في مثل هذا اليوم، الثامن والعشرين من اب عام 1929 توفي السيد يوسف السويدي، الشخصية العلمية والوطنية المرموقة ورأس الأسرة السويدية الشهيرة ببغداد وأول رئيس لمجلس الأعيان ، فشيع إلى مثواه الأخير في مقبرة الأسرة في الكرخ في مأتم مهيب ورثاه الكتاب والشعراء ، وجمع ما كتب عنه في مجموع حافل أعده الأستاذ طه الراوي.
الشيخ يوسف بن نعمان بن محمد سعيد بن احمد بن عبد الله السويدي، ولد ببغداد سنة 1854 ودرس فيها وتلقى العلوم النقلية والعقلية على يد اشهر علمائها، وفي عام 1879 انتخب عضوا في مجلس بغداد البلدي، ثم عين قاضيا في مناطق مختلفة من العراق ، حتى إذا أعلن الانقلاب الدستوري في الدولة العثمانية ، اختير عضوا في مجلس ولاية بغداد سنة 1909 وأصبح قريبا من الولاة المتأخرين لبغداد ومنهم الوالي ناظم باشا ، غير انه خاصم الوالي جمال باشا (السفاح) ، واضطر للإفراج عنه بأمر من اسطنبول .
ثم اعتقل سنة 1915 وسيق إلى لبنان حيث محاكم الحرب، ونفي مع أحرار العرب إلى إحدى قرى الأناضول ، بعدها مكث في الإستانة إلى ان انتهت الحرب العظمى وعاد إلى بغداد عام 1919 . ولما برزت الحركة الوطنية المناوئة للاحتلال البريطاني ، ساهم مع الوطنيين في نشاطهم ، فأضمرت السلطة المحتلة له الشر ، وفي آب 1920 والثورة العراقية قائمة ، داهمت القوات البريطانية محلة خضر الياس لاعتقال السويدي ، فنشبت معركة ضارية بين أهالي المحلة والقوة العسكرية سقط فيه الكثيرون ، وتمكن من الفرار إلى مركز الثورة في الفرات الأوسط ، ثم رحل إلى سوريا فمصر ، وعاد إلى وطنه العراق برفقة الأمير فيصل المرشح لتولي عرش العراق . وبعدها اصبح مقربا من الأسرة الملكية والشخصيات النافذة في المجتمع. وعند قيام الحياة النيابية سنة 1925 عين السويدي عضوا في مجلس الأعيان ثم رئيسا له في 16 تموز 1925 ، واستمر بهذا المنصب إلى ان أدركه الموت.