 ترجمة المدى

في كل سنة منذ عام 1955 تقيم، مؤسسة صور الصحافة العالمية، التي تتخذ من امستردام مقرا لها معرضا لصور تم انتقاؤها من بين افضل الصور الصحفية العالمية

لتلك السنة وتقام جولة للمعرض في اماكن مختلفة من العالم تمتد من سنغافورة الى كينيا والى البرازيل. مع ذلك وعبر تاريخه الممتد لـ 64 عاما لم يحل هذا المعرض ضيفا في سنة من السنوات على العراق الا هذا العام .

غالبا ما كان العراق والعراقيون مواضيع للصور الصحفية المشاركة في المسابقة حيث تلقت لجنة المعرض في هذا العام 2019 ما يقارب من 78,801 موضوع من 4,738 مصور صحفي من اكثر من 120 بلدا. في عام 2004 فاز مصور فرنسي يدعىـ جومارك بوجو، بجائزة المسابقة عن صورة له لسجين عراقي مغطى رأسه ووجهه بكيس وهو يطيب خاطر ابنه الصغير وهو يحتضنه بين ذراعيه داخل مركز اعتقال اميركي قرب النجف .

للمرة الاولى خلال عام 2019 يستضيف العراق معرضا خاصا في جولة تشمل ثلاث مدن بغداد واربيل والسليمانية تُعرض فيه الصور الفائزة في مسابقة صور الصحافة العالمية للأعوام 2017 و 2018 و 2019 . وكان ذلك بتنسيق مع مؤسسة ميتوغرافي العراقية للتصوير الصحفي في السليمانية التي تعتبر اول مؤسسة تعنى بتدريب المصورين الصحفيين الموهوبين وتحقق لهم تواصلا مع الصحافة العالمية حيث تأسست عام 2009 من قبل المصور الصحفي الكردي كامران نجم بالتعاون مع مصور صحفي أميركي يدعى سيباستيان مير .

مع ذلك فان اقصى ما يريدون فعله هو مساعدة المصورين على اقتناص المواضيع الاكثر عمقا و تأثيرا بالحياة اليومية في العراق. منذ فترة طويلة يعمل كامران كمصور حربي ولكن كما بين في لقاء معه عام 2012 انه يكره ان يتنافس مع مصورين صحفيين آخرين من خلال عدد الجثث التي يقتنصها في فلم او صورة. وقال كامران "ليس هناك قنابل فقط، وليس هناك دماء فقط. هناك قصص أخرى يعيشها العراقيون علينا ان نبرزها ونعرضها للناس. على المصور ان يسأل نفسه أين يكمن الجمال؟ ."

وعلى مدى خمسة اعوام كل شيء كان ممتازا. سرعان ما ظهرت اعمال المصورين في كبريات النشرات العالمية واصبح حجم الوكالة اكبر واصبحت مشهورة واصبح مكتب الميتوغرافي يعج بالمنتسبين، انه مركز للابتكار وتجمع جميل وممتع .

في 12 حزيران 2014 تغير كل شيء. فقد اختفى المصور الصحفي كامران. كان قد ذهب في مهمة صحفية لكركوك لتغطية عملية مواجهة بين قوات البيشمركة ومسلحي تنظيم داعش في قرية ملا عبد الله حيث تعرض لاطلاق نار وتم اخطافه من قبل تنظيم داعش ولم يسمع عنه شيء لحد الآن بعد ورود مكالمة منه في اليوم التالي بانه في الحويجة رغم عمليات البحث الميؤوس منها التي جرت في الاشهر والسنوات اللاحقة .

بعد غياب كامران اصبح شقيقه الاصغر احمد عنصرا اساسيا في اعادة الحياة لمؤسسة ميتوغرافي، حيث تولى زمام مهام الادارة واستطاع اقناع مؤسسة صور الصحافة العالمية ان تأتي في النهاية الى العراق.

وقال احمد في حديث لموقع المونيتر "دائما ما توجد هناك كتب تعنى بالتصوير الصحفي في مكتب ميتوغرافي واغلبها من مؤسسة صور الصحافة العالمية. كان كامران دائما مهتم بالمسابقة وكان يشجع المصورين الصحفيين على المشاركة فيها ."

وبعد اشهر من العمل الجاد تمت ولادة المعرض الخاص للصور الأفضل لثلاث سنوات، عرضت فيه مواضيع تباينت بين تغير المناخ و أجواء المعارك. وبدعم من السفارة الألمانية في بغداد وقنصليتها في اقليم كردستان اجريت جولات للمعرض حيث حل ضيفا على بغداد خلال شهر حزيران وكذلك في اربيل خلال شهري حزيران وتموز ثم في السليمانية حيث مقر مؤسسة ميتوغرافي خلال شهري تموز وآب حيث كانت آخر محطة للمعرض قبل مغادرته .

اكثر من 18 ألف شخص زار المعرض في بغداد، وفي اربيل زاره 4 آلاف شخص في حين زار المعرض اكثر من 9 آلاف شخص في السليمانية. وقال أحمد "الشعب العراقي يستحق ان يطلع على ما يدور حول العالم ."

واضاف بقوله "الجانب المميز في هذا المعرض هو انه يوفر فرصة للعراقيين ان يروا كيف ينظر الناس اليهم في الخارج. المصورين الاجانب دائما يزورون العراق... ولكننا دائما نتساءل كيف نحن نبدو من خلال عدساتهم واعينهم ."

سين فان دير ليوف، مديرة معارض ومنسقة مع مؤسسة صور الصحافة العالمية، كانت من بين اعضاء الفريق الذي نظم واقام المعرض. وهي تتفق مع فكرة اقامة المعرض في العراق كعلامة مميزة. حيث تقول "ان معظم الصحافة والصحافة المرئية في الاخبار وكذلك في مسابقة صور الصحافة العالمية والمعارض الاخرى قد ركزت على العراق في السابق. وكوننا استطعنا ان ننظم هذا المعرض في بلد تتعلق معظم مواضيع الصور به فهذا يعتبر شيئا ذو قيمة واهمية بالغة بالنسبة لنا". واشارت الى ان العراق مصنف ضمن التسلسل 156 وفقا لمؤشر حرية الصحافة العالمية ولهذا فان هذا المعرض يمثل درجة من الحرية والتحرر التي كان كامران يعمل من أجلها لها.

 عن موقع المونيتر