بغداد/ المدى
انتهت آخر حملة في شمال بغداد، لملاحقة بقايا تنظيم داعش، فيما لا توجد ضمانات بعدم عودة العنف في القضاء، الذي نفذت فيه عشرات العمليات الامنية السابقة.
وبعد ساعات من نهاية التطهير، ردت عناصر التنظيم المتطرف في شمال موقع العمليات الاخيرة، بهجوم قرب سامراء.
ولا يمر شهر تقريبًا حتى تعلن القيادة العسكرية عن تنفيذ حملة امنية لملاحقة ما تبقى من تنظيم داعش، ورغم ذلك يعود التنظيم بين حملة واخرى للظهور واعادة انشاء المضافات.
يعتقد مسؤولون ان الوضع الامني في العراق، يحتاج الى تشديد في الجانب الاستخباري، حيث يكون اقل كلفة ووقتا من العمليات العسكرية الكبيرة، التي في اغلب الاحيان تنتهي من دون اعتقال مسلحين.
واطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاسبوع الماضي، عملية عسكرية جديدة في 4 محافظات من بينها صلاح الدين لملاحقة بقايا تنظيم داعش، بعد 18 يوما فقط من انتهاء حملة امنية واسعة نفذت في المناطق نفسها والتي كانت محتلة من التنظيم في 2014.
والعملية الاخيرة هي الخامسة منذ بداية عام 2020، التي تستهدف فلول التنظيم التي تسربت من عمليات التحرير منذ اكثر من عامين، وانتشرت في عدة مناطق.
ووصل عدد العمليات العسكرية الكبيرة، بعد اعلان تحرير العراق من داعش نهاية 2017، الى 13 عملية الى جانب عشرات الحملات الصغيرة في حدود بعض المدن.
آخر الحملات العسكرية في شمالي بغداد، انتهت امس بعد يومين من انطلاقها، وقد نفذت بسبب عودة بعض المسلحين الى بلدة الطارمية القريبة من العاصمة، بحسب بيانات عسكرية.
واعلن الحشد الشعبي، امس السبت، انتهاء العملية العسكرية في قضاء الطارمية شمالي بغداد بـ"تأمين القضاء وتحقيق كامل أهدافها".
وقال الحشد في بيان ان "الحصيلة النهائية لعمليات تأمين شمال بغداد ــ الطارمية ليومي الخميس والجمعة تمت بمشاركة الألوية (42 _ 43 _ 12) وقوة مشتركة من قيادة عمليات بغداد والرد السريع والاتحادية بإسناد جوي عراقي" .
واضاف ان "أهداف العملية هي ملاحقة بقايا العصابات الارهابية والقبض على المطلوبين قضائيا وتعزيز الأمن والاستقرار وإنهاء الخروقات الامنية وحماية مصالح المواطنين".
واوضح البيان ان "الحصيلة النهائية للعملية هي إكمال عملية المسح والتفتيش للأفراد والمنازل وتأمين مركز قضاء الطارمية والعثور على مخبأ تحت الأرض لتخفي المجاميع الإرهابية والقبض على عدد من المطلوبين وتسليمهم إلى قيادة عمليات بغداد".
وسجلت الطارمية منذ مطلع 2020 الحالي، خمسة حوادث امنية، تسببت بمقتل واصابة 10 بين مدنيين وعسكريين، في واحدة من اقل اعوام العنف التي شهدها القضاء خلال الـ6 سنوات الماضية، منذ ظهور تنظيم داعش.
أمن حزام بغداد
واتهمت جماعات حقوقية، بعض الفصائل المسلحة المشاركة في العملية بتنفيذ حملات اعتقال "تعسفية" ضد بعض المدنيين. وقال محامي طلب عدم نشر اسمه لـ(المدى) انه "تم اعتقال 50 شخصا في الطارمية بشكل عشوائي، كما تعرض بعض المدنيين الى الاهانة والشتم".
ويقول المحامي وهو من سكنة الطارمية، ان "وصمة الدعشنة على سكان القضاء ومحاصرة الاهالي بين فترة واخرى بسبب العمليات العسكرية، لن تعيد الامن الى المدينة".
وفشلت اكثر من 20 عملية عسكرية (مداهمات وحملات كبيرة) خلال الـ6 سنوات الماضية في وضع حد للتوترات الامنية في المنطقة.
وتوصل المسؤولون وعشائر القضاء في حزيران من العام الماضي، الى اتفاق من المفترض ان يكون نهائيا مع الحكومة لانهاء صفة "الدعشنة" التي التصقت بالاهالي، عبر شن عملية تطهير واسعة ودقيقة للتأكد من خلو المنطقة من أي نشاط مسلح.
وقال قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي، انه تم ضبط "خمس مضافات واعتقال الإرهابيين الموجودين فيها" في اليوم الثاني من عمليات الطارمية شمالي العاصمة.
واضاف قائد العمليات في بيان، ان المضافات كانت مخبأة تحت الأشجار بصورة يصعب العثور عليها، كما تم تفكيك عبوات ناسفة.
كما كانت قد عثرت قوات الحشد الشعبي المشاركة في العملية على معسكر "تحت الأرض" يستخدم لعمليات التدريب وإيواء الارهابيين في القضاء.
والخميس الماضي قال قائد عمليات بغداد، انه "تم القاء القبض على مجاميع إرهابية كانت تهاجم القوات الامنية والمواطنين وتم العثور على اوكار ارهابية واسلحة متنوعة".
ودعا المحمداوي، اهالي الطارمية إلى "التعاون مع القطعات العسكرية كافة لكي نتمكن من انهاء وجود المجاميع الإرهابية التي تهدد أمن البلد ومنطقتهم خاصة".
تحرك تل الذهب
عشية انتهاء عمليات الطارمية، رد داعش في شمال المدينة على "قصف مدفعي" استهدف تجمعات مسلحيه قرب مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين.
وانطلق الهجوم من تل الذهب في ناحية يثرب، وهو نفس المكان الذي حاول منه داعش، الشهر الماضي قطع الطريق الرئيس بين شمالي وجنوبي صلاح الدين، وتسبب بمقتل عنصر من الحشد واصابة اثنين آخرين.
وذكر بيان للحشد الشعبي، ان قوة من "اللواء 41 تصدت ليل الخميس لتعرض من عناصر داعش على منطقة تل الذهب في ناحية يثرب، والتابعة لقضاء بلد جنوبي مدينة سامراء."
ومازالت ناحية يثرب، تعصف بها الخلافات العشائرية و"فيتو" بعض الفصائل ضد عودة عدد من السكان على الرغم من مرور 4 سنوات على تحرير تلك المناطق.
بالمقابل القت قيادة عمليات سامراء القبض على ١١ مطلوبا وفق المادة ٤ ارهاب ودمرت عددًا من مخلفات داعش الخميس الماضي.
وذكرت القيادة في بيان ان "كتيبة هندسة ميدان الفرقة الرابعة شرطة اتحادية ومن خلال واجب مشترك مع لواء ١٣ شرطة اتحادية في جزيرة غرب سامراء تمكنت من العثور على عبوات قمعية تم رفعها وتفجيرها تحت السيطرة، فضلا عن اتلاف عبوات قمعية اخرى من مخلفات داعش في جزيرة مكيشيفة".
وتابعت ان "الفوج الثالث لواء ١٧ الفرقة الخامسة شرطة اتحادية ومن خلال واجب تمكن خلال تفتيش وتطهير منطقة البوبدري والبو خليفة ضمن قاطع المسؤولية من العثور على (٣) عبوات قمعية تم اتلافها تحت السيطرة".
وكان الحشد الشعبي قد استهدف، قبل يوم من "هجوم تل الذهب"، تجمعًا لداعش غرب سامراء والمناطق المحاذية لها، وقد جاءت عملية الاستهداف بعد ورود معلومات استخبارية عن تجمّع لعناصر من التنظيم في منطقة الزورة غرب سامراء.
اترك تعليقك