متابعة المدى
لو لم يكن اورهان باموق مؤلفا روائيا ربما اصبح ساحرا، اذا امضيت ساعة معه فتتساءل ما اذا كان يود ان يكون في مكان آخر،
بل وحتى شخصا آخر، اسأله فسيعترف لك بانه يتمنى على الدوام لو انه ليس اورهان باموق.. ولكن لباموق اسبابا وجيهة ليكون هو نفسه هذه الايام انه معتبر منذ سنوات روائيا ذا موهبة استثنائية، واليوم، هو أديب حائز على جائزة نوبل بمواهب استثنائية. وماذا يعني ذلك لرجل كان يؤمن ذات وقت ان ثمة اورهان آخر في مكان ما؟ يعني الارتياح فحسب. لقد ترجمت مؤلفات باموق الى أكثر من 40 لغة، وعلى هذا الدرب ادلى بحصته من التصريحات السياسية التي اسفر احدها عن محاكمته في تركيا بتهمة "اهانة التركية" ذلك في ما كان قرع الطبول النوبلية يتعالى ويصيح ويصبح مثيرا للأعصاب. باموق رجل فارع القامة عمره 54 سنة وله وجه ممتلئ قليلا وعيناه لوزيتان ونظارتان غير متناسبتين مع شكله وشعر غير مسرح، انه يضحك بصوت مرتفع ولا يتوانى عن استعمال سبابته للزجر عندما يعتبر سؤالا موجها اليه غير لائق، وهو يصف نفسه انه انسان يحب الانفراد بنفسه، وله خيال متأجج. ويقول: أحس بتوق لوقف هذه الحياة والبدء من جديد، انني جالس داخل قطار والقطار يصل الى المدينة.. او انه يمر بالقرب من المنازل.. حيث أرى داخل منزل يجلس فيه رجل، وافراد عائلته وهناك جهاز تلفزيون شغال وهم جالسون حول المائدة.. انك ترى حياة جارية هناك.. وتحس بتوق قوي لتكون هناك، انك انت مكانهم. وتكون مثلهم. منذ سنوات ترجمت دار المدى اعمال اورهان باموق الى العربية، وكانت اول من قدمه الى القراء العرب قبل ان يحصل على جائزة نوبل للآداب.. حيث نشرت روايته الشهيرة اسمي احمر ثم توالت الاصدارات "الكتاب الاسود" ، "اسطنبول"، "البيت الصامت"، "جودت بيك وابناؤه"، "ثلج"، "غربة في عقلي"، "متحف البراءة"، "الحياة الجديدة"، "القلعة البيضاء" واخيرا روايته التي صدرت مؤخرا "ذات الشعر الاحمر".. هذه الاعمال ستجدها في جناح دار المدى في معرض العراق الدولي للكتاب والذي سيقام للفترة من 11 ولغية 22 كانون الاول 2019 وبمشاركة 300 دار نشر.. في هذا المعرض ستلتقي مع اجواء اورهان باموق الساحرة والممتعة.
معرض العراق الدولي للكتاب https://www.iraqintbookfair.com
اترك تعليقك