المهاجمون المهمّشون  أسلحة  جاهزة في تحدّيات المونديال

المهاجمون المهمّشون أسلحة جاهزة في تحدّيات المونديال

 متابعة: إياد الصالحي

كثرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن إهمال عدد من نجوم الدوري لاسيما الشباب منهم وعدم توجيه الدعوة لهم للانخراط ضمن صفوف المنتخب الوطني الذي تنتظره استحقاقات عدّة في مقدمتها تصفيات كأس العالم 2022 التي ستنطلق في الخامس من أيلول المقبل.

ولم يكن تشكّي النجوم أنفسهم أو النقاد أو الجمهور من حالة الإهمال هذه بمثابة رد فعل على سوء أداء لاعبي المنتخب في بعض المباريات فحسب، بل للتذكير بضعف إدارة المنتخب وغياب حلقة التقييم المهمة في سلسلة التحضيرات والمشاركات التي تكشف عن نقاط سلبية ليس بوسع الملاك التدريبي معالجتها كونه محكوماً بخيارات يجدها الأفضل والأنسب لبرنامجه ويخشى أن يتورّط في استقطاب بدلاء لا يمتلك عنهم فكرة وافية في ظل عدم وجود دعم لوجستي من لجنة فنية تناقشه وتجادله وتستفهم منه أسباب تراجع بعض اللاعبين في مراكز ما وما الحلول لتفادي ذلك.

مهاجم فريق الطلبة مروان حسين – مثال وليس حصراً- يُعد أحد أبرز اللاعبين المُهمّشين ولم يُسمع له صوت سابق للمطالبة بضمّه للمنتخب، بل كان يترك هدير الجماهير وهي تهتف باسمه فرحاً بُعيد تسجيل كل هدف لفريقه بمثابة الصرخة لرفع الظلم عنه وضمّه الى قائمة الأسود استحقاقاً وليس تعاطفاً.

قبل بدء الجولة الثانية عشرة من مرحلة الإياب لموسم 2018-2019 أمس الأحد، سجّل مروان 19 هدفاً مع الطلبة، بفارق سبعة أهداف عن مهاجم الشرطة علاء عبدالزهرة زعيم الهدافين حتى الآن، ويلقى مروان منافسة شديدة من الثلاثي مهند علي ومحمد داود وعلاء عباس حيث سجلوا ( 18و16و15) هدفاً على التوالي، ما يعني أن قدراته التهديفية مكسب كبير للمنتخب الوطني، فضلاً عن مزية الطول واقتناص الكرات الرأسية، وتطويع الكرة في الصراعات الثنائية، والتوغل الجريء بها في منطقة الجزاء ومباغتة حارس المرمى وهز شباكه بطريقة مذهلة، كل هذه المؤشرات الفنية تدلّل على استحقاق مروان حسين إرتداء القميص الوطني والثقة بالنجاح مع زملائه في حسم المباريات برغم الظروف القاهرة التي يمر بها فريقه.

ومعروف أن العنصر الهجومي الضارب يُعد أهم أسلحة المنتخبات، بل وأكثر منتخبات آسيا اليوم تمتلك خطوطاً هجومية متمرّسة وخطيرة تترجم جهود اللاعبين الى فرص محققة تهديهم أثمن النقاط في رحلة التصفيات الماراثونية، وسبق أن تجرّعنا مرارة ضياع الفرص - آخرها في كأس آسيا الأمارات كانون الثاني الماضي - بسبب تخبّطنا في اعتماد هذا المهاجم وذاك دون دراسة مؤهلاته وواجباته ومدى تفاعله مع مموّلي الكرات من الجانب والمساحة المتوقع أن يتحرّك فيها مع الزيادة العددية في الضغط لتهديد المرمى.

أين دور اللجنة الفنية، ما جدوى استمرار عملها إن كانت لا تلخّص ملاحظات تقييمها لمستوى المنتخب الأول واللاعبين المحليين والمحترفين ونوعية العناصر الاحتياط ومدى استجابة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش لما يُطرح في الإعلام عبر برامج التحليل ومقالات الكتاب المعروفين بموضوعيتهم؟ نعم، يتمتع كاتانيتش باستقلالية تامة منذ إبرامه العقد الرسمي مع الاتحاد ومباشرته المهمة في الخامس من أيلول 2018، لكن حتى الآن لم نرَ تقييماً مُنصفاً من لجنة فنية سواء المعتمدة ضمن لجان اتحاد كرة القدم أو يَنتخب مجلس إدارة الأخير ثلّة من الشخصيات الأكاديمية والخبيرة في شؤون تحليل مكامن قوة وضعف المنتخب وإعداد ورقة مناقشة تجمعهم مع المدرب للخروج برؤية مقنعة يستدلّ من خلالها على خارطة طريق آمنة تمكّن الأسود من كسب تحدّيات الفوز بمقعد مونديال قطر بعد ثماني محاولات فاشلة منذ عام 1990.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top