 إيهاب جبار :نستعد للأولمبياد بملابس رديئة وحذاء قيمته 15ألف دينار!

 بغداد / إياد الصالحي

سعت المدى طوال السنين الماضية الى رعاية الأبطال من مختلف الألعاب لاسيما الفردية، إيماناً منها بأهمية دعمهم لتحقيق أحلامهم

بوصول العراق الى منصّات التتويج في البطولات الكبرى، وهو حلم ضيفنا البطل إيهاب جبار هاشم (26) عاماً خريج كلية التربية الرياضية جامعة بغداد عام 2017، لاعب المنتخب الوطني الذي هيمنَ على فعالية 800م منذ عام 2014 حتى الآن، وكانت دورة التضامن الإسلامي في باكو الأذربيجانية 2017 أول مشاركة دولية له حقق فيها المركزالسادس بين 54 دولة، مثّل أندية المحاويل والميناء سابقاً، ويواصل تألقه مع نادي الشرطة للسنة الخامسة على التوالي، ولم ينسَ مدربه الأول الدكتور فاهم عبدالواحد مدرب فريق المحاويل لما بلغه اليوم من نجومية كبيرة أفردت له لقب بطل 800م بلا منازع. 

البطل إيهاب صارح المدى بحديث مهم استهلّه بالقول:"من أهم المشاكل التي تواجه العداء العراقي هو صعوبة التدريب في العاصمة بغداد للأشهر الخامس والسادس والسابع لارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر الملاعب الملائمة في وقت يُطلب منّا بذل جهود كبيرة في التدريب لتحقيق أرقام مهمة في بطولات العرب وآسيا والعالم مع حاجتنا الماسة الى ملاك فني متكامل ودكتور تغذية وآخر للعلاج، وبرنامج تحضيري لإجراء سباقات متوالية".

وأضاف:"بالنسبة لمدربي المنتخب الوطني هُم اشخاص كفوئين يقدمون الخبرة بإيثار عالٍ، وعملوا المستحيل من أجل وصولنا الى منصّات التتويج، لكن ليس بمقدورهم العطاء خارج طاقاتهم المحدودة، هُم بحاجة الى دعم اتحاد اللعبة لارسالهم على شكل وجبات للتعايش في مراكز التدريب الأوروبية، أو في المغرب العربي لما معروف عن احترافية عملهم وخططهم الراجحة".

وأوضح إيهاب :"للأسف يعتبرني اتحاد اللعبة أحد معارضيه بسبب مطالبتي بالحقوق ورغبتي بالوصول الى العالمية بثقة مطلقة، وأحرص ألاّ تضيع سنين عمري دون أن أصل إلى القمّة، وسبق أن ألتقيت برئيس الاتحاد د.طالب فيصل بخصوص إيجاد دعم لرياضتنا، فقال (ليس بيدي شيء..ننتظر الوزارة أو الأولمبية لتوفير الدعم)! ومنذ ثلاث سنوات لم أرَ معسكراً تدريبياً خارجياً لمدة شهرين يساعدني على التطوير وتسجيل الرقم الأفضل، ولا أخفي قيامي بتأمين المعسكرات على حسابي من خلال الترتيب مع أصدقائي في إيران ولبنان والإمارات للتدريب معهم تقييماً منهم لمستواي، وهم يوفرون كل ما أريده مقابل استفادتهم من الركض معي أثناء المعسكر".

وكشف:"مطلوب من اتحاد اللعبة أن يوفر ملعباً خاصاً لتدريب لاعبي المنتخب، فمن غير المعقول أن يدفع كل لاعب 50 ألف دينار شهرياً كرسم دخول إلى ملعب كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد نظير إجراء وحداتنا التدريبية عليه؟ هكذا تم إبلاغنا على اساس أن الاتحاد لن يدفع مستقبلاً أي مبالغ إذا ما أردنا أن نكمل برنامجنا التدريبي، وليس هذا فحسب، بل نحن كلاعبين نؤمّن المعالج المختص في الفترات التي نستعد خلالها للبطولات".

راتب غير كافٍ

وعن حقوقه المادية قال إيهاب:"منذ عام كامل لم استلم استحقاق الراتب في المنتخب الوطني بسبب الضائقة المالية التي تزامنت مع أزمة الأولمبية والحكومة كما يبرّر الاتحاد، وقبل ذلك كنت اتقاضى مبلغ (لاعب بدرجة ممتازة) مقداره 300 ألف دينار شهرياً ويتم استقطاع خمسة آلاف منه، مبلغ لا يكفي لسد نفقات النقل إلى ملعب التدريب، فضلاً عن شرائي حذاء التسابق الخاص (سبايك) بسعر يتراوح بين ( 150-200) دولار مع ملابس رياضية بحدود (80-100) دولار، هذه التجهيزات نحتفظ بها فقط للبطولات الخارجية، أما بقية الأشهر نستهلك خلالها التجهيزات ذات النوعية الرديئة التي نستبدلها كل شهرين، وللعلم لا يزوّدنا الاتحاد أثناء البطولات الخارجية سوى بدلة رياضية موحّدة مع حذاء خفيف سعره لا يتجاوز 15 ألف دينار مع (تي شيرت وشورت) وحقيبة صغيرة!".

نفقة خاصة

وعن ظروف مشاركته ببطولة أندية العراق التي جرت في محافظة السليمانية، قال:"شاركت ضمن منافسات الدور الثالث لبطولة أندية ومؤسسات العراق التي ضيفتها محافظة السليمانية للفترة (19-21) أيلول الجاري على نفقتي الخاصة، وهذه فرصة لأشكر إدارة نادي البيشمركة التي وفرت لنا السكن، وبرغم تمثيلي نادي الشرطة إلا أن مشاركتي كانت على نفقتي الخاصة كون النادي يمنحني الراتب الشهري الأعلى بين أقراني في اللعبة مقداره 950 ألف دينار لأنني أنافس في ثلاث فعاليات ( 800م، و4 × 400م تتابع و1500م) .

تقاعس في التنظيم

واستطرد إيهاب:" انتهت بطولة العراق للأندية في مدينة السليمانية حيث توّج نادي الجيش بطلاً بـ 283 نقطة، وجاء نادي الشرطة ثانياً بـ 213 نقطة، فيما حلّ نادي المستقبل ثالثاً بـ 102 نقطة، وبالنسبة لسباق 800م حققت المركز الأول للشرطة برقم 1.50 دقيقة ولم أجهد نفسي كثيراً استعداداً لليوم الثاني، لكن اللجنة المنظمة أخفقت في تنظيم سباق 800م المفترض أن يقف كل لاعب على مجاله المخصّص في الركض، بينما تم تجميع اللاعبين في مجال واحد مثل سباق 5000م وهذا الخطأ لم يحصل حتى في السبعينيات، ويبدو أن المنظّمين تقاعسوا عن التحضير للفعالية بصورة صحيحة".

فيديو فاضح

وأشار الى أن :"نادي الشرطة كان متصدر البطولة بفارق 13 نقطة عن نادي الجيش حتى الفترة الصباحية لليوم الأخير، ولم يتبق للفترة المسائية سوى خمس نقاط فقط، أي أن المركز الأول كان شبه محسوم لنادينا، ولكن حدث ما لا يُصدّق، فقد ضمّ فريقنا لفعالية 4×400م تتابع اللاعب المحترف الإيراني علي نبيل، وسبق له أن شارك في البطولة لليوم الأول في فعالية 400م وجاء بالمركز الأول واحتسبت نقاطه، وشارك في اليوم الثاني بسباق التتابع وحصل أن ارتكب فريق الجيش خطأ واضحاً في منطقة تسليم العصا التي يجب أن تتم ضمن حدود المسافة 20م والكل شاهد الخطأ ووثّقه فيديوياً ويظهر الحكم المراقب للمنطقة ذاتها أنه رفع الراية الحمراء أولاً ثم أخفضها ورفع البيضاء، وحصل اعتراض من مشرف فريقنا معززاً بمقطع الفيديو الفاضح للحالة الفنية، وشهد المضمار جدلاً كبيراً حول خطأ الجيش الذين رفضوا الاعتراف به، ولم يستطع الاتحاد حسم الموضوع ووعد باصدار القرار في اليوم التالي".

قرار غريب

وبيّن إيهاب ":إن اللاعب علي نبيل كان يترقب مشاركته في تصفيات 200م لليوم الأخير كي يتهيأ لخوض سباق التتابع معنا، في وقت اجتمع الاتحاد مع ممثل فريقي الشرطة والجيش بالساعة 11 صباحاً وتم إتخاذ قرار غريب، فمن ناحية اعتبر الاتحاد فريق الجيش خاسراً مسابقة التتابع بسبب الخطأ، ومن ناحية أخرى شطب نتيجة فوز نبيل في 400م ولا يُكمل بقية السباقات بذريعة أن أوراق تسجيله في الاتحاد لم تستكمل، فيما أكد مشرف فريقنا علي ماجد أنه سلّم الكتاب بيده لعضو في الاتحاد داخل مقره قبل عشرة أيام من بدء البطولة، ولو كان لدى الاتحاد اعتراض عليه لماذا سمح له بالمشاركة؟ ثم اقترح الكابتن ماجد تعويضه بلاعب آخر (يقصدني) منذ البداية بدلاً من إضاعة تسع نقاط مهمة من فريقنا، فكان رد الاتحاد أن يتم اختيار بديل له لسباق 200م نهائي! وهذا لا يجوز ويتعارض مع لوائح اللعبة طالما أن نبيل شارك في تصفيات الفعالية نفسها، الأمر يخالف اللوائح ذاتها في حالة إبعاد لاعب ما تشطب جميع نتائجه لا أن تحتسب بعضها، وظهر جلياً أن قرار الاتحاد بمعادلة العقوبة بين الفريقين (خطأ الجيش وأوراق نبيل) يهدف الى ضمان سير البطولة بلا مشاكل!".

وذكر :"أن مشرف فريقنا اقترح أن يعيد الاتحاد سباق 400م بمشاركة لاعب آخر بدلاً عن نبيل، ورُفض المقترح أيضاً، وشعرنا بخسارة فادحة للنقاط، وفي الوقت نفسه هدّدت إدارة نادي الجيش بالانسحاب في حال لم يتم تنفيذ قرار الاتحاد، والبعض وثق صورة نزول أحد أعضاء الهيئة الإدارية لنادي الجيش الى المضمار للحديث مع أثنين من أعضاء الاتحاد قبل إنعقاد الاجتماع، وهذا اللقاء لا يجوز وفقاً للتعليمات!".

احتجاج .. وانسحاب

واسترسل:" بعدما رفض الاتحاد مقترح مشرف فريقنا بإعادة سباق 400م ما يعني خسارتنا نقاطاً جديدة وعدم العدالة في القرار المجامل للفريق الآخر على حساب حق فريقنا، أجرى المشرف اتصالاً مع الهيئة الإدارية لنادي الشرطة وأحاطها علماً بما جرى، ثم أجتمع مع اللاعبين وطلب عدم النزول الى المضمار في الفترة المسائية معلناً انسحاب الفريق احتجاجاً على قرار الاتحاد غير الصائب والذي لا يمت للرياضة بصلة أبداً، وبالفعل لم ننزل للمضمار، وأكمل الجيش الفعاليات الخمس المتبقية ونال 15 نقطة عن كل فعّالية، وتوّج بالبطولة، والمحزن أن لاعبي الجيش أعربوا لنا قبل وداعنا عن حزنهم الشديد لغيابنا عن التنافس، وقالوا (أن فوزنا بلا نكهة من دون المنافسة الحقيقية مع أبطال الشرطة)" .

فرصة العمر

وأختتم إيهاب جبار حديثه بالقول :"لم يتبق على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 سوى أحد عشر شهراً و16 يوماً، أحاول أن استثمر فرصة العمر، وسأبذل جهوداً كبيرة من أجل أثبات المقدرة على الوصول الى السباق النهائي لفعالية 800م، وللأسف أكون مضطراً للذهاب الى إيران والتدريب مع إصدقاء لي هناك في تشرين الثاني القادم، أبقى أربعة أشهر، أجهز نفسي جيداً للنجاح في تحقيق رقم تأهيلي للأولمبياد في بطولة الصالات بالصين يوم 18 شباط المقبل، ولا أخفي شعوري بعدم وجود اهتمام كافٍ بالرياضيين المبدعين حتى أن محافظة بابل لم تسأل عني يوماً أو تقدّم لي دعماً محدوداً يبيّن أن مدينتي تشاركني أحلامي وطموحاتي بعدما حققت نتائج متميّزة لها".