TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نكتة الوزير و وداعة الشمري

العمود الثامن: نكتة الوزير و وداعة الشمري

نشر في: 4 أغسطس, 2020: 09:20 م

 علي حسين

إذا كنت محبطًا ومهمومًا إقرأ هذا الخبر الذي يقول إن وزير النقل أعلن أن هناك مؤامرة تحاك ضده بسبب المنجزات الكبيرة التي حققها لقطاع النقل، فها نحن نحتل المراكز الأولى في خدمات الطيران، ولا تتحدث عن سكك الحديد التي تغار منها اليابان.

هل زالت همومك عزيزي القارئ؟ إذن، إقرأ هذا الخبر الأكثر طرافة، وزارة الدفاع تصرخ "واه جميل الشمري"، فقد أكدت الوزارة في بيان ثوري أن قائد عمليات ذي قار السابق بريء من دماء المتظاهرين ، وأن الحملة ضده كيدية كون الرجل استطاع أن يرسخ الأمن والأمان، وأن ما حدث في الناصرية مجرد قصص خيالية تنسجها مواقع التواصل الاجتماعي "الماسونية". 

في بلاد الرافدين يستطيع ابن شقيق وزير النقل أن يعطل رحلة جوية لعدة ساعات، لأن عائلة سيادته لم تصل المطار بعد فيما تحاول وزارة الدفاع ان تذكرنا بأفلام وحش الشاشة الراحل فريد شوقي، حيث تصر الوزارة على أن وحش الشاشة "جميل الشمري" إنسان وديع وأن ما قام به مجرد تمثيل في تمثيل، فلا توجد ضحايا في الناصرية وأن ما يكتب في الصحف ويظهر على شاشات الفضائيات مؤامرة تقودها الإمبريالية التي غاضها أن العراق لديه جنرال بأهمية مهدي الغراوي ووداعة جميل الشمري. 

يسقط كبار المسؤولين، في سلاح الكذب، لذلك قال نابليون ذات يوم لأحد ضباطه: "إياك والكذب ، فهو أول الطريق لخسارة الحرب"، لو حدثت قصة الشمري وابن شقيقة الوزير في بلد ديمقراطي حقيقي، لكانت تحولت إلى رواية من روايات الصحافة، لكنها حصلت في زمن لا صوت يعلو فيه على صوت "الشفافية".

مسؤولون يهملون البحث عن الأسباب، وينشغلون بالبحث عن المبررات، في العالم، يعتبرون التقصير الوظيفي "فضيحة" تلاحق صاحبها إلى القبر.. قبل أعوام شاهدنا الجنرال الأميركي "بترايوس" يُقدم استقالته من جميع مناصبه، لأن أعراف دولة المؤسسات يستحيل معها القبول بموظف يمارس الكذب.. قد يبدو الاستشهاد ببترايوس مكررًا، لكن إعادة الحديث عنه الآن أمر مهم، ونحن نرى ضابطًا كبيرًا مثل الفريق مهدي الغراوي يخرج سالما آمنا من اكيبر جريمة واعني بها " سقوط الموصل .

المنصب العام في الديمقراطيات المحترمة مسؤولية تلزم نظامًا رقابيًا صارمًا على كل أنواع التصرفات والسلوكيات الشخصية للمسؤول، كل شيء تحت المجهر لصاحب المنصب العام: ثروته، علاقاته، حتى صحته، المنصب العام مسؤولية عظمى، لا مكان فيه لقصص الخيال .

ولكن ياسادة لا تيأسوا، فبرغم كل شيء تحتفل صحيفة المدى بايقاد شمعتها الثامنة عشر ، وإبراهيم الجعفري ومكتبته "العامرة" ولغته السنسكريتية، غائبون عن الأنظار والأسماع، ومع شغفي بعمّنا أبي الطيب، أقول لجميع الزملاء في المدى : كل عام وأنتم على عتبة أيام أفضل لا تسمعون فيها اخبار عالية نصيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

انفجارات جديدة بأجهزة اتصال لاسلكية لعناصر حزب الله في لبنان

البرلمان يؤجل انعقاد جلسته

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

تصاعد أزمة السكن في العراق.. نقص الوحدات السكنية يهدد مستقبل ملايين المواطنين!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

نتائج اجتماعية سلبية محتملة لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

العمودالثامن: لماذا تصمت نقابة المحامين؟

العمودالثامن: المندلاوي وشعار "مشيلي وامشيلك"

العمودالثامن: حين تغضب النقيبة !!

تشريع زواج القاصرات في العراق خيانة لهنَّ

العمودالثامن: حين تغضب النقيبة !!

 علي حسين لم يخترع بيان المثقفين العراقيين قصة اضطهاد وملاحقة المحاميتان زينب جواد وقمر السامرائي ، ولم يختلق المثقفون الموقعون على البيان حكاية صمت نقابة المحامين على ما جرى ويجري من شتائم واتهامات...
علي حسين

قناطر: بين طفولة الورق وشيخوخة الإلكترون

طالب عبد العزيز أشعر بغربة حقيقية أمام شاشة اللابتوب، وأنا أدوّن المادة هذه، لم أألفَّها والله، مع أنني أمضيت معها أكثر من عشرين سنة، تطالعني وأطالعها كل يوم، حتى صار بإمكاني ترتيب أفكاري، وكتابة...
طالب عبد العزيز

نتائج اجتماعية سلبية محتملة لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

لاهاي عبد الحسين وإنْ ظهرت بعض التصريحات المهدئة من قبل المتحمسين لمقترح التعديل الجائر بحق العائلة والمرأة العراقية والمواطن العراقي نتيجة الجهد الثقافي والأدبي والاعلامي العراقي المعارض الذي اشتركت به أكثرية من النساء والرجال...
لاهاي عبد الحسين

المجتمع الغربي يتجه نحو الفوضى والعنف!

ايف مونتناي ترجمة: عدوية الهلالي مع أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة، رأينا أن المجتمع البريطاني لم يعد يمثل معجزة التوازن بين السكان المحليين والسكان القادمين حديثاً. بل إننا نشعر أن التوترات التي تم...
ايف مونتناي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram