عامر مؤيد
لعل أبرز ما ميّز هذا العام ونهاية العام الماضي، هو احتجاجات تشرين التي خرج لأجلها الشعب بحثاً عن حياة كريمة بعد سنوات من الدمار بسبب النظام السياسي الحالي.
هذه الاحتجاجات التي راح ضحيتها المئات، دأبت فيها مؤسسة المدى عبر ملحق احتجاج على رصد أبرز ما حصل في سوح التظاهرات بمختلف المحافظات العراقية.
ملحق احتجاج كان متواجداً بداخل كل خيمة في ساحة التحرير وأيضاً محافظات العراق، حيث تم نقل أنشطة المحتجين، فضلاً عن المواقف الصادرة من المجاميع المختلفة في التظاهرات.
وبمناسبة ذكرى تأسيس مؤسسة المدى، التقينا بعدد من المثقفين والناشطين والذين كانوا في مقدمة المتحجين بثورة تشرين الخالدة والتي استمرت لأشهر طويلة.
د. ستار عواد – استاذ جامعي ومشارك فعلي في الاحتجاجات يقول في حديثه لـ"المدى"، إن "المدى هي تلك المؤسسة التي وصلت الى الحد الذي يقال عنها بمثابة وزارة ثقافة".
وأضاف عواد الذي شارك منذ اليوم الأول للاحتجاج إن هذه المؤسسة عملت نشاطات وفعاليات محلية وعربية أبرزت من خلال تلك النشاطات إرجاع الثقافة العراقية بمختلف مجالاتها بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣".
وبين أن المدى الصحيفة تعد أهم وثيقة تمثل نبض المواطن وهمومه ، حيث كانت وماتزال ، اللسان الناطق باسم المتظاهرين منذ انطلاق احتجاجات عام ٢٠١١ فضلاً عن عمل ملحق خاص بالاحتجاجات مع انطلاق انتفاضة تشرين .. أبارك للمدى عيدها ، وأمنياتي أن تبقى خير ممثل للثقافة والمثقفين العراقيين".
الشاعر أحمد ساجت هو أيضاً من المشاركين في الاحتجاجات سواء في محافظته ذي قار أو بالعاصمة بغداد يقول في حديثه لـ"المدى"، إنه "مع غياب الصحافة الورقية والتحول الى التقنية بوصفها مصدراً سريعاً بقيت المدى المطبوع الأكثر حضوراً فيما يقدمه من مادة ثرية سواء في الأعمدة اليومية لاسيما العمود الثامن للكاتب علي حسين أو في المادة الخبرية الأقرب الى الاستقلالية فضلاً عن الملاحق التي رصدت ذاكرة عراقية في مختلف المعارف وأشرت تفاصيل هامة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر".
وتحدث ساجت عن محلق ( تاتو) حيث أكد أنه تخطى القوالب التقليدية ووضعنا في سياقات الحداثة والتنوير وتناول الدين والجسد وفلسفته عبر مقالات إحالتنا الى كتّاب مختصين أثروا في الثقافة العربية المعاصرة".
وعن ملحق احتجاج يقول إنه رصد حركة الاحتجاج في العراق داعماً أو قارئاً لها كأول عمل صحفي يتناول تلك الخطوة التغيرية التي شكلت تحولاً في عراق ما بعد 2003".
الصحفي عبد الرحمن الغزالي والمحتج في آن واحد يقول في حديثه لـ"المدى" إنه كان لتأسيس صحيفة المدى الأثر البالغ في رفد الصحافة العراقية بمؤسسة مهنية، ساهمت وبشكل كبير في نقل صورة الشارع العراقي ورؤيته حول ما يجري من قضايا سياسية ومحلية".
وأشار الى أنها قامت بالعديد من التحقيقات التي ألهمت الرأي العام بحقيقة ما يجري، وذلك يعود لشخوصها الذين سعوا جاهدين لتأسيس صحافة حقيقية".
وسبق للغزالي أن نشر في صحيفة المدى حيث ذكر "لي الشرف أني نشرت فيها بعض الترجمات في صفحتها "نصوص"، إضافة إلى نشر بعض الأخبار في صفحتها المحلية علاوة على ذلك غطت بكل ما تملك من قوة، صوت الشارع من خلال التظاهرات الشعبية. إذ وضعت بصمتها الحقة في نقل الصوت العراقي المطالب بالتغيير وإلتقت بناشطين مدنيين ساهموا بشكل بوضع المتلقي في الصورة. أبارك لنا وجودها بيننا، وأتمنى لها وافر الإبداع والتألق.
المحتج مهتدى ابو الجود والذي كان من أصوات التحرير الشجاعة سواء داخل الساحة أو في المحطات الإعلامية المختلفة من خلال الظهور فيها قال إن "صحيفة المدى من الصحف العراقية القليلة جداً التي تتيح للكاتب مساحة واسعة لإبداء الرأي دون خطوط حمر سواء في العدالة الاجتماعية أو الحريات".
وبين أنه منذ تأسيسها في آب 2003 دأبت على نقل رأي الكتّاب اليساريين العراقيين دون خوف أو تردد بالرغم من التصييق الحاصل من السلطة على الصحف المحلية -إلكترونية كانت أو ورقية-.
وأشار الى أن صحيفة المدى من الداعمين لانتفاضة تشرين المجيدة، الانتفاضة التي غيّرت مسرى تفكير الشباب العراقي قبل كل شيء، وأطلقت المدى أثناء احتجاجات تشرين ملحق أطلق عليه "الاحتجاج" يختص بنقل أخبار ساحات الاحتجاج وأراء الشباب فيه،
وتابع إن لهذه الصحيفة ولصحيفة تكتك التي انطلقت من رحم ساحة التحرير الدور الفعّال في إيصال مطالب المحتجين أثناء عزل العراق قسراً عن العالم عبر قطع الإنترنت عنّا أثناء الانتفاضة.
اترك تعليقك