اتحاد الخيارات المحدودة

رعد العراقي 2015/02/10 03:13:00 ص

اتحاد الخيارات المحدودة

لا أعرف بالتحديد كيف يُدار القرار الخاص باختيار الملاك التدريبي للمنتخبات الوطنية في داخل أروقة اتحاد كرة القدم.
ربما الكثير يتصور أن حديثنا يتوجه إلى السياقات الرسمية المعلنة والمتمثلة بقيام لجنة المنتخبات بدراسة السير الذاتية للمدربين ومن ثم اختيار عدد محدد منهم لرفعها الى الاتحاد من أجل التصويت عليها والوقوف على الأفضل منهم للمهمة.
ولأجل أن نقترب أكثر من الموضوع فإن الجميع يتذكر جيداً عندما حقق منتخبنا لقب كأس آسيا 2007 كيف خرج الكثير من الأصوات سواء من هم الآن في الاتحاد أو خارجه وأشادت بتجربة القيادة الأجنبية للكرة العراقية وكيف ان المدرسة البرازيلية قد اصابت النجاح بالتعامل مع عقلية اللاعب العراقي وأكدت ألا تطور سيحصل إلا بفكر أجنبي محترف ثم فجأة انقلبت المعادلة لنسمع ذات الأصوات وهي تطالب بالمدرب المحلي لأنه اقرب الى نفسية وافكار اللاعب وهي سرّ أي نجاح يتحقق .. وتستمر الفوضى التحليلية ليعيد زيكو من جديد فكرة القيادة الخارجية بعد انتكاسة اخرى تعرض لها المدرب المحلي ومن ثم تعاد ذات الاسطوانة المشروخة التي استمرت في العزف المزعج الذي يتصاعد بالمديح للكفاءة المحلية عند تحقيق أي انتصار حتى وإن كان محدوداً ومن ثم تنقلب فجأة عن أية انتكاسة لترتفع أسهم الكفاءة الأجنبية بذات النهج والطريقة اما الوقوف بثبات على ما هو فعلاً يخدم الكرة العراقية برؤية مستقبلية وليست آنية محدودة تكون إنجازاً ومنقذاً لمن يُدير شؤونها اكثر من كونها تاريخاً ومجداً لأجيال حالية أو قادمة تُحسب على سمعة بلـد بأكمله.
تلك المعضلة قد تبدو الآن اكثر وضوحاً عندما عاد الاتحاد الى طرح فلسفته الغريبة بإصرار ووصل الى قناعة مطلقة بالتمسك براضي شنيشل في قيادة المنتخب الوطني برغم أن الأخير لديه ارتباط رسمي وأخلاقي مع نادي قطر ربما يستمر لشهر أيار القادم قبل موعد انطلاق تصفيات كأس العالم 2018 مبرراً ذلك بحرصه على الاستقرار ونجاحه في أمم آسيا 2015 وكأنه في هذا الطرح يغازل الجماهير الكروية ويسترضيها وبذات الوقت يخرج من فشله في استقطاب الملاك الأجنبي للعمل في العراق.
ليس من المنطق والحرص أن نعود من جديد الى استباحة الوقت في التحضير والإعداد المبرمج وننتظر انتهاء عقد المدرب راضي ومن ثم نضع الجميع تحت مقصلة ضيق الزمن وشحة المباريات التجريبية وغيرها من الأعذار لتكون شاهدة على أية إخفاقة لا سمح الله.
إن المسؤولية تتطلب أن نخرج من دوامة الانغلاق الفكري الرتيب ومصارحة الذات والوثوب نحو البحث الحقيقي عن وسائل الارتقاء بالأداء وتطويره على الميدان عبر إناطة المهمة لعقلية إن كانت محلية ام أجنبية تتبنى مشروع النقلة الشاملة في الاسلوب والثبات في المستوى عبر دراسة علمية دقيقة تضع جدولاً زمنيا للملاك التدريبي الجديد في تطبيق رؤيته بعيداً عن التدخلات او حسابات بعض الاخفاقات والأهم ان يؤدي الاتحاد دوره الكامل في التهيئة وتقديم الدعم المادي والمعنوي ومراقبة النتائج الفنية كقياس على النجاح من عدمه.
نقول: الوصول الى كأس العالم 2018 لا يمكن ان يتحقق من دون ان يتم تشكيل ورشة عمل فاعلة ومؤثرة تتبنى عملية رسم خارطة الطريق للمنتخب الوطني بدءاً من اختيار الملاك التدريبي المناسب من دون تأخير ومناقشته بوضع المناهج وتهيئة المباريات التجريبية بما يخدم الوصول الى الجاهزية الكاملة وليس كما يتداول الآن في وسائل الإعلام بقيام الاتحاد بتحديد موعد المباريات الودية وعددها وهو لا يعلم الى الآن مَن المدرب القادم ولا منهجه المنتظر؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top