قصة : علي حداد
الكلمة: في بلاد أللٌه ..البومة لها حلمها الكبير ..في خربة تحقق لها الأمن..والاستقرار ....
الإهداء : الى بوٌم اليوم..أبشروا بجنتكم في العراق
كانت بومة شابة وجميلة تجلس فوق أغصان نخلة يابسة أغتالها أحدهم
.. وهي الآن تفكر بحبيبها بحيرة كأي شابة تطمح في الزواج ..وهي تستعيد ذكرى لقاؤها الأخير معه ..كان هو الآخر تركبه الحيرة وشبح إبتسامة بلهاء تمتطي شفتيه.. وكان بودها أن تمزق ذلك الشبح الأبله وهي تسأله بلهفة:
مالذي دفع أمك العرّافة الى عدم المجيء لخطبتي وإتمامها؟
كأنما لطمته بمكنسة على وجهه ..تنحنح مرتين قبل أن يجيب
تعرفين عزيزتي كم أكره هذا الموضوع ..وأمي كما يعرف الجميع هي عرافة قومنا ..ومعرفتها أكدت لها أن امك ستحاول ابتزازها ..وهي تضمر وداً ناقصاً لها ولأبي ,وعليه ستعرقل زواجنا بطلباتها غير المعقولة
أصاب المسكينة دهشة واستياء فتساءلت بحرقة:
-أمي ؟ تفعل ذلك ؟ وأنا وحيدة قلبها ومرتعه .. مستحيل .. هي حجتكم للهرب من عش الزواج ..
- حسنا لاتبكي عزيزتي وتدمري عينيك الجميلتين بدموع لااطيق رؤيتها ..في مساء الغد ستقول أمي العرّافة كلمتها لأمك والسلام على من اتبع الحب.....
وفي المساء وبعد أن فرغت العرافة من عملها ذهبت لتخطب لابنها العاشق.. راحت تنتظر بضجر ورغبة تعصرها أن تقرأ ما ستقوله تلك العينين الوقحتين لكنها عجزت عما يدور في أعماقها من مكيدة ..ودسائس وأخيراً نطقت بلهجة أخّاذة:
تعرفين سيدتي العرّافة هي سلوتنا الوحيدة أنا وعجوزي الجميل الذي كدّ وتعب العمر كله من أجلها وكل طلباتنا فقط عشرة خرابات كمقدمة وخرابتين كمؤخر !!!
وبكفيها ضربت العرّافة على فخذيها ..كأنما شعرت أن كرامتها قد جرحت وإن كبرياءها قد ثُلم وإن خطواتها نحو خرابة هذه البومة ناشها الذل والمهانة .. وإن هذه القصة المجنونة ستنتشر من الفاو الى زاخو وأن بوم إقليم كردستان سيشمتون بها ..فراح الغضب يحتل مساحة كبيرة من كيانها
انتظرت أن يغادرها انفعالها لتقول بود كبير:
صديقتي الرائعة كنت أعرف جيداً طلباتك غير العادلة لكن ولدي أصرّ وألح عليّ فمن أين سآتي لأبنتك بعشرخرابات ؟ها من أين ؟وأنتِ تعرفين جيداً تقاليدنا وأعرافنا والعادة جرت أن تكون المقدمة ثلاث خرائب والمؤخر خرابة واحدة..أين الإنصاف صديقتي؟
كانت تهز رأسها بعناد كبومة تعرف جيداً أن ابن العرافة لايفرط في ابنتها أبداً ثم قالت بحزم وهي تلملم نفسها:
ابنتنا فلذة كبدينا وحبيبة عمرنا تستحق ذلك ولا أتنازل ولو عن ربع خرابة !
تنفست العرّافة الصعداء وراحت تضرب أخماس في أسداس < ثم ضربت تخت رمل > وعلى حين غير متوقع حل السرور والبهجة في عينيها كأنما أخبرها شيطانها بشيء أسعدها وكاد الرقص أن يأخذ بجسدها:
صديقتي الغالية إسمعيني جيدا إذا بقي هؤلاء القتلة.. وعصاباتهم هذه..
تحكمنا فأنا أعدك بدل العشرة خرائب
أُعطيك عشرين أو اكثر
<وفوكاها بوسة>
15-9 – 2019 خرائب وخراتيت
اترك تعليقك