جهات مجهولة تمزّق ملصقات المرشّحات وتتوعّد بنشر "مقاطع جنسيّة"
بغداد/ وائل نعمة
منحى جديد أخذه موسم الانتخابات في العراق، بعد نشر مقاطع جنسية نُسبت الى مرشحات، وازدياد محاولات الاغتيال التي طالت مرشحين في شمال البلاد وجنوبها.
صفحات في موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"وعدت بنشر المزيد من تلك المقاطع، فيما طالب بعض المعلقين بقتل مَنْ وُصِفت بأنها مرشحة على قائمة رئيس الوزراء"النصر"تداول البعض شريط فيديو جنسياً مدته 3 دقائق قيل إنه يخصها.
ورغم ان المرشحة التي ظهرت في الفيديو المنسوب إليها نفت صلتها بالأمر، إلا أن قائمتها قررت التخلي عنها واستبعادها عن التنافس الانتخابي.
ودفع تعرّض المرشحات الى ضغوط كبيرة وحملات تشهير مختلفة، منها العمالة لإسرائيل، البعض الى نشر صورهنّ في الدعاية الانتخابية بزيين مختلفين، واحدة بالحجاب والأخرى من دونه، وفقاً للمناطق التي تنشر فيها اللافتات الانتخابية.
وتشنّ جهات مجهولة منذ أسبوع حملة لتشويه وتمزيق ملصقات المرشحات، وقامت تلك الجهات أيضاً بتخريب البوسترات عبر رسم"شوارب"لبعض المرشحات، أو كتابة ألفاظ جارحة.
وتشارك في الانتخابات الحالية أكثر من 2000 سيدة في عموم البلاد، بينهنّ عدد كبير من الشابات والإعلاميات، أبرزهنّ منال المعتصم وانسجام الغراوي ولينا فائق، فيما ترأست النائبة ماجدة التميمي ائتلاف سائرون في بغداد، والنائبة حنان الفتلاوي قائمة إرادة.
وحصلت النائبة السابقة باسمة الساعدي على التسلسل الاول في قائمة"حزب اليقين"في بغداد، فيما ترأست 5 نساء قوائم مختلفة في كردستان، إحداها تضم سيدات فقط.
دعوات للتصفية
وفي أول حادثة من نوعها في انتخابات 2018، تم استبعاد مرشحة عن ائتلاف النصر من التنافس، بعد ظهور فيديو جنسي نسب إليها مع رجل إشار الى نفسه في المقطع على أنه سعودي، من دون أن يظهر وجهه.
ورفض حسين درويش العادلي، المتحدث باسم الائتلاف التابع لرئيس الحكومة حيدر العبادي، أن يدلي بتفاصيل عن الإجراءات التي اتخذتها القائمة بحق المرشحة انتظار الشمري، وهي أساتذة جامعية.
واكتفى العادلي في تصريح لـ(المدى) بالقول إن"المفوضية قد استبعدت الشمري من التنافس الانتخابي، وتصريحاتنا السابقة بهذا الشأن واضحة ولا نريد أن نعطي الموضوع أكبر من حجمه".
وكان المتحدث باسم ائتلاف النصر، قد قال بعد وقت قصير من نشر المقطع في تصريحات صحفية إن من"حق جميع الكتل والائتلافات المشاركة في الانتخابات أن تستبعد المرشح الذي لا يلتزم بالشروط والمواصفات التي تم تحديدها لكل مرشح في الانتخابات النيابية القادمة، وهذه المرشحة لم تلتزم بهذه الشروط، لذلك تقرر استبعادها من خوض السباق الانتخابي".
وظهرت الشمري وهي مرشحة في الانتخابات السابقة في مقابلة مع قناة عراقية أول من أمس الجمعة، ونفت أن تكون هي الموجودة في المقطع الذي تمّ بثه على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت المرشحة المستبعدة إن"جهات تحقيقية عراقية كشفت أن الفيديو مفبرك من قبل جيوش إلكترونية"، واضافت إن"أجندات خارجية مرتبطة بدول معروفة هي من بثت المقطع من أجل تشويه صورة الانتخابات".
وكانت الشمري، المرشحة عن بغداد، قد كتبت قبل ذلك في"فيسبوك"رداً على الفيديو"أرجوكم أرجوكم لا تنصتوا الى الإشاعات وسأنشر الفيديو أمام الجميع وقارنوه مع ندواتي ومقابلاتي الشخصية.. أرجوكم أرجوكم لا تطعنوا بأعراض النساء العراقيات فهنّ شرفكم وعرضكم".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت الخميس الماضي خبراً زعم بمقتل هذه المرشحة في بغداد، إلا أن الجهات الامنية نفت هذه الاخبار، وقالت غنها دعايات كاذبة.
بدورها تتفق أزهار الشيخلي، وهي مرشحة أيضاً في بغداد، على أن"جهات مخابراتية"تقف وراء نشر مقاطع جنسية تُنسب الى بعض المرشحات لتشويه صورة الانتخابات، فيما قالت ان"الشمري بدت في ردّها جريئة وواثقة من براءتها".
