TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: درس أبو كاطع وعنتريات الصميدعي

العمود الثامن: درس أبو كاطع وعنتريات الصميدعي

نشر في: 17 أغسطس, 2020: 09:48 م

 علي حسين

في كل عام تمر به ذكرى الراحل شمران الياسري "أبو كاطع" يحتاج العراقيون فيه إلى أن يعيدوا قراءته من جديد ليعرفوا كيف يمكن للمواقف الوطنية أن تكون محترمة، فقبل عقود من هذا التاريخ كان العراقيون ينتظرون "صراحة أبو كاطع" على الأرصفة لينطلقوا معها وبها في سحر ونقاوة الكلمة.

كان الناس يعرفون أن كاتبها المفضل لم يطأطئ رأسه لمسؤول أو منصب أو منفعة، فقد كان وفيًا لما يكتب، قابضًا على جمر مبادئه، مكرسًا حياته للكلمة، للموقف الوطني الصادق المتجرد من كل غرض أو منفعة.

كان متاحًا لشمران الياسري، أن يعيش في أمان واطمئنان وأن يحصل على أعلى المناصب، فقط لو منح ضميره إجازة دائمة.. غير أنه كان عصيًا على الإغراء، مترفعًا عن استجداء السلطة، مدركًا بحسه المهني والإنساني، الشديد الوطنية والنقاء، أن مملكته الحقيقية ليست مع السلطة وإنما مع مواطنين يشاركونه الحلم بوطن أكثر بهاءً وجمالًا... اليوم حين أستذكر مآثر "أبو كاطع" أنظر حولي لأرى البلاد، وقد عشعش فيها الساعي الى المكاسب ، والكاره لوطنه يطالب ولو بربع فرصة لإظهار مهاراته في اللعب على الحبال ، ومن هؤلاء مهدي الصميدعي، الذي يعتقد أن عنترياته يمكن لها أن تغفر له "سقطته" تجاه أشقائنا المسيحