انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لجمعية الناشرين والكتبيين في العراق

انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لجمعية الناشرين والكتبيين في العراق

ممثل دار المدى للنشر يفوز بمنصب رئيس الجمعية

علاء المفرجي - ماس القيسي - تصوير:محمود رؤوف

أقامت جمعية الناشرين والكتبيين الأولى في العراق، ومنذ 16 عام، مؤتمرها التأسيسي الاول يوم الجمعة المصادف 13 كانون الأول 2019، في قاعة المؤتمرات في فندق بغداد المطل على شارع ابي نؤاس،

تمحورت جلسة المؤتمر الأولى حول افتتاح الجمعية وإجراء انتخابات الهيئة الادارية للجمعية بحضور ومشاركة العديد من أصحاب دور النشر والمكتبات العراقية، وتحت إشراف اللجنة القانونية المنظمة للانتخابات، برئاسة نقابة المحامين ممثلاً عنها السيد نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي، وباستضافة عدد من الشخصيات العراقية والعربية والتي لها دور في الساحة الأدبية، نجاح المعموري رئيس اتحاد الأدباء العراقيين الاستاذ ، والسيدة سميرة عاصي عضوة اتحاد الناشرين العرب وغيرهم، وقد افتتحت الجلسة بعزف النشيد الوطني العراقي مرفقة بوقفة صمت على أرواح شهداء ثورة تشرين، سبقت المضي بجدول أعمال الجلسة وفعالياتها.

استأنف المؤتمر التأسيسي أعماله بدءاً بكلمة الناشرين في العراق الذي قال :" نرحب بالسادة الكرام و نشكر القائمين على هذه المبادرة القيمة، نجتمع هذا اليوم ليس لتأسيس جمعية الناشرين والكتبيين في العراق فحسب، وإنما للاحتفاء أيضاً بصعود دور النشر العراقية، ينتابني شعور بالغ من السعادة، لتميز دور نشر عراقية على الصعيد الاقليمي و نطمح بذلك أيضاً على الصعيد الدولي"، ويستطرد معبراً عن أهمية تأسيس الجمعية بقوله:" هذه اللحظات مهمة، أذ أن تأسيس هذه الجمعية ضروري لعدة أسباب من وجهة نظرنا، تنص بداية في كونها مظلة تحتضن إعادة دور المثقف العراقي ليكون فاعلاً وجزءاً في تغيير هذا العالم، وإذا عرفنا المفكر من مقاربة تاريخية فإن فواصل التطور العضوي للحراك الثقافي العراقي، كان ملازما لموازاة الحداثة الفكرية في العراق المعاصر، هذا الحراك الذي تعرض لانقطاعات عديدة بسبب توالي الأزمات والحروب والحصار الذي دمر البلاد، لذا نحن بحاجة لتكون الجمعية حاضنة لفعالياتنا الثقافية وتستمر بهذا النهج شهرياً وفصلياً، في وقت نحن نعاني من ضياع بوصلتنا الثقافية، وخاصة بعدما اجتاحت داعش مدينة نينوى إذ تعرضنا لضياع التنوع الديني والعرقي والأثنوي واللغوي، الذي يعدر مصدر ثروة العراق بالإضافة الى التنوع الثقافي باعتباره خط الدفاع الأخير عن الهوية العراقية، الرهان كبير ونحن على قدر المسؤولية لإنجاح هذا المشروع من خلال القدرات العراقية الخلاقة".

وشارك اتحاد الناشرين العرب بكلمة قدمتها السيدة سميرة عاصي رئيسة اتحاد الناشرين اللبنانيين بقولها:" سعيدة جداً لأن العراق عاد من جديد ليعتني ويهتم بالثقافة، فهو على مدار عمقه التاريخي كان ذو دور فعال، فلا ننسى المقولة الشهيرة، لبنان يطبع ومصر تؤلف وبغداد تقرأ، ولسبب الظروف التي مرت على العراق لن نقول بانه تخلى عن دوره، في الفترات السابقة ولكن عانى من الركود بعض الشيء رغم مسيرة كفاح المفكرين والمثقفين من ابنائه، نشكر القائمين على هذا المشروع ونأمل في أن يضم جميع الناشرين العراقيين، ليعود العراق الحبيب والمثقف العراقي محتلا دوره الأساس والريادي" تختتم كلمتها مؤكدة على ضرورة تواجد وحضور ومشاركة مستمرة من قبل الناشرين العراقيين ليمضوا قدماً نحو الانضمام لاتحاد الناشرين العربي والدولي أيضاً، ليصبح لهم دور فعال في نشر الثقافة العربية على الصعيد العالمي.

