بأمانة: رسالة إعلام الأزمات

محمد العبيدي 2019/03/24 12:00:00 ص

بأمانة: رسالة إعلام الأزمات

 محمد العبيدي

في ظلّ الاوضاع الاستثنائية التي يعيشها العراق منذ سنوات وما يزال في ظل ظروف متعدّدة ومتغيّرات لا حصر لها والتي تشهد بين الحين والآخر أزمات تتكرر وأخرى تستجد وفق المتغيرات المتوالية والحديث هنا ضمن قطاع الرياضة والشباب والأمثلة كثيرة في هذا المجال دون حصر منها أزمة اتحاد كرة القدم والتي تشمل الانتخابات وما رافقها مروراً بتسمية مدربي المنتخبات الوطنية الى مشاكل إدارة وتنظيم المسابقات المحلية، وأيضا أزمة الانتخابات والفساد في اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية التي تعيش أسوأ مراحلها، وأيضاً أزمة انتخابات الأندية والاتحادات، وأزمة الملاعب وخصوصاً في المباريات والأحداث الجماهيرية وغيرها الكثير .
من هذا المنطلـق لم تعد الأزمات حالة مؤقتة أو طارئة ومفاجئة في العراق ينتُج عنها أوضاع اللا توازن واللا اسـتقرار فـي النظم والقيم،وإنما أضحت مشكلة حقيقة مستمرة بحاجة الى اكثر من وقفة جادة وموضوعية كفرصة للتغيير والتطوير ويكون ذلك مـن خـلال تـدخل المعنيين بأعلى مستوى سعياً الى تصحيح الواقع الرياضي والشبابي بطريقة عقلانية مدروسة.
مهما كان حجم ونوع المؤسسة، تبقى وحدة اجتماعية مصغّرة عن المجتمع، تضم مجموعة من الأشخاص الفاعلين تسعى من خلالهم إلـى تحقيق أهداف وجدت من أجلها ، ومن هنا تأتي أهمية المعرفة الكافية والقدرة على إدارة الأزمات سواء كانت اقتصادية أومالية أو أزمات إدارية وما أكثرها في الرياضة العراقية .
يقع على المؤسسة الإعلامية دور كبير في آلية التعامل مع الأزمات والمشاكل والمساهمة الفاعلة في حلّها وتناولها باحترافية مع كل حالة وفق المعطيات والأدلة المتوفرة والمطلوب الحصول عليها واستثمار وسائل تبادل ونشر المعلومات وما توفره التكنولوجيا اليوم من طرق إذا ما صحّ استخدامها بأمانة مهنية ومصداقية والعمل على خدمة الصالح العام وهي الأسس التي يتسم بها الإعلامي والصحفي والمؤسسة الاإعلامية على حد سواء.
كان الاستاذ الدكتور هادي عبد الله قد طرح دراسة في ندوة نظمتها وزارة الشباب والرياضة العراقية قبل سنوات كان من المهم جدا العمل بها وتنميتها والتي تناولت بموضوعية وحرفية عالية موضوع " دور الإعلام في إدارة الأزمات" مثلت حالة نموذجية لواقع بحاجة ماسة الى هذا النوع من الدراسات وأهمية العمل على تطبيقها والفائدة منها عملياً لما لها من أهمية بالغة في إحداث التغيير الإيجابي المنطوي على معلومات دقيقة ودراسة حقيقة وحلول ومقترحات ممكن تطبيقها وتعميمها خصوصاً مع وسائل الإعلام والدوائر الإعلامية في المؤسسات والمنظمات والاتحادات والأندية لتكون المبادئ والقيم واخلاقيات المهنة حاضرة دائما وجوهرية مهما كانت الرسالة الإعلامية المراد ايصالها للمجتمع لأنها في النهاية ينبغي أن لا تخرج عن الأسس والمعايير الأصولية التي ترسم لنا ملامح وحدود التعبير عن الرأي ومواجهة أي حالة مهما كانت أبعادها وأسبابها ومسبباتها.
نعيش اليوم في عالم تغيّر جذرياً بسبب الإنترنت، كما نلمس وندرك ما حققته حرية التعبيرعن الرأي حيث يستطيع أي فرد أن يعبر عن فكرة وينشرها بدون حاجة إلى مراجعتها من قبل شخص آخر أو التأكد من صحة المعلومات وبدون أي نوع من التوثيق كما أن المرء ليس بحاجة إلى الكشف عن هويته، الأمر الذي يضعنا أمام كم هائل من المعلومات والأخبار والصور تحتاج بالفعل الى برامج توعية مكثفة تستهدف الجميع وتوضح ببساطة شديدة الطرق الممكنة في طرح ونشر المعلومة.
مطلوب جهود فورية حثيثة يتحملها البرلمان العراقي ووزارة الشباب والرياضة وكلية وأقسام الإعلام الجامعية والاتحاد العراقي للصحافة الرياضية من أجل تفعيل أي دراسة وبحث ومقترح واستحداث طرق جديدة أخرى متنوعة تتضمن حلول ومعالجات لأهمية دور الإعلام في كل زمان ومكان من خلال خطة عمل يتم تطبيقها عبر مراحل ترتكز على توحيد الرسالة الصحفية والخطاب الإعلامي وفق محدّدات مؤطرة بالأعراف المهنية الرصية والمواطنة والمسؤولية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top