يأس كاتانيتش وحذره المفرط يهدّدان حظوظ الأسود

يأس كاتانيتش وحذره المفرط يهدّدان حظوظ الأسود

 أكرم سلمان: تكتيك المنتخب يفتقد المجازفة .. والمفاجأة الكمبودية واردة!

 بغداد/ إياد الصالحي

أبدى المدرب أكرم سلمان استغرابه من عدم وضوح ستراتيجية المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش برغم تواجده مع اللاعبين لأكثر من سنة،

وكذلك عدم تركيزه للثبات في التشكيل الذي يمثل عنصراً مهماً يتوقف عليه بناء آمال التأهل الى كأس العالم في قطر إذا ما نجحنا في تخطّي هذه المرحلة نظراً للأخطاء الفنية الجسيمة التي تهدد حظوظنا.

وقال سلمان في حديث خصّ به (المدى) قبيل المباراة الثالثة لمنتخبنا في التصفيات القارية المشتركة (مونديال2022 وآسيا2023) أمام كمبوديا (المضيفة) بالساعة الثانية والنصف ظهر اليوم الثلاثاء:"الواضح للعيان بعد مباراتي البحرين (1-1) في المنامة 5 أيلول الماضي وهونغ كونغ (2-0) في البصرة 5 تشرين الأول الجاري، أن كاتانيتش يسعى بكل ما يستطيع ألا يخسر سواء كان منتخبنا قوياً أم ضعيفاً في الأداء وأسلوب مواجهة المنافس، وعلى هذا الاساس يصرُّ على اللعب بتكتيك ثابت منذ توليه مهمته، بينما هناك متغيّرات في كرة القدم يجب أن تُحترم من قِبل المدرب خاصة عندما تلعب خارج أرضك أمام فريق قوي أو تواجه فريقاً ضعيفاً على أرضك أو بمستواك، هذه الأمور تحتّم عليك أن تختار التكتيك المناسب لظروف المباراة".

وأضاف:"يجب أن تكون هناك مرونة في التكتيك لدى منتخبنا من أجل تغيير اسلوب اللعب داخل الملعب حتى من دون أن نجري عملية تغيير بعض اللاعبين، وهو ما يفتقده منتخبنا، مع غياب المجازفة وعدم استغلال الأرض والجمهور، وتجلّى ذلك في مباراتنا أمام هونغ كونغ برغم أهمية الأهداف وتواضع المستوى الفني للضيف ورغبته في الخروج بأقل خسارة من ناحية عدد الأهداف والجهد البدني، إلا أن كاتانيتش لم يتعامل جيداً مع الجانب الهجومي وهو يرى استماتة أغلب لاعبي هونغ كونغ في الأسلوب الدفاعي وخاصة في الشوط الأول، كان هناك تردّد وحذر كبيران من لاعبينا في الضغط الهجومي، وهو ما قد يشجّع منتخب كمبوديا اليوم في مفاجأتنا إذا لم نعالج هذه السلبية لأنه يطمح لتعويض خسارته الوخيمة أمام إيران (0-14) في ملعب آزادي طهران الخميس الماضي، ويتطلّب من منتخبنا أن يسجّل عدداً كبيراً من الأهداف في الشوط الأول ليفتح الكمبوديون مساحات اللعب أمامنا".

تفكير يائس!

وأوضح سلمان :"صحيح أن كاتانيتش لم يحصل على الوقت الكافي لإجراء الوحدات التدريبية للمنتخب قبل لقاء هونغ كونغ، ولكن هذا الأمر يشمل جميع المنتخبات المشاركة في التصفيات انسجاماً مع تعليمات الفيفا التي قلّصتْ مدة التحضيرات من خلال وجوب إلتحاق اللاعب بمنتخب بلده خلال 72 ساعة فقط، وهو ما يدركه مدرب منتخبنا الذي توقعنا استفادته من عديد المباريات الودية والرسمية منذ الخامس من أيلول عام 2018 حتى الآن في صناعة منتخب قوي تُحسب له فرق المجموعة بأنه منافس أول على صدارة المجموعة وليس التفكير بعد مباراتين في كيفية ضمان إحدى البطاقات الأربع لأفضل ثواني المجاميع الثماني، هذا يعبّر عن منتهى اليأس".

شروط خافية

وأشار مدرب منتخبنا الوطني الأسبق إلى أن "نية اتحاد كرة القدم كانت تتجه نحو تغيير الملاك التدريبي بعد كأس آسيا في الإمارات مطلع العام الحالي، لكن صيغة عقده حالت دون ذلك، ما أضطرّ الاتحاد إلى إنتظار فرصة أخرى، وصراحة ظلّ عقد كاتانيتش مجهولاً عنا وتم تجديده وفق شروط معينة أيضاً ظلّتْ خافية عن الجمهور وعن القريبين من الاتحاد، وهذا الأمر غير وارد في كرة القدم أي أن تُبرم عقداً مع مدرب غير معروف وعندما يُكمل عاماً واحداً تُجدّد صيغة العقد بشروط جديدة، والصحيح أن يُحدّد الاتحاد فترة زمنية يتوقف بعدها ليُقيّم العمل والنتائج، فمن غير المعقول أن تُعد بطولة كبيرة مثل آسيا غير مهمّة ولا تستحق التقييم مع بقية البطولات التي شاركنا فيها بقيادة كاتانيتش، هذا غير مقبول بتاتاً".

الأجانب الأربعة

وحذّر سلمان من تأثير سماح اتحاد كرة القدم بمشاركة أربعة لاعبين أجانب في كل نادٍ بالدوري الممتاز للموسم 2019-2020 على بروز لاعبين محليين مستقبلاً، وقال" تسلط الأضواء الفنية في الغالب على أفضل اللاعبين المحترفين في مركزي الهجوم والوسط، ما يؤدي الى عدم اكتشاف الموهوبين في المركزين المذكورين وقتل محاولات رعايتهم وتطويرهم، في وقت نشهد قلة اللاعبين المهاجمين وصانعي الألعاب، وعموماً فإن تشكيلة اللاعبين الحاليين جيدة، لكن يوجد خلل في توظيفهم وطريقة اللعب وقيادة المباراة، وستؤثر في عدم تطوّر الكرة العراقية محلياً وقارياً ودولياً".

ظروف المحترفين

وعن اللغط الحاصل في الوسط الكروي عن مدى استفادة منتخبنا من اللاعبين المحترفين الذين أعتذر بعضهم عن الحضور في الجولتين الرابعة والخامسة من التصفيات، أكد سلمان" أن لا نقاش مسبق في مسألة المنتخب الوطني، فهذه مصلحة بلد وتستلزم التضحية من الجميع، مع استثناءات تخصّ مواجهة بعض اللاعبين مثل جستن ميرام وأحمد ياسين وياسر قاسم ظروفاً خاصة يتوجب مراعاتها، وحل المشاكل بهدوء عبر المدير الإداري باسل كوركيس، فكلما إلتحق اللاعب المحترف بارتياح دون مشاكل أو تخوين سيُقدّم المردود الفني الكبير، كما يجب أن نستفيد من كل اللاعبين المغتربين كون ظروف تدريبهم ولعبهم في أوروبا وأميركا أفضل من ظروف اللاعب المحلي بالدوري العراقي".

إنقاذ الإدارة

وعن اعتذاره المفاجىء من تدريب فريق أربيل بعد خوضه ثلاث مباريات في الدوري، كشف سلمان "أن هناك أسباباً موضوعية دعتني لإتخاذ قرار عدم الاستمرار في مهمّتي، وأقولها بكل أسف أنه يمكن عدّ الموسم الحالي أسوأ موسم في تاريخ حياتي على صعيد التدريب مع الأندية والمنتخبات الوطنية منذ عام 1970 حتى الآن، فنادي أربيل له مكانته المحلية والعربية والآسيوية، وشخصياً قبلتُ مهمة تدريب فريقه الكروي الموسم الماضي وأنقذت إدارته من الحرج أمام الجمهور، وحلّ بالمركز الحادي عشر وسط ظروف صعبة جداً لن أتطرق لها ّاحتراماً لعلاقتي الطيبة مع النادي".

تأثير غرب آسيا

وتابع: بعد إنتهاء الموسم الماضي، أتفقنا على بناء فريق كبير على خطى موسم 2006-2007 يوم حققنا لقب بطل الدوري لفريق أربيل ومثّل العراق في جميع المنافسات العربية والآسيوية مع إقرارنا بأن الوضع المادي آنذاك يختلف عمّا يعانيه النادي اليوم من ظرف سيئ، وتوافقت الإدارة معي قبل انطلاق الدوري للشروع بتهيئة الفريق وفق الامكانيات المادية المتواضعة، لكن صُدمتُ بعراقيل عدّة خيّبت أملي، ومنها لأول مرة في عملي أضطرّ لزجّ لاعب محترف يلتحق للنادي أول مرة قبل يوم من المباراة الرسمية، فضلاً عن عدم منح الإدارة الوقت الكافي لتحضير الفريق وفقاً للمنهج الذي أعددته نظراً لانشغالها في بطولة غرب آسيا التاسعة التي أثرت على الفريق كثيراً، وكنت مستعداً لتركه قبيل بدء الدوري والجمهور يعي معاناتنا وكان يشاهد وحداتنا التدريبية بحضور سبعة لاعبين فقط!".

لا إعداد .. ولا معسكر!!

وذكر أن "مباريات فريق أربيل الثلاث كانت جيدة، وتشير الى استحقاقنا الفوز فيها لولا ظروف مجرياتها، حيث تعادلنا مع نفط الجنوب سلبياً، ثم مع الكهرباء (1-1) بعد أن تقدمنا بهدف واحتسبت ضدنا ركلة جزاء مشكوك في صحّتها، وأمام النفط (1-1) وكنا متقدمين أيضاً وجاء هدف التعادل نتيجة ارتكاب أربعة أخطاء قبله وأعضاء الإدارة زعلوا وكأنهم وفروا كل مقومات تحضير الفريق التي لم تصل الى 10%، بينما طلبتُ في برنامج الإعداد أن يكون لمدة شهرين، تتخلله ست مباريات تجريبية ومعسكر داخلي وآخر خارجي، ولم يتحقق منها شيء سوى ثلاث مباريات تجريبية على ملعب فرانسو حريري، والطريف بعد أول مباراة أمام نفط الجنوب يسأل بعض الصحفيين الإدارة هل ستتم إقالة الملاك التدريبي؟! يبدو أن الأمور كانت مبيتة بهذا الاتجاه".

أكاديمية المواهب

وأختتم أكرم سلمان حديثه" أترقب أنجاز مشروع أكاديمية كبيرة أشرف عليها لرعاية المواهب في إقليم كردستان وجميع مدن العراق، وكذلك تطوير قدرات المدربين العراقيين والانفتاح على أكاديميات عالمية للتعايش مع تجاربها بهدف تطوير الكرة العراقية، وسأكشف عن كثير من تفاصيل المشروع في الوقت المناسب".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top