حماسة الحديث عن طرد القوات الأميركية تتراجع.. وواشنطن تستعد لنشر  باتريوت

حماسة الحديث عن طرد القوات الأميركية تتراجع.. وواشنطن تستعد لنشر باتريوت

 بغداد / المدى

مع بقاء معظم قادة الفصائل المسلحة خارج العراق – باستثناء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي عاد الى العراق قبل اسبوعين- تراجعت الى حد كبير حدة الخطابات المعادية للتواجد الاميركي في البلاد، بحسب مسؤولين تحدثوا لـ(المدى).

وتظهر دلالات هذا التغيير، باستعداد الولايات المتحدة لنشر منظومة صواريخ دفاعية، في مناطق غربي العراق، بعد الغارة الايرانية التي استهدفت القاعدة العسكرية في الانبار والمعروفة بـ"عين الاسد" مطلع العام الحالي.

وجاءت الغارة الاخيرة على "عين الاسد"، رداً على مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس، بغارة اميركة قرب مطار بغداد.

ووفق مسؤول سابق في الحشد الشعبي، تحدث امس لـ(المدى)، ان اغلب قادة الفصائل المنتمية الى الحشد، تواروا عن الانظار عقب الهجوم، خوفا من الاستهداف، مرجحا ان يكونوا (القادة) في ايران ولبنان.

وظهر بعض زعماء الفصائل، مثل قيس الخزعلي، وهادي العامري، في مراسيم تشييع "المهندس" في بغداد، فيما تعمدوا التواجد بين الحشود، خوفا من الاستهداف بحسب بعض القراءات، ولم يشاهدوا بعد ذلك.

وتوقفت الحياة بشكل شبه تام في بغداد، اثناء المراسيم التي اجريت في منطقة الجادرية وسط العاصمة قبل اكثر من شهرين، بسبب الاجراءات الامنية المشددة، واغلاق اكثر الشوارع الحيوية في جانبي الكرخ والرصافة.

وعقب تلك الاحداث، تراجعت الى حد كبير حماسة الحديث عن اخراج القوات الاميركية، على الرغم من استمرار ما يعرف بـ"جماعات الكاتيوشا" باستهداف سفارة واشنطن في بغداد.

ويرجح المسؤول السابق في الحشد، ذلك التراجع، الى انشغال القوى الشيعية بـ"ازمة الحكومة والتظاهرات".

ويطالب المحتجون، منذ 6 اشهر، بابعاد كل الطبقة السياسية التي حكمت البلاد، منذ الاطاحة بنظام صدام بعد عام 2003.

القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية أثيل النجيفي، قال قبل ايام، إن الكتل الشيعية، تنازلت عن مطلب إخراج القوات الأميركية من العراق.

وأضاف النجيفي في تغريدة عبر (تويتر) ان "الكتل الشيعية تنازلت عن مطلب اخراج القوات الامريكية من العراق وتبحث الان عن رئيس وزراء يتقمص أسلوب ما قبل 2014، ايراني الهوى أميركي القبول".

وكان البرنامج الوزاري القصير لمحمد توفيق علاوي – المكلف الذي قدم اعتذاره عن تشكيل الحكومة - قد تجاهل مصير القوات الاميركية، في وقت كانت تروج فيه جهات شيعية، بان اولى مهمات رئيس الوزراء القادم اخراج القوات الاميركية من العراق.

نشر المنظومة الأميركية

وعلى النقيض من ذلك، يقول مصدر امني في الانبار لـ(المدى)، ان القوات الامريكية تعمل منذ اسابيع على تهيئة قاعدة عين الاسد (اكبر قاعدة في العراق تتواجد داخلها قوات اميركية)، لاستقبال منظومة الصواريخ المعروفة بـ"باتريوت".

وامس، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن الولايات المتحدة ستواصل الجهود والعمليات الرامية للتصدي لإيران، وإنها بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي إلى العراق لحماية الجنود الأميركيين.

وأضاف ماكينزي: نحن بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي وأنظمة دفاع مضادة للصواريخ الباليستية إلى العراق على وجه الخصوص لحماية أنفسنا من أي هجوم إيراني محتمل آخر، بحسب وسائل اعلام غربية.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، قد قالت إنها تسعى للحصول على إذن من العراق لنقل أنظمة دفاع صاروخي من طراز "باتريوت" لتعزيز وسائل الدفاع عن القوات الأميركية بعد هجوم صاروخي إيراني في 8 كانون الثاني الماضي.

ووفق وثائق مسربة، اطلعت (المدى) عليها، فان رئاسة الوزراء، ووزارة الدفاع العراقية، وافقتا في شباط الماضي، على نشر "باتريوت"، بشرط ان تكون مقابل دفعات مالية "ميسرة" وتحت سيطرة العراق، لكن بمساعدة فنية من الولايات المتحدة.

وتهدد الولايات المتحدة، دول المنطقة مثل العراق وتركيا، في حال شراء منظومة روسية مشابهة لـ"الباترويت"، والمعروفة بــ"اس 400"، تقول عنها جهات في بغداد، بانها قد تشتريها من موسكو اذا عرقلت واشنطن نشر المنظومة الدفاعية.

دور التحالف الدولي

ورفض تحالف الفتح، الذي يتزعمه هادي العامري، نشر منظومة "باتريوت" الأميركية في العراق، واعتبره بمثابة تجاوز على سيادته.

وقال نواب عن التحالف، في وقت سباق، ان البرلمان "يسعى الى اخراج القوات الاميركية"، لكن نشر تلك المنظومة يعني "زيادة في قدرات الاميركان في العراق".

وتراجع في الشهرين الماضيين، دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قبل ان يعاود نشاطه في بداية آذار الجاري.

وشاركت قوات اميركية قبل ايام، جهاز مكافحة الارهاب في هجوم على مواقع لـداعش شمال بغداد، بعد فترة من الغياب.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مقتل جنديين أمريكيين وأفراد أمن عراقيين بنيران معادية، خلال العملية.

وذكر بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية، أن جنديين أمريكيين قتلا في وسط شمالي العراق، الأحد، وهم برفقة قوات أمن عراقية، في مهمة كانت تستهدف تنظيم داعش. وأشار البيان إلى أنهما قتلا على يد "قوات معادية". 

ويقول مراون الجبارة، وهو قيادي في حشد مناطق شمال بغداد، في اتصال مع (المدى) ان "التحالف عاد لعمله لكل بشكل تدريجي مع القوات العراقية".

واضاف الجبارة وهو ينتمي الى عائلة معروفة بمواجهة داعش في شرق تكريت، "بدون التحالف الدولي والاميركان لا نستطيع مجابهة التنظيمات الارهابية".

ومازالت مجاميع من تنظيم داعش- غير معروفة اعدادهم بالتحديد- يتواجدون في مناطق وعرة في شمال العاصمة، داخل كهوف وانفاق.

من جهته يقول هريم كمال، عضو لجنة الامن في البرلمان لـ(المدى) ان العراق "مازال بحاجة الى قوات التحالف"، على الرغم من مرور اكثر من عامين على اعلان بغداد، القضاء على التنظيم.

ويشير كمال الى ان القوة الجوية وصنوف القوات العسكرية الاخرى "تحتاج الى اسناد وتدريب التحالف الدولي".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top