محتجو الناصرية ينتصرون  لأم محمد  ويعيدون لها الاعتبار ويروون حالات تعذيب مماثلة حصلت لهم في أقبية التحقيق

محتجو الناصرية ينتصرون لأم محمد ويعيدون لها الاعتبار ويروون حالات تعذيب مماثلة حصلت لهم في أقبية التحقيق

 ذي قار / حسين العامل

طالب ناشطون في مجال التظاهرات يوم الاثنين (3 آب 2020) بفتح تحقيق شامل بجميع الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون على يد اتباع الاحزاب والمليشيات المندسين في الاجهزة الامنية،

وفيما احتشد آلاف المتظاهرين في ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي لليوم الثاني على التوالي لاستنكار ما تعرض له "الفتى المشتوم" من اعتداء على يد عناصر من قوة حفظ القانون، ردد المتظاهرون اهزوجة (أمك صارت من ذي قار، اليوم إبشر يمحمد) وذلك لإعادة الاعتبار لأم الفتى وتبني قضيتها وتأكيد انتمائها لهم والتفاخر بذلك.

وقال الناشط المدني في مجال التظاهرات والحقوق المدنية احمد علي التميمي لـ(المدى) ان "آلاف المتظاهرين من اهالي محافظة ذي قار احتشدوا رجالًا ونساءً في ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي للتنديد بانتهاك انسانية الفتى محمد والنيل من شرف عائلته على يد عناصر من قوة حفظ القانون"، مشيرا الى ان "المتظاهرين رددوا اهزوجة (أمك صارت من ذي قار، اليوم إبشر يمحمد) وذلك انتصارا لام الفتى المشتوم واعادة الاعتبار لها من خلال تبني قضيتها من قبل ثوار ذي قار وتأكيد انتمائها لهم والتفاخر بذلك".

واشار التميمي الذي سبق وان اعتقل مع عدد آخر من المتظاهرين من قبل احد الاجهزة الامنية في الناصرية ابان حكومة عبد المهدي لمشاركته بالتظاهرات المطلبية ان "ما تعرض له الفتى محمد اعاد لذاكرتي ما تعرضت له من تعذيب وانتهاكات في مديرية مكافحة الارهاب ابان حكومة عادل عبد المهدي"، واردف ان "المحققين مزقوا اعراضنا في شتائمهم خلال التعذيب ونحن مقيدي الايدي لا حول لنا ولا قوة".

واشار الناشط المدني الى انه "تعرض خلال اعتقاله للضرب المبرح والفلقة والصعق بالتيار الكهربائي في مناطق حساسة من الجسد ناهيك عن السباب والشتائم المقذعة والبذيئة"، مؤكدا ان "المحققين في الاجهزة الامنية لم يتعاملوا معه ومع أقرانه من المعتقلين كانسان له حقوق وانما بحقد وغل شخصي او حزبي". وتابع التميمي الذي فقد العشرات من رفاقه واقاربه خلال قمع التظاهرات ان "المحققين لم ينظروا لنا ضمن اطار شبهة الاتهام وانما تعاملوا معنا كمدانين نستحق اقصى واقسى العقاب"، مشددا على ان "على حكومة الكاظمي فتح تحقيق شامل بجميع الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون على يد اتباع الاحزاب والمليشيات المندسين وسط صفوف القوات الامنية".

واضاف الناشط المدني "كما ندعو جميع من تعرضوا لانتهاكات وتعذيب على يد القوات الامنية واتباع الاحزاب والمليشيات الى اقامة دعاوى قضائية ضد جلاديهم"، معربا عن امله بان "يقف القضاء امام مسؤولياته وان يفتح ابوابه لاستقبال شكاوى الضحايا والتعاطي معها بمهنية عالية وان لا يخضع للابتزاز والضغوط السياسية والحزبية". 

وعن اقدام عدد من مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين المنصرمين على نشر فيديوات تفضح التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان قال الناشط المدني ان "فضح الانتهاكات امر جيد ولاسيما اذا قوبل بتعاطي واهتمام من قبل المؤسسات الحكومية المعنية"، مشيرا الى ان "الاستجابة السريعة التي ابدتها حكومة الكاظمي في التعامل مع حادثتي اطلاق النار على المتظاهرين في ساحة التحرير وتعرض الفتى محمد للتعذيب على يد عناصر من قوة حفظ النظام وظهور نتائج ملموسة وفاعلة في محاسبة المتورطين بتلك الاحداث شجع الكثيرين على نشر ما لديهم من مقاطع فيديوية لغرض فضحها ومحاسبة الجناة". 

واستدرك التميمي ان "الاحزاب الفاسدة بدورها حاولت احراج حكومة الكاظمي ببث ونشر بعض الفيديوات التي تتضمن انتهاكات حقوق الانسان لكن انقلب السحر على الساحر من خلال فتح تحقيق عاجل والتوصل الى الجناة خلال اقل من 24 ساعة"، واضاف ان "على الكاظمي ان يستثمر الموقف وان يوجه بفتح تحقيق شامل ومحاسبة كل المتورطين بانتهاكات حقوق الانسان فضلا عن القناصين واتباع الطرف الثالث والمليشيات الذين هاجموا المتظاهرين وساحات التظاهر وان لا يستثني احدًا منهم".

وشدد الناشط المدني على ان "المرحلة الراهنة تستدعي تطهير الاجهزة الامنية من اتباع الاحزاب وعناصر وضباط الدمج التي تتعامل مع العراقيين وتنظر لهم من منظار الولاء الحزبي وليس من منظار الانسانية"، لافتا الى ان "الكثير من عناصر الدمج واتباع الاحزاب انضموا الى الاجهزة الامنية وهم لا يملكون المؤهلات المهنية المطلوبة حتى ان الكثير منهم لا يجيد القراءة والكتابة وان كل مؤهلاتهم هي انتماؤهم وولاؤهم الحزبي للأحزاب المتنفذة بالسلطة". 

وشهد ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي وعلى مدى يومي السبت والاحد (1 و 2 آب 2020) تظاهرات استنكار شارك فيها آلاف من المتظاهرين للاعراب عن ادانتهم لما تعرض له الفتى محمد سعيد من اعتداء وانتهاكات على يد عناصر من قوة حفظ القانون وردد المشاركون بالتظاهرات هتافات من قبيل (ما نسكت عن حقك دوم كل احنه اخوانك، امك امنه وراسك فوك مرفوع بشانك، بالحبوبي وبالتحرير، ما نستقبل اي تبرير، كونك حر تريد تصير اخلع تيجانك) و (أمك صارت من ذي قار، اليوم إبشر يمحمد) و (امك صارت من ذي قار، اليوم تشيم يمحمد) و (خاف كلولك على الثورة انتهت، ثابتين وغيرنه من تيهت، لو ردت تسأل عليه، هاي هاي الناصرية، مالحه بيها سوالف ما فهت) و (وهاي هي، وهاي هي، الثورة تبرد، وتردها الناصرية) و (ذيل لوكي انعل ابو ايران لا ابو امريكا) و (منصورين والناصر الله).

وكان متظاهرو محافظة ذي قار وناشطوها ادانوا يوم الاحد (2 آب 2020) اعتداء قوة من حفظ القانون على أحد المتظاهرين، وإهانته عبر تعريته من ملابسه وتصويره وهو يتعرض للضرب، ويتلقى سيلًا من السباب والطعن بشرفه وشرف عائلته، وفيما دعوا الى التعجيل بتطهير المؤسستين الامنية والعسكرية من اتباع الاحزاب الفاسدة والفاشلة، اكدوا ان الاحزاب نقلت الامراض الحزبية للمؤسستين عبر زج مئات الآلاف من اتباعها في مفاصل تلك المؤسسات.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top