متابعة..واقع كردستان فـي معرض لمصور بريطاني

متابعة..واقع كردستان فـي معرض لمصور بريطاني

عبد الخالق دوسكي/ دهوك
لم يكن المصور البريطاني روبرت كونانت يتخيل بأنه سيأتي يوم وسيكون لصوره الفوتوغرافية التي التقطها قبل اكثر من عشرين سنة هذا التأثير الكبير في المواطنين بمحافظة دهوك التي زارها بين العامين 1989 وعام والتي حاول فيها تجسيد واقع إقليم كردستان في تلك الفترة التي تعد من المراحل المهمة في حياة الشعب الكردي فهي تجسيد لمرحلة ما بعد حملات الأنفال سيئة الصيت، حيث المعسكرات التي ضمت الآلاف من الأسر الكردية ثم أعقبتها مرحلة ما بعد انتفاضة آذار عام 1991 حيث الحرية.
وأوضح المصور البريطاني روبرت انه قد قام بزيارة إلى محافظات اقليم كردستان بعدما قرأ عن مأساة حلبجة والأنفال في الصحف البريطانية وتنقل ما بين المدن الكردية وصور لحظات من حياة الناس والواقع الذي كان تمر به مدن كردستان وقال "إنني أهدف  من وراء فتح هذا المعرض الفوتوغرافي إلى عرض مشاهد عن حياة الناس والواقع الذي كانوا يعيشون فيه قبل عشرين عاما وساترك مجال المقارنة لهم".
وحول اللحظات والمشاهد التي حاول تصويرها يقول روبرت "حاولت أن اجمع بين مشاهد كثيرة عن حياة الناس في ذلك الوقت لأن النظرة السائدة في أوربا آنذاك عن الكرد انهم مجرد رعاة يعيشون في الجبال فأردت أن أبين أن هنالك تطورا وحضارة لدى الشعب الكردي".
وقد زار المعرض جموع من المواطنين منهم الفنان التشكيلي وليد ستي الذي بيّن انه كان على علاقة صداقة مع هذا المصور البريطاني خلال السنوات الماضية واقترح عليه فتح معرض فوتوغرافي للصور التي التقطها قبل أكثر من عشرين عاما، وتابع قائلا "هذا المعرض يصور مشاهد من حياة الناس بعد عودتهم من الجبال وانتهاء فترة النضال العسكري والنزول إلى المدن وتشكيل الأحزاب وفتح المقرات السياسية، لذا فهي تعبير عن الذاكرة الجمعية لدى الشعب الكردي والمجتمع الكردستاني وما به من مواقف سياسية وإنسانية وواقعية".
النحات حميد شريف الذي كان من رواد المعرض قال "نحن في مديرية غاليري دهوك ندعم فتح مثل هذه المعارض التي من شأنها تعزيز حس الانتماء لدى الناس في هذا الوقت وقد رأينا ان هذا المعرض كان له اثر كبير في المواطنين الذين استذكروا الكثير من اللحظات المحزنة التي مرت بهم خلال السنوات الماضية".
من جانبه فقد بين مدير فن الكرافيك في زاخو الفنان عوني سامي الذي زار هذا المعرض ان هنالك جهودا بسيطة قد يبذلها شخص في وقت ما، ثم يكون لهذا المجهود اثر كبير بعدما يتقادم الزمن عليه، وقال " هذا جهد جميل يشكر عليه هذا الفنان الذي لا ينتمي الى واقعنا وحياتنا ومنطلقه دافع إنساني بحت".
وبيّن عوني أن الشيء المهم والمثير في هذا المعرض الفوتوغرافي انه قام بأرشفة الحالات الإنسانية "وهذه هي مهمة كل فنان يحاول التقاط الحالات الإنسانية وتجسيدها بأي شكل كان ويظهر هذا التجسيد بشكل جميل في الفوتوغراف لأنه مباشر ورؤيوي وأظن أن جهود هذا الفنان لم تذهب سدى لأنه فاجأنا جميعا".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top