فاضل السلطاني
كنت انتظرُ...
قلتُ: لن يُقبلوا
وقريباً أموتُ... وأنسى.
وما همّ إن ظهروا
أو تواروْا وراء المكان
وإذا، ذات صبحِ، أتوا
هم لا يعرفون الطريق إلى المقبرة.
انتظرتُ
أن يجيئوا
يافعينَ كما كنتُ
قبل أن يولدوا...
وكبرتُ
ولم أرهم يكبرون
كنتُ أعمى
أنقّل خطوي لعلّي أرى
بعضَ خيطٍ يقودُ إليهمُ
ما رأيتُ- أنا الشيخُ- غيري يدبُ
في الطريقِ إلى المقبرة.
ما رأيتهمُ عائدين من المدرسة
وقمصانهم فوق رأسي
تتلوّن حمراءَ... تسبقني في الطريق.
ما رأيت قبورهمُ
من الصبحِ مفتوحةً
قبل قبري
كنتُ أرقبهم
صوراً يقبلون
فيبرقُ فيّ وميضٌ غريب.
أؤخرُ خطوي إلى المقبرة
وأقولُ: أتوْا
قبل موتي الجميل!
تعليقات الزوار
رائعة. الدماء والمقابر والعيون هي ذاتها، رسمتها بدقة متناهية يا فاضل. اسميك ت. س. اليوت العراق