في مثل هذا اليوم من عام 1963 أقدم انقلابيو شباط الأسود على إعدام قائد ثورة تموز 1958 ورمزها الوطني الكبير الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ، بعد أن تم إلقاء القبض عليه قبل ظهر اليوم الثاني من الانقلاب ، في قاعة الشعب التي التجأ إليها بعد
في مثل هذا اليوم من عام 1963 أقدم انقلابيو شباط الأسود على إعدام قائد ثورة تموز 1958 ورمزها الوطني الكبير الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ، بعد أن تم إلقاء القبض عليه قبل ظهر اليوم الثاني من الانقلاب ، في قاعة الشعب التي التجأ إليها بعد انتهاء معركة وزارة الدفاع لصالح القطعات العسكرية المحاصرة لها . اعتقل عدد من الضباط المهاجمين عبد الكريم قاسم وبعض معاونيه ، وسيقوا إلى مقر قيادة الانقلاب في دار الإذاعة والتلفزيون ، وبعد (محاكمة) صورية لم تستمر سوى دقائق ، أُعدم قاسم والآخرون في الساعة الواحدة من بعد الظهر رمياً بالرصاص ، في مشهد درامي غادر.
وُلِدَ عبد الكريم قاسم ببغداد عام 1914 في أسرة بغدادية متوسطة الحال ، ودخل المدرسة الابتدائية ثم الثانوية المركزية وتخرج فيها ، ليعيّن معلماً ، إلا أنه بعد أقل من سنة دخل الكلية العسكرية (1932) وتخرج ضابطا ، وتدرج في السلم العسكري وشارك في أغلب حركات الجيش العراقي ونال درجة الأركان ، ليتولى بعدها مناصب عسكرية رفيعة . عُرف بشجاعته وجرأته ونزاهته ووداعته . من مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار السري الهادف إلى إسقاط النظام الملكي ، ثم أصبح رئيساً للتنظيم الذي نجح في مسعاه في 14 تموز 1958 ، وكان اللواء الآلي الذي يقوده قاسم هو الذي نفذ الثورة .
تولى قاسم منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ،وقاد مسيرة الثورة في وسط صراعات وتيارات وأفكار مختلفة ، غير أن القوى المناوئة له وبدعم خارجي تمكنت من إسقاط نظام حكمه في انقلاب دموي رهيب في 8 شباط 1963، وإلقاء القبض عليه في اليوم التالي وإعدامه في أكثر مشاهد تاريخنا دمويةً وانتقاماً وغدراً .