 متابعة / المدى

بعد يوم واحد فقط من انتشار مقطع فيديو مفجع صورته كاميرات المراقبة، يوثق هجوما شرسا من قبل 8 كلاب سائبة على طفلة تبلغ من العمر 3 أعوام بالقرب من بيتها في أحد مناطق عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، أعلنت مستشفيات الطوارئ في المدينة، عن استقبالها 6 حالات لمواطنين تعرضوا لهجمات وعضات كلاب.
ووفق الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، فإن إصابات بعض الضحايا بليغة، فيما تعاني الطفلة التي تعرضت لهجوم الكلاب الأربعاء، من جروح عميقة وصدمة نفسية قوية وفق ذويها الذين أكدوا أن حالتها حرجة وتخضع لمراجعة طبية يومية.
وأعلنت المديرية العامة لصحة أربيل عن تسجيل مستشفيات طوارئ العاصمة 124 حالة تعرض لعض وهجمات من قبل كلاب سائبة خلال شهر واحد فقط، أي بمعدل أكثر من 4 هجمات يوميا.
وقال بيان صادر عن المديرية إن "مجموع حالات الإصابة نتيجة اعتداءات من الكلاب خلال شهر آذار/مارس بلغ 124 حالة، تمت إحالتهم إلى مستشفيي طوارئ شرقي وغربي أربيل".
وأضاف البيان أنه تمت "إحالة 78 حالة لمستشفى طوارئ الغرب و46 حالة لمستشفى طوارئ الشرق".
وتفيد تقارير وإحصائيات غير رسمية بأن عدد الكلاب السائبة في أربيل لوحدها يبلغ نحو 20 ألفا، وهو رقم يفسر الانتشار الكثيف لهذه الحيوانات في مختلف مناطق المدينة وحاراتها السكنية.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على مدينة أو محافظة واحدة فقط، بل هي منتشرة في المناطق والمحافظات العراقية كافة، وهو ما يعكس ارتفاعا مخيفا في وتيرة هجوم الكلاب الشاردة على المارة من السكان ولا سيما الأطفال والطلاب الصغار منهم.
يقول الناشط البيئي العراقي أحمد خير الله، والذي أطلق حملة مدنية لحث الجهات الحكومية المسؤولة على التحرك لوضع حد لتصاعد حوادث اعتداء الكلاب على الناس "نحن مع الأسف أمام سلسلة هجمات وحشية متكررة في مختلف المناطق والمحافظات من البصرة لأربيل، والضحية الأولى لها هم الأطفال وتلاميذ المدارس الصغار، ومع الأسف فإن إجراءات الجهات المختصة لمعالجة هذه الظاهرة خجولة، ولا ترقى لمستوى كبح خطرها".
وأوضح خير الله "لهذا أطلقنا حملة على شبكات التواصل الاجتماعي لحث السلطات على وضع حد لظاهرة انتشار الكلاب السائبة وسط التجمعات والمناطق المأهولة، لحماية السكان من هجماتها المتكررة ضدهم".
وتابع قائلا "يمكن مثلا تجميع هذه الكلاب في محميات أو مناطق بعيدة عن المدن والبلدات، كونها تتكاثر بمعدلات كبيرة، وباتت تشكل خطرا يتهدد حيوات سكان المناطق السكنية المأهولة".