زولو  فيلم عنصري

زولو فيلم عنصري

 ترجمة : أحمد فاضل


سيتم بث العرض الكلاسيكي لفيلم " زولو " الذي عرض لأول مرة عام 1964في مدينة فولكستون في كينت بإنكلترا ، وذلك لجمع الأموال لجمعية القوات المسلحة ، لكن مجموعة من 28 متظاهراً تريد سحب الفيلم من العرض ، بسبب انتقاد مؤيدي حملة " ندفة الثلج " في محاولة لإجبار مهرجان سينمائي على عدم عرضه لأنهم يعتقدون أن فيلم " زولو " الذي صور تلك الملحمة الحربية التي وقعت في جنوب أفريقيا عام 1879 ، هي كانت حرب عنصرية وليست حرباً عظيمة كما صورتها السينما العالمية ، وقال فيكل وهو يمثل مجموعة من 28 شخصاً أن الفيلم البالغ من العمر 55 عاما مليء بالنغمات العنصرية ، لكن السكان المحليين وصفوا الحملة بالسخيفة وقالوا إنه مجرد غضب بسيط ، وقد تم إرسال خطاب مفتوح وقعه 28 شخصاً إلى رئيس بلدية المدينة الساحلية
جاء فيه :
" إننا ندعم بكل إخلاص الجهود المبذولة لجمع الأموال لصالح" سفافا "، الجمعية الخيرية للقوات المسلحة ، لكننا نعتقد أن اختيار فيلم الزولو ، مع تصويره غير الدقيق للأحداث التاريخية وتشوهاته وإيحاءاته العنصرية يمكن أن يكون له تأثير سلبي على العلاقات داخل المجتمعات المتغيرة والمتنوعة الغنية هنا في فولكستون " .
قدم السير مايكل كاين عرضه الأول على الشاشة في ملحمة الحرب ، التي لعب دورالبطولة فيه أيضا عظماء السينما ريتشارد بيرتون وستانلي بيكر ، ويستند الفيلم في أحداثه على العام 1879 الذي شهد أكبر معركة بين البريطانيين وقبيلة الزولو المعروفة في جنوب أفريقيا حيث دافع حوالي 150 جندياً بريطانياً عن قلعتهم مقابل حوالي 4000 من محاربي الزولو لمدة يومين خلال الحرب ، ففي مستعمرة ناتال البريطانية حاول مناصرو سيتشوايو بلا طائل إيقاف الاشتباك الوشيك كما حذر الخبراء العسكريون من أن الغزو سيئ التوقيت بسبب الأمطار الصيفية ، لكن في يناير / كانون الثاني من عام 1879 عبرت القوات البريطانية إلى زولو لاند وتم إيقاف الطابور الشرقي عند إيشووي وتعرض الطابور الأوسط لخسائر فادحة عند إيساندوانا ، كما عجز الطابور الغربي عن التقدم عند كامبولا ، لكن الصمود الباسل لقوة بريطانية صغيرة في مركز حدود روركس دريفت في مواجهة 4,000 من الزولو ساعد جزئياً على حفظ السمعة العسكرية البريطانية وقد منحت الملكة فكتوريا 11 ميدالية بسالة لهذا العمل .
تراجعت القوات البريطانية المدحورة إلى ناتال لإعادة التجمع واستدعاء تعزيزات وقام المستوطنون المصابون بالهلع في ناتال والترانسفال ببناء دفاعاتهم وعبّرت حينها الحكومة البريطانية عن استيائها لغزو أرض الزولو وفقدان الرجال والمعدات ، إلا أن قائد القوات البريطانية اللورد تشلمسفورد كان عازماً على استعادة سمعته فشن هجوماً ثانياً عام 1879، كان سيتشو ايو يأمل في التفاوض للتوصل لاتفاقية سلام مع البريطانيين خاصة وأن الزولو لم يتمكنوا من حصاد محاصيلهم ، لكن في يونيو / حزيران 1879 اندحر جيش الزولو في معركة أولندي وفرّ سيتشوايو .
أُسر سيتشوايو فيما بعد وخلع ثم نفي من بلده وجردت العائلة المالكة من مواشيهم وأرضهم وثروتهم وقسمت أرض الزولو نفسها إلى 13 مشيخة ، في عام 1883 انهارت التسوية واستحوذ سيتشوايو على سلطة محدودة مرة أخرى ، إلا أنه توفي في العام التالي وقادت الحرب الأهلية بسرعة إلى دمار مملكة الزولو، وفي عام 1887 وضعت بريطانيا المنطقة تحت الحماية ثم ضمتها بعد عشر سنوات إلى ناتال .
المعركة كانت جزءاً من حرب الأنجلو الزولو الأوسع نطاقاً التي وقعت خلال عام 1879
لأن مملكة الزولو شكلت عقبة أمام طموحات الإمبريالية البريطانية في الجنوب الأفريقي آنذاك .
عن / صحيفة ديلي ميل اللندنية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top