ترجمة : عمار كاظم محـمد
ولد جيمس تيت في مدينة كانساس في ولاية ميسوري عام 1943 كان والده طياراً قتل أثناء الحرب العالمية الثانية عندما كان عمره خمسة شهور فقط .
أصدر مجموعته الشعرية الأولى الطيار المفقود عام 1967 وقد اختيرت من قبل دادلي فتس ضمن سلسلة ييل للشعراء الشباب حينما كان تيت طالباً في جامعة أيوا مما جعله اصغر شاعر شاب يحصل على هذا الشرف .
لقد حظيت هذه المجموعة باهتمام واسع وكان لها تأثير كبير على جيل الشعراء في نهاية الستينيات والسبعينيات عن طريق استخدامها لمنطق الحلم والتأثيرات النفسية يقول عنه الناقد الأمريكي دانا غويا " لقد استطاع جيمس تيت أن يروض الأسلوب السريالي في الكتابة ، هذا الأسلوب الذي بقي غريباً دائماً حتى لدى أكثر الشعراء موهبة وممارسة لهذا الأسلوب من أمثال جارلس سيمك ودونالد جستس وجعله راسخا ليس كشيء طبيعي فحسب بل أليفاً أيضاً.
توالت بعد ذلك مجاميعه الشعرية حيث اصدر أكثر من عشرين ديواناً من أهمها"الطيار المفقود" عام 1967 "غيابات" عام 1972 "المتأمل" عام 1986 "مسافة عن الأحبة" عام 1990 " العودة إلى مدينة الحمير البيض" عام 2004 وأخيراً مجموعته المسماة " أشباح الجنود" الصادرة عام 2008 ، حيث توفي بعد ذلك في تموز من عام 2015 .
فاز الشاعر بجائزة بولتزر للشعر عام 1992 وجائزة الكتاب القومي عام 1994 وجائزة ولاس ستيفنز للشعر وقد عمل في التدريس في جامعة أيوا التي حصل منها على شهادة الماجستير في حقل الكتابة الإبداعية كذلك عمل في جامعات بيركلي وكولومبيا وماسوشتس كما عمل محرراً أدبياً في مجلة ديكنسن رفيو وقد اختير حالياً للعمل كمستشار في موقع أكاديمية الشعراء الأمريكان .
من الصعب وصف أسلوب جيمس تيت في الكتابة لكنه يمكن أن يعرف بمدرسة ما بعد الحداثة والحركات السريالية الجديدة وقد عرف بولعه بقلب وعكس العبارات والتلاعب بها ،هذه العبارات تكون أحياناً مجتزأة من مواد الأخبار والتاريخ والحكايات والكلام المتداول ثم يقوم لاحقا بعملية قطع ولصق وتجميع لهذه العبارات المتباعدة محولاً إياها إلى تراكيب مصاغة بإحكام حيث تكشف عن بصيرة غريبة وسريالية تنتقد عبث الطبيعة البشرية .
المـرآة
إنها تخبرني دائماً ...
إنني استطيع رؤية الحقيقة من خلالها ...
لكنني نظرت ولم أرَ شيئاً ...
لذا اقتربنا من بعضنا وقبلتها قائلاً ...
إنها زجاجة جيدة ...
ملقياً بها على الأرض ....
الفــــخ
في داخل الكرسي القديم
وجدت كرسياً آخر ...
وعلى الرغم من أنه أصغر ..
لكنني وجدت الجلوس فيه أفضل ...
في داخل ذلك الكرسي ...
وجدت أيضاً كرسياً آخر ...
وعلى الرغم من أنه أصغر
من نواح عديدة ...
لكنني وجدت أن الجلوس عليه مريحٌ ...
في داخل هذا الكرسي ....
وجدت كرسياً آخر ...
كان أصغر ويبدو إنه مصمم لي فقط ...
ومازال في داخل هذا الكرسي ...
كرسي صغير جداً ...
كان من الصغر إنني بالكاد
استطيع الخروج منه ...
وفي داخله أيضاً وجدت كرسياً آخر
وفي داخله آخر و آخر ....
حتى أنني في النهاية كنت أجلس على كرسي من الصغر ...
سيكون من الصعب القول حقاً إنني كنت جالساً
على كرسي على الاطلاق ...
لم استطع النهوض أو السقوط ...
ولا احد يمكنه ان يلاحظني ....
********
محاولات هروب رجل بساق خشبية من السجن
هرب رجل بساق خشبية عدة مرات من السجن ، فالقي القبض عليه
أخذوا ساقه الخشبية وابعدوها عنه ..
كان يحلم في كل يوم بعبور تل كبير والسباحة في نهر واسع
ولكي يصل الى حقل يتوجب عليه العمل فيه طوال النهار بساق واحدة ...
في حفلة أعياد الميلاد اعادوا له ساقه ، لكنه الآن لايريدها ..
فقد خطط كل شيء لهروبه الذي لايتطلب سوى ساق واحدة ....
صمت محرج
تُرش الاشجار ...
من أجل منح الطيور صدمة خفيفة ...
تمنع الهجمات غير المرغوب بها
ضد الرئيس ....
من ذلك الذي بدأ أولاً عُدّ أول اللصوص ؟
إنه الشخص الذي جرد الموتى من ذكرياتهم ....
نحن نقتحم الكثير من الأوهام
بنوع من رقص الأشباح !
لاشيء يمر دون علامة
حتى آلالات كانت تدس النميمة ...
كان اثنين من نافثي الغبار يتحدثان في الشرفة
بينما زوج من المروحيات تحلق
مختبرة النوم الأبدي ....
يرتبط ذيل القطط ...
بمعاناة صغار الأطفال وهم يعانون ...
الكنيسة المدمرة والمكتبة المدمرة
والمستشفى الذي يتمنى لو كان ميتاً
الغرفة مراقبة ...
إنها تستهلك الطاقة ....
لم أعد اهتم بنوافذها بعد الآن
كما لو أنه لهذه القطعة من الارض الحق
في تمزيق الظلام بحثاً عن الليل ...
إنها الأيام حيث لايحدث شيء
ولا ينطق فيها بكلمة ....
إنها تلك الأيام التي يمكن حفظها .....
قصة نهر
كان هناك صبي يدعى نهر ...
نهض ذات يوم من الجانب الصحيح للسرير
وركض نحو البحيرة وقال ...
عذراً ، هل ضيّعت طريقي ؟
لكن البحيرة لا تتحدث الانكليزية
وقف نهر هناك مرخياً سرواله الى الأسفل
ليتبول في البحيرة ...
لكن البحيرة لم تكن حتى لتهتم بذلك
فالبحيرة ماتزال بحيرة
والنهر مايزال نهراً ....
في اليوم التالي نهض نهر من الجانب الخاطىء للسرير
قفز نهر صاعداً ليصل نحو قمة جبله ..
شعر بحال جيد ، لكنه شاهد الان عبر الغابة
وفي المطاردة البرية للحياة ، إنه يتوقف عندما يشبه الكوخ وهو يختبىء بسمرته
من صحوة الوزير الكسول ، ويزور رجل الفحم وهو يلقي بضع كلمات ساخطة.
اترك تعليقك