محمد جاسم
الكرسي من أشهر قطع الأثاث وأكثرها ألفة واستخداما في حياتنا، فهو موجود في المقهى والرصيف والمطعم والمطبخ
والصالة والمدرسة والدائرة والعيادة والوزارة و قاعة الاستقبال وقاعة المغادرة وقاعة البرلمان، وقاعة الامتحان، وقاعة الانتظار، غير أنه أُختصرَ (وربما شُوهَ) رمزيا على نطاق واسع بدلالة السلطة والهيمنة والنفوذ!
استخدامات الكراسي المتعددة برع بها فنان الكاريكاتيرالمعروف "خضير الحميري" بلوحات جميلة ونقدية من لوحات الكاريكاتيرالتي ضمها معرضه الجديد "كراسي" الذي اقيم من قبل مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في قاعة دكانة بالمنتبي يوم الجمعة المصادف 30 آب ويستمر حتى يوم الثاني عشر من ايلول المقبل.
الفنان الحميري الذي يعد من جيل الكبار في فن الكاريكاتير في العراق، قدم لنا 36 لوحة كاريكاتيرية تتناول كل منها موضوعة خاصة بالكرسي واستخدامه. الحميري قال عن معرضه:- لقد كان الكرسي حاضرا في مخيال الفنان التشكيلي لأسباب جمالية وفلسفية عديدة، ويُعد كرسي (فان كوخ) الأشهر بين الكراسي المرسومة، كما يُعد الكرسي ذو الرجل المكسورة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف (لدانيال بيرست) الأشهر بين الكراسي المنحوتة، ودخل الكرسي في أعمال العديد من الفنانين الآخرين كبطل رئيس للعمل الفني أو بصفة كومبارس، كما كان حاضرا في الأعمال الأدبية أيضا (قصص وأشعار ومسرحيات) بدلالته الرمزية أو الاجتماعية أو السياسية، ممدوحا مرة ومهجوا عشرات المرات.
والجديد في المعرض هو افتتاح الجمهور للمعرض من دون انتظار للمسؤول. وكان الجمهور نوعيا من النقاد والفنانين التشكيليين. وكان صاحب المعرض يريد ان يوصل لنا رسالة عبر لوحاته تتضمن (ان الكرسي الذي ننظر اليه كقطعة بسيطة من الاثاث المنزلي او المكتبي يمكن ان يتمتع بنفوذ وعنجهية تبعا لسلوكيات الشخص او المسؤول الجالس بين دفتيه، فيطغي ويتسلط ويشطب ويتعالى ويتنمر، ويكتسب صفات ذميمة، تفقده البراءة التي عرفناه بها). واظن ان هذه الرسالة قد وصلت للناس. فالنماذج التي قدمها الحميري في المعرض كأفكار وسلوكيات قريبة من فهم المشاهد، حتى تلك التي تجنح للخيال والمبالغة المفترضة. على هامش المعرض قال الناقد علي الدليمي عن المعرض:- على أروقة (دكانة رؤيا) أقيم المعرض الشخصي للفنان خضير الحميري، الذي ضم (36) صورة، استلهم فيها موضوع رمزية (الكرسي) بمعناه الفكري والمعنوي، وما يختزله من أبعاد سياسية وإجتماعية.. ويعد الحميري أحد أهم فناني الكاريكاتير في العراق الذي أثبت حضوره من خلال مواصلته النشر في الصحافة منذ نهاية العقد السبعيني وحتى الآن. في حين اشارالفنان شهاب الحميري إلى أن:- المعرض ركز على موضوعة الكرسي وتفرع منها الى موضوعات اخرى، وهو ليس بالامر الهين. شخصيا لا اتحمس لمعارض الكاريكاتير لاني اجدها بالنشر في كتاب او صحافة اكثر تأثيرا وعمقا. واتوقع ان تتحول فكرة المعرض الى كتاب مستقبلا.
اترك تعليقك