وأضافت الشيخلي في تصريح لـ(المدى) أن"كل المرشحات يتعرضن الى حملات تسقيط مختلقة"، واشارت الى أنها"اتهمت مع النائبة ناهدة الدايني وعدد من المسؤولين الشيعة بالعمالة الى إسرائيل"، واعتبرت ان"الهجوم على السيدات قد يدفع بعض الاهالي الى منع بناتهم من الترشح في الانتخابات أو العمل السياسي"، معتبرة ان التهديد بنشر مقاطع مسيئة أخرى لمرشحات هو"يشبه تهديداً بوجود سيارات مفخخة، لشلّ الشارع وتخريب الانتخابات".
وأثناء نشر فيديو المرشحة الشمري، وعدت بعض المواقع على"فيسبوك"بنشر 10 مقاطع أخرى تخص مرشحات أخريات. وكانت المرشحة عن تحالف تمدن في بغداد، حلا قاسم، قد نفت قبل أسابيع ان تكون هي الموجودة في مقطع جنسي بُثّ أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي.
واستخدمت في أغلب صور المرشحات، بحسب مراقبين، المعالجات الفنية لإظهار جمال المرشحة، فيما بث مدونون صورا لبوسترات دعائية لمرشحة عن تحالف سائرون، مرة وهي مرتدية الحجاب في منطقة الكاظمية، ومرة اخرى من دون حجاب في ملصقاتها في منطقة المنصور!
وكانت نساء في الانتخابات الماضية، قد قررن رفع صورهن من الملصقات والحملات الدعائية خوفاً من عمليات التسقيط والتشهير بالإضافة الى أسباب دينية، واكتفينَ بوضع الاسم ورقم القائمة والتسلسل.
وحول تداعيات استبعاد مرشحة ائتلاف النصر، أكدت ازهار الشيخلي وهي وزيرة سابقة للمرأة، أن القوى السياسية مجبرة على تقبل المرأة بسبب وجود (الكوتا) والقوانين الاخرى، وأشارت الى ان النخبة السياسية"تعترض منذ 2005 على المشاركة السياسية للمرأة ووجود النسبة المخصصة لها في الانتخابات، وأن الامر أصبح أسوأ الآن".
وكانت 10 نساء قد شغلن مقاعد في برلمان 2014، من خارج (الكوتا) بعد حصولهن على أصوات عالية، أبرزهن حنان الفتلاوي، وهدى سجاد، ونجيبة نجيب، وناهدة الدايني، وشيرين عبد الرحمن، وزينب ثابت.
ووفقاً للدستور العراقي، فإن النساء يجب أن يشغلن ما لا يقل عن 25 % من مجموع مقاعد البرلمان. وشهدت الدورة الاخيرة للبرلمان فوز 83 امرأة في الانتخابات.
وزاد المشهد الانتخابي سوءاً محاولات اغتيال المرشحين، حيث تكررت تلك الحوادث مؤخراً في كركوك والبصرة وبغداد.
ونجت الاربعاء الماضي، مرشحة ضمن تحالف سائرون من محاولة اغتيال حصلت في محافظة البصرة، بحسب مصادر أمنية. وتسبب الحادث بإصابة ٣ أشخاص من مرافقيها.
وعرضت الاسبوع الماضي صفحات على"فيسبوك"سيارة سوداء ذات دفع رباعي، قيل إنها عائدة الى النائب والمرشح عن بغداد عبد الكريم عبطان ضمن ائتلاف الوطنية، وقد تهشم زجاج السيارة بعد محاولة اغتيال فاشلة في العاصمة.
وقال المكتب الإعلامي للنائب عبطان أن مجهولين هاجموا موكب الاخير وانهالوا عليه بأسلحة كاتمة للصوت أثناء مروره قرب سوق الآثوريين في منطقة الدورة.
وبدأت محاولات الاغتيالات تؤثر على حركة المرشحين في بعض المحافظات، بحسب ما قاله المرشح عن صلاح الدين سبهان ملا جياد.
كذلك نجا الاسبوع الماضي عمار كهية، المرشح عن قائمة الجبهة التركمانية العراقية، من محاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة في كركوك أدت الى مقتل شخص وإصابة 9 آخرين.
وكانت السيارة المفخخة مركونة على جانب الطريق العام، انفجرت لحظة مرور موكب المرشح في منطقة الخضراء بالقرب من شارع المعارض جنوب المدينة.
وقبل انطلاق الدعاية الانتخابية في 14 نيسان الجاري، كان قد تعرض مقر"حزب الحل"في قضاء هيت، غربي محافظة الأنبار، إلى تفجير بحزام ناسف وهجوم مسلح، أسفر عن مقتل وجرح 12 شخصاً، بينهم مرشحة للانتخابات.
اترك تعليقك