بغداد/ المدى
هدأت الاجواء في بغداد وبقية المحافظات ــ نوعا ما ــ بعد ايام من موجة احتجاجات صدتها القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي
راح ضحيتها اكثر من 100 قتيل و1600 جريح بحسب احصائيات المنظمات المعنية.
وشهدت العاصمة بغداد أمس تظاهرة قرب شارع فلسطين وهي اقرب نقطة الى منطقة الباب الشرقي وساحة التحرير يصلها المحتجون، فيما كانت اعداد المتظاهرين قليلة وسرعان ما انسحبوا.
أما في تقاطع الجملة العصبية اطلقت القوات الامنية الرصاص في الهواء لتفريق المحتجين، فيما سقط قتيل واحد.
وفي ذي قار، تظاهر ما يقارب 1000 متظاهر في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، وخلال التظاهرة أحرق المحتجون مكتب النائبة عن حزب الفضيلة علا الناشي ومقر آخر لتيار الحكمة، وثالث لحزب الدعوة جناح رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.
وقال مراسل (المدى) في الناصرية، ان قوات الامن لم تضرب المحتجين بالقنابل المسيلة كما لم تفتح النار بوجه المتظاهرين، خلافاً للأيام الثلاثة السابقة.
وقتل في الايام الماضية 22 شخصا فيما اصيب 377 آخرين بحسب مدير عام دائرة صحة ذي قار عبد الحسين الجابري.
وفي بابل ايضا خفت حدة التوترات في المحافظة التي شهدت اعمال عنف مختلفة آخرها انفجار عبوة ناسفة وسط تجمع للمحتجين في ناحية المحاويل مساء الجمعة.
وفي النجف رفعت القوات الامنية حظر التجوال بعدما شهدت المحافظة يوما كاملا من الهدوء.
بالمقابل صعدت القوات الامنية اجراءاتها في مواجهة المحتجين في الديوانية، وكان حصيلة ضحايا يوم أمس قتيلان و12 جريحا في المحافظة فقط ـ بحسب مصادر.
ويعاني العراق، الذي أنهكته الحروب، انقطاعا مزمنا للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.
وبحسب تقارير رسمية، فمنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
من جانبها، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن "قلق بالغ"، داعية السلطات إلى "ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
بدورها، أعربت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، عن أسفها لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، وحثت على تخفيف حدة التوتر.
اترك تعليقك