هيفي الملا/ أربيل
"من الاختيارات المميزة والقيمة التي بُحِثت في النادي " بهذه العبارة وصف أغلب متابعي وأعضاء نادي المدى للقراءة في أربيل الكتاب رقم ( 95 )
الذي اعتمد للمناقشة في النادي وهو بعنوان ( بناة العالم ) للكاتب النمساوي ستيفان تسفايج , بنسخته الثالثة عن دار المدى , وبترجمة محمد جديد , حيث قدم المناقشة أعضاء النادي ( د.بسام مرعي , أ.هيفي الملا ,أ. زوراب عبد العزيز ) بإدارة شيار عفريني, وبحضور منوع لأصدقاء وأعضاء النادي من القراء في أربيل
كتاب بناة العالم للعبقري ستيفان تسفايج يتناول بأسلوب سردي وبحثي مفعم بالنقد الأدبي والفلسفة سبع شخصيات هامة يعتبرون أعمدة الفكر والأدب وهم (هولدرين-دوستويفسكي-بلزاك -ديكنز-تولستوي-ستندال-كلايست ) ,قدم الدكتور بسام مرعي مناقشته متناولاً شخصية دويستوفسكي من خلال محياه -عالمه الإبداعي- رواياته وسمات أبطاله-سموه وتوحده بمرضه وألمه وصولاً للذة ’ بالاضافة الى شخصية تولستوي من خلال حواسه المتيقظة-حدسه القوي-موقفه من الموت والفناء-ولادة أفكاره الفلسفية فجأة من اللاشي
وتناولت الأستاذة هيفي الملا في مناقشتها شخصية الشاعرالغنائي الألماني هولدرين -طفولته-سنوات دراسته-ترجمته للأدب الاغريقي- سمات شعره ونظرته الإلهية المقدسة للشعر-صمت العالم عنه-جنونه واستمرار إبداعه الشعري بالاضافة الى تقديمها أيضا لشخصية الروائي الفرنسي بلزاك:ولادته وفتوته-طموحه النابليوني المحموم-سمات أبطاله-تركيزه على سيمياء الوجود
-أما عضو النادي أ. زوراب عزيز قدم مناقشته حول شخصية الروائي الانكليزي الشهير تشارلز ديكنز من خلال:التركيز على الجوانب المعتمة بالمجتمع-أفكاره التي أثرت في الحياة الواقعية-طاقته التصويرية وصياغته الدقيقة وكذلك تناول زوراب شخصية الروائي الفرنسي ستندال:حبه لارتداء الأقنعة وتغيير الأسماء-التحليل الحاد لنفسية شخصياته-أهم أعماله
مما لاشك فيه أن شخصيتا دوستويفسكي وتولستوي اللتان عرضهما ستيفان في هذا الكتاب على نحو مختلف قد حظيا بمساحة اوسع ضمن هذه المناقشة واهتمام أكبر من قبل الحضور وهو الموضوع الذي توسع فيه ايضا ستيفان في الكتاب متناولا كل جوانب هاتين الشخصيتين لاسيما حياتهما وأدبهما , وفي عرضه لشخصية ديستويفسكي يقول الدكتور بسام مرعي المطلع على الادب الروسي وله ترجمات شعريه عن اللغة الروسية : إن الحديث عن عالم دستويفسكي النادر ، والغوص في عالمه الداخلي من وجهة نظر ستيفان لا شك يخص عالمنا الداخلي الخاص بنا ، وبهذا المعنى فهو يخص الأدب العالمي ككل والإنساني بشكل عام ولذا فهو من بناة العالم الأدبي ويشكل لبنة أساسية في البناء الأدبي الإنساني, إنه يعطي رسالة أبدية ، بأن روح الأنسان عليها أن تتمرد ،وعليها أن تبحث عن أحلامها ، وتحلق في فضاءاتها الإنسانية المجردة ، من المعاناة والمآسي والظلم والإذلال ، في مواجهة السلطة أية سلطة مبتغاها ذلك الإنسان الذي لن يقبل بأي شكل من الأشكال ، إلى أن يتحول الى شيء فاقد للكرامة الأنسانية, ثنائية التفكير لدى دستويفسكي هي حالة إبداعية نادرة ، حيث يحلق دستويفسكي دائماً في فضاءات صوفية عذرية غير ملوثة أبدية خالدة حيث الأصل النقي والجذور الممتدة في المعاني الأنسانية النبيلة حيث الأخوة الحقيقية وحيث تمتلكك الرهبة في الأقتراب منها , كذلك استفاض فيما بعد الدكتوربسام في الحديث عن القامة الروسية الأخرى تولستوي الذي ينفرد بعالمه الخاص المختلف عن ديستويفسكي والذي عاش حياة مرفهة نظرياً لكنها حملت الكثير من العمق في سيكولوجيا الانسان عبرأعماله الضخمة التي الهمت حتى علماء النفس في الاهتمام والبحث, ومن ثم جرى تناول الشخصيات الأخرى المذكورة في الكتاب تباعاً كل شخصية على حدى وفق رؤية ستيفان .
قدم المناقشون الكتاب من وجهة نظر ستيفان مع إضافات ونظرتهم الخاصة أيضا
ومن أهم الأسئلة والمحادثات التي وردت خلال المناقش :
-كيفية الوصول إلى اللذة التي أنشدها دوستو يفسكي من خلال ألمه وتوحده مع الصرع لتجاوز الصعوبات أو التكيف معها ؟
مامدى تأثير التراجيديا في الأعمال الأدبية على نفسية القارئ ؟
هل يمكن أن يحدث الأدب تغييراً في الحياة الواقعية ؟
اترك تعليقك