صحيفة بريطانية: انسحاب الأميركان يثير مخاوف سكان المناطق السنية

صحيفة بريطانية: انسحاب الأميركان يثير مخاوف سكان المناطق السنية

 ترجمة / حامد أحمد

الضغوط السياسية ازدادت تجاه اخراج القوات الاميركية من العراق بعد قيام الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة على رتل قرب مطار بغداد قبل اسبوعين تسبب بمقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس .

محمود العبيدي 55 عاما من اهالي منطقة الاعظمية في بغداد، يفتخر بان منطقته بعد الغزو الاميركي كانت من المناطق التي قاومت الاحتلال ويقول انهم ايدوا محاربة الاميركان بكل قوة في حينها، أما اليوم وبعد اكثر من عقد من السنين اصبح من الاصوات التي تدعو لبقاء القوات الاميركية في البلد .

انسحاب القوات الاميركية يثير مخاوف السنة، هم يرونه أهون الشرين مقارنة بايران ونفوذها في البلد .

ويقول العبيدي، الذي يكسب عيشه من عربة بيع طعام في منطقة الاعظمية، لصحيفة التلغراف "اذا يغادر الاميركان سنكون لقمة سائغة للايرانيين. نحن لسنا من المعجبين بالاميركان أو نكن الود لهم، ولكن نطلب ان لا يغادرون الآن لحد ما يتركنا الايرانيون لشأننا ويكفون تدخلهم في شؤوننا ."

رسميا القوات الاميركية موجودة في العراق لمساعدته في الحرب المستمرة ضد داعش ولاغراض التدريب ايضا، ولكن كرد على مقتل قائدها العسكري سليماني تمارس طهران ضغوطا على بغداد لطرد الاميركان من اراضيها .

وكانت كتل شيعية قد صوتت في البرلمان على قرار غير ملزم يدعو لطرد القوات الاجنبية، وتم ذلك بغياب المكون السني والكردي. حيث ذكروا بان الولايات المتحدة قد خرقت بفعلها هذا سيادة العراق، وقام رئيس وزراء تسيير الاعمال عادل عبد المهدي بتقديم طلب للخارجية الاميركية بارسال وفد للتباحث بآلية سحب القوات .

من ناحية خاصة ايضا فان هناك مسؤولين عراقيين يخشون من ان اي انسحاب أميركي سيوفر لطهران نفوذا اكبر في شؤون بلادهم ويوفر فرصة ايضا لتنظيم داعش للظهور من جديد. هذه المخاوف افصح عنها مسؤولون بشكل علني لا سيما سياسيو المكون السني .

الجانب الاميركي رفض قرار البرلمان وقال على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، ان اي وفد يزو العراق لا يناقش انسحاب القوات بل يبحث في سبل تنفيذ التعهد الاميركي بمحاربة داعش وفق الشراكة الستراتيجية بين البلدين . عبد المهدي الذي استقال بضغوط من احتجاجات شعبية يدير الان حكومة تسيير اعمال، ولتفادي الضغوط الايرانية المسلطة عليه لاخراج القوات الاميركية قال انه سيترك القرار للحكومة المنتخبة القادمة . وقال عبد المهدي خلال تعليقات له في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء "أنا اطلب من الرئيس والبرلمان والاحزاب السياسية ان تعين رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة لها صلاحيات كاملة، لان في ظروف صعبة معقدة خصوصا ما يتعلق بسحب القوات.. فان البت بها يحتاج الى حكومة بصلاحية كاملة ." واضاف عبد المهدي قائلا "انا احترم قرار البرلمان ونحن نعمل على تنفيذه بالشكل الصحيح بما يضمن سيادة العراق ."

كثير رأى في حركة عبد المهدي بإيكال هذه المهمة لخليفته والتخلي عنها انها قد تغضب طهران ولكنها من جانب آخر خطوة مرحب بها من آخرين .

ابو مصطفى، بائع سكائر من بغداد، يقول "نحن نحتاج من الاميركان البقاء هنا لحين تنصيب حاكم جديد لنا بامكانه حكم العراق بشكل يحفظ سيادته بدون اي تدخلات خارجية بشؤونه." ولكن وفقا لهذا المعيار فانه من الممكن ان يبقى الاميركان هنا لسنوات عديدة اخرى قادمة .

 عن: التلغراف البريطانية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top