لكم وأرجو المعذرة لضيق الوقت وهذا الباب الذي ارتأيتم فتحه والدخول منه إلينا هو يرحب بكم وأشكركم.


باب النجار..  بلا حماية!!

بغداد / عبير حسن عبد العزيز

وبينما أنا أتجول في السوق، فكرت أن أزور زميلاً قديماً لي كان من الطلبة المتميزين في كلية الهندسة.

دخلت المحل الذي بدا لي أصغر من ذي قبل وبضاعته أقل بكثير، سلمت عليه وسألته عن أحواله فرد بحزن:

- ماذا ترين؟ لقد بعت نصف المحل، وكما تشاهدين (لا بيع ولا شراء).

فقلت له:

- لماذا؟ ما الذي تغير؟ أذكر إنك اشتريت منزلاً وسيارة وتزوجت من إيرادات هذا المحل!

فقال: نعم.. كان ذلك في الماضي، أما الآن فلماذا يشتري الناس المصابيح والأدوات الكهربائية؟ هل ليكملوا بها (ديكورات) المنزل؟ أما جهاز الحماية الذي كنت أنا الوكيل الرئيس لتوزيعه فهذا لوحده قصة!

وكنت متلهفة لسماعها فقلت:

- وما هذه القصة؟

قال:

- كان الجميع في السابق يقبل على شراء جهاز الحماية للمحافظة على أجهزتهم الكهربائية. أما وقد اكتشف العاملون في وزارة الكهرباء اكتشافاً جديداً يضاف لسجلهم المميز وهو نظام البرمجة داخل البرمجة، أي عندما ينقطع التيار الكهربائي ثلاث ساعات ويعود ليستمر ثلاث ساعات، في فترة العودة هذه تتخلل التيار برمجة أخرى كل خمس أو عشر دقائق، لذلك فحين أحاول إقناع الناس لشراء جهاز حماية، يقولون لي أموراً مضحكة ومبكية في آن واحد، مثال ذلك ما قالته لي إحدى السيدات:

- إذا كان جهاز الحماية يعمل بعد ثلاث دقائق فكيف نستطيع أن نفهم ما يدور في مسلسل تلفزيوني يعرض بثلاثين أو أربعين دقيقة مع القطع المستمر؟

وحضر شاب قبل فترة ليعيد لي جهاز الحماية قائلاً:

- يا أخي إن جهاز الحماية هذا كاد يصيبني بالجنون، فبينما كنت سعيداً أثناء مباراة كرة القدم التي كانت يخوضها منتخبنا الوطني حيث كان متقدماً فيها بهدف، اكتشفت بعد عودة التيار الكهربائي أن المنتخب الآخر سجل هدفاً أثناء انتظارنا (لجهاز حمايتك)!

أما أطرف موقف وربما الأسوأ هو ما حصل قبل يومين، حين حضرت أم مع ولدها الصغير ورمت جهاز الحماية في وجهي وهي تقول:

- خذ. لا أريده.. إن ابني لا يهدأ إلا حين يشاهد (أفلام الكارتون)، ولقد أتلف هذا الجهاز أعصابه وبالتالي أعصابنا أثناء انتظاره "الكارتون" الذي يستمر ربع ساعة، كلما انقطع التيار فإن صراخه يستمر حتى تنتهي فترة جهاز الحماية الغبي هذا!

لم أعرف ماذا أقول لزميلي.. كان الموقف مضحكاً ومؤلماً، وبعد فترة صمت قال:

- افكر أن اكتشف جهاز حماية يعمل بعد ثانية أو ثانيتين يصلح لهذا الزمن، ولعلي سأمنح بعده براءة اختراع!

فضحكت وقلت له:

- تعجل يا صديقي.. فكل الناس سوف يدعون لك بالخير إذا أكملت هذا الاختراع قبل محاكمة صدام حسين.

ودعته بسرعة، لأنني لم احتمل الوقوف أكثر حيث كان العرق يتصبب مني بينما أنا أنظر للمراوح وأجهزة التكييف!

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة