رأيك وأنت حر: درس وألم في القوس والسهم

محمد العبيدي 2018/12/08 06:56:50 م

رأيك وأنت حر: درس وألم في القوس والسهم

 محمد العبيدي

ممكن لأي متابع من خلال معاينة بسيطة جداً للشأن الرياضي في العراق والطرق العقيمة التي تدار بها اللجنة الأولمبية العراقية والاتحادات الرياضية سيلاحظ بكل سهولة وجود خلل وحالة من التخبّط الإداري والفني وغياب الستراتيجية والعلمية في الغالبية العظمى لمفاصل الحركة الرياضية في العراق من أعلى الهرم الى أدناه ، حتى اصبحت محاولات مواكبة العالم في هذا المضمار معضلة لم يتمكن أحد من فك طلاسمها وليس تشاؤماً، لكن أكاد أجزم عدم وجود بارقة أمل تنبئ بما هو أفضل في العشر سنوات القادمة على أقل تقدير.
سابقاً كان من بين الحلول الموجودة في منظومة عمل اللجنة الأولمبية في تسعينيات القرن الماضي تقييم سنوي يهدف الى تصحيح مسار عمل الاتحادات الرياضية يعتمد على مراقبة الانشطة والفعاليات الرياضية والإنجازات وتقييمها على وفق أسس ومعايير أذكر منها حجم الانجاز السنوي على صعيد المشاركات الخارجية والمحلية ومدى الاهتمام بالفئات العمرية واتساع مستوى ممارسة اللعبة ونموّها وتأهيل المدربين والإداريين والحكام ومدى الارتقاء بالمستوى الفني، وكان بعد كل دورة انتخابية يتم حل الاتحادات التي تحتل المراكز الأربعة الأخيرة لعدم حصولها على الحد الأدنى من النقاط والتي تعكس مستوى نشاط الاتحاد وتطوّره.
من هذا المنطلق، وبعد سنوات عدة من العمل في مجال الإعلام الرياضي سبق أن ترشّحتُ لعضوية اتحاد القوس والسهم في عام 2000، وبالفعل تشرّفتُ بالعمل نائباً لرئيس الاتحاد الى جانب نخبة من الإخوة والزملاء والزميلات، كنا مجموعة شبابية ضمّت كلاً من سعد محمود المشهداني رئيس الاتحاد وعدي طارق الربيعي عميد كلية التربية الرياضية الحالي وعلي مجيد ومحمد عامر وتوحيد مجيد وآخرين، وكان هذا بعد فشل الاتحاد العراقي للقوس والسهم في تقييم اللجنة الأولمبية آنذاك وبالفعل كان هذا التقييم من وجهة نظري صائباً وخطوة مهمة لتشخيص مكامن الخلل ومعالجتها، وبالفعل عملنا بروح شبابية مفعمة بالنشاط والحيوية بمساعدة أبناء اللعبة ومحبيها والمخلصين لها من اللاعبين واللاعبات ومن أبرزهم محمد علي فياض وكريم حمد وتوفيق محمود الذين كانوا يمتلكون طموحات كبيرة وحباً لا حدود لهذا النوع المرموق من الرياضة، وبعد فترة وجيزة قرر الزميل عدي طارق الربيعي الانسحاب لظروف خاصة بناء على رغبته الشخصية وبقينا نواصل المسيرة وبفضل الله وبالعمل الجماعي نجحنا في تنشيط اللعبة وإعادة الحياة لها في بغداد وعديد المحافظات والانفتاح على العالم وفتح قنوات الاتصال مع الاتحاد العربي والدولي والقاري والكثير من الاتحادات الوطنية.
بدأت هذه الجهود تثمر عن اتساع ملحوظ للمشاركات محلياً وعربياً وقارياً، وشارك لاعبونا ولاعباتنا في بطولات عربية ودولية تباعاً حتى وصلتنا في يوم من الأيام دعوة من الاتحاد الدولي للعبة للمشاركة في بطولة العالم في نيويورك عام 2003، لكن الحديث عن مكان إقامة البطولة كان من المحرّمات! لذلك أخذت تلك الدعوة مكاناً لها في أحد رفوف مقر الاتحاد حتى وصلت الأمور الى توقف كل شيء في البلد وبدأت الحرب على العراق وحصل ما حصل، وبدوري احتفظت بالأوراق المهمة للاتحاد حتى انتهاء العمليات العسكرية في العراق وعودة الحياة في العهد الجديد.
في أحد الأيام تحدّثت إلى زملائي في الاتحاد واللاعبين المتقدّمين حيث كنا بمثابة أسرة وفريق عمل واحد، وبدأنا نحاول الاتصال باللجنة المنظمة بالتنسيق مع المرحوم د.عبد الرزاق الطائي المسؤول المكلّف في إدارة شؤون الرياضة بعد الحرب مباشرة، فماذا حصل؟! للحديث بقية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top