وساهم اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بكلمة ألقاها رئيس الاتحاد الاستاذ ناجح المعموري قائلا:" نحن سعداء جداً، باسمي واسم اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، نرحب بهذا الانجاز الذي كنا نتوقعه منذ فترة طويلة، من قبل مؤسسة تعنى بالأدب والفكر والثقافة فقد حوّلت توقعاتنا الى حقائق من خلال التداول والتواصل الثقافي اليومي، إن هذا الحضور اليوم يتضمن طاقة توليدية كبيرة لجمهرة الحشود من الشباب في ساحات التظاهر، وأنا على يقين، إن الحراك الجماهيري الذي يحصل الآن هو ليس إلا نتاج طبيعي وبديهي لحركات النهضة والتنوير، ليس فقط على صعيد العراق وانما حتى في بلاد الشام ومصر انطلاقاً من رفاعة الطهطاوي، كما أؤكد على أن هذه الولادة الثقافية هي امتداد للفكر النهضوي العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الأولى سنة 1921، إن هذا الأمن الثقافي الذي يتحول الى تداول يومي يعد انجاز وممارسة هامة يعود فضلها الى المنظمات المدنية القائمة عليها من اجل التمكن من مواجهة المجرمين والقتلة والطغاة وقادة الفساد" مشيراً الى أهمية الربط بين الحراك الثقافي في الساحة الفكرية العراقية والحراك الشبابي الثوري في ساحات الانتفاضة في بغداد وبقية المحافظات العراقية الثائرة ويعقب بهذا الصدد بقوله:" إن هذا الحراك السيسيو - اجتماعي مشرف حقيقة ويحثنا على مواصلة تنظيم الفعاليات الثقافية المتعددة والمتنوعة لتصب في مصلحة دعم التظاهرات، فقد اثمرت التظاهرات منذ انطلاقها في الأول من اكتوبر وحتى يومنا هذا عن بعض الوظائف والمهام التي تستهدفها الثورات الكبرى في العالم، وستدوم وتستمر لأنها اثبتت دورها في تغيير المسار الفكري من خلال الضغط على الأحزاب الأسلامية الحاكمة خاصة فيما يخص تعديل قانون الانتخابات والنزاهة" منوهاً عن أهمية دعم الشباب الثائر من قبل المنظمات والجهات المسؤولة عن الطباعة والنشر لإرسال رسائل يومية من خلال مؤلفات ومطبوعات الى ساحات التظاهر في المدن العراقية.

وأعربت المنظمات الغير حكومية عن كلمتها ممثلة بالأستاذ ماهر عزيز ابراهيم بقوله:" هذه الجمعية حصلت على شهادة تسجيل في تاريخ 17 تشرين الاول 2019، وانقل لكم تحيات (محمد طه التميمي) مدير عام المنظمات الغير حكومية، دورنا اليوم ليس رقابيا ولكن لتعزيز ودعم دور المنظمات غير الحكومية خصوصا الجمعيات الخاصة". إن المجتمع المدني في العراق على الرغم من حداثته لكنه سرعان ما انتشر كالنار في الهشيم حسب وصفه ويعقب ابراهيم قائلا:" اصبح لدينا اكثر من 4500 منظمة مسجلة في دائرة المنظمات غير الحكومية متنوعة في عدة تخصصات لكن ما يسرنا هو التميز في بعض المنظمات التي لها خصوصية كما في جمعية الناشرين والكتبيين، يسعدنا تواجدنا معكم ونتمنى التوفيق لمن سيحظى بدور إدارة ورئاسة الجمعية رغم ثقل المهمة، إن المجتمع المدني له دور في إعطاء الدروس ليس فقط للمجتمع وإنما أيضاً للساسة، من خلال طرح نهج التداول السلمي للسلطة في سبيل ارساء أوجه الديمقراطية"

واختتم الكلمات السيد ضياء السعدي نقيب المحامين العراقيين بكلمته، موضحاً آليات عمل الجلسة وإطارها القانوني، بقوله:" إن تعريف جانب الإجراءات القانونية طبقا للنظام الداخلي للجمعية يدفعنا الى الإشارة الى أن انعقاد اجتماع الهيئة التأسيسي لانتخاب هيئة ادارية يتزامن مع انتفاضة الشعب العراقي، الذي يطالب بحقوقه الوطنية والدستورية، وهذا التزامن ينص على علاقة وطيدة تكرس العمل المتواصل والسعي دائماً من اجل خلق إطارات تنظيمية لها علاقة بإنتاج الفكر والثقافة مما يساعد المجتمع والقيادات السياسية والاجتماعية، بما يؤدي الى مجتمع مدني متطور يضع العراق في طريق التقدم والحضارة واحترام حقوق الانسان العراقي" وفيما يخص اللجنة القانونية المنظمة والمشرفة على إجراء انتخابات الجمعية، أضاف السعدي قائلاً:" قد استجبنا الى الكتاب الموجه إلينا من قبل الجهة المنظمة والقائمة على هذا المشروع ووفقاً له قمنا بتشكيل فريق من المحامين، وهم، أنا بصفتي نقيب المحامين، و الدكتور علي الرفيعي، والاستاذ قاسم البياتي، وأستاذ عبد الوهاب لنساهم الى جانب ممثل المنظمات غير الحكومية في الاشراف والرقابة على انتخابات الجمعية، بما يؤمن نزاهتها وعدالتها طبقاً للقانون واللائحة التي تحكم هذه الفعالية لأجل انتخاب هيئة ادارية". وقد اكد السعيدي على عدم امكانية الخروج عن ما هو مثبت وان مهمتهم الاشراف بقوله:" مهمتنا ان نراقب وننطلق بفتح باب الترشيح للعضوية الاصلية وعضوية الاتحاد وعضوية الهيئة الإدارية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن يكون هناك ناشرين وكتبيين، حيث إن الأعضاء الأصليين سيكون عددهم 7 بينما الاحتياط 2، يتم دمجهم ضمن بطاقة انتخابية موحدة. أما مهمة انتخاب مناصب الرئيس والمسؤول والمدير ..الخ فتترك للهيئة الادارية المنتخبة من قبلكم بصورة مباشرة". مؤكدا على تعاونهم لإنجاز انتخابات ديمقراطية نزيهة لانتخاب قيادة تخلق اطار تنظيمي واسع، يضم جميع العراقيين المنتمين لهذا اللون من الأنشطة، التي تعد مهمة كبيرة في سبيل تلبية متطلبات المجتمع الفكرية والثقافية.

وبعد مناقشة وإقرار النظام الداخلي بحضور ممثلين عن نقابات مختلفة، أجريت انتخابات لاختيار الهيئة الإدارية؛ حيث دقق القاضي والهيئة المشرفة على الانتخابات هويات أعضاء الهيئة العامة لتأكيد انتمائهم للهيئة، ثم نادت على الاسماء المرشحة لعضوية مجلس ادارة الهيئة العامة، الذين قدموا انفسهم وتمثيلهم للهيئة العامة؛ ليعلن القاضي المشرف على انتخابات الجمعية البدء في عملية الاقتراع.

وفور انتهاء هذه العملية واحتساب الاصوات التي حصل عليها المرشحون قرأ السيد القاضي بيان الجنة المشرفة حيث أظهرت نتائج الانتخابات فوز الناشرين والكتبيين بالأصوات التالية، إيهاب عبد الرزاق ٣١، بلال ستار محسن ٢٩، محمد عبد الجبار ٢٧، صباح صادق ٢٢، مازن لطيف ٢١، ياسر علاء ٢٧، ومخلص يونس ١٨. وفي المقاعد الاحتياط: حسن هاشم ١٧، وزين النقشبندي ١٥.

بعدها اجتمعت أول هيئة إدارية للجمعية، وقررت أن يكون كل من، إيهاب عبد الرزاق رئيساً لجمعية الناشرين العراقيين، ومحمد هادي نائباً الرئيس، وصباح صادق أميناً عاماً، وبلال ستار أميناً مالياً، ومازن لطيف عن لجنة الإعلام،ومخلص يونس عن العلاقات الخارجية، وياسر علاء اسود مسؤولاً للمكتبات والمعارض في جمعية الناشرين والكتبيين في العراق.

اسماء الهيئة الإدارية المنتخبة للجمعية

ايهاب عبد الرزاق / رئيس جمعية الناشرين العراقيين/ دار المدى للنشر
 محمد هادي / نائب الرئيس/ دار الرافدين
 صباح صادق / أمين عام/ المكتبة القانونية
 بلال ستار / أمين المالي/ دار سطور
 مازن لطيف / لجنة الاعلام/ دار ميزوبوتميا
 مخلص يونس / العلاقات الخارجية
 ياسر علاء اسود / مسؤول المكتبات
 حسن هاشم/ احتياط اول
 زين احمد النقشبندي/ احتياط ثان

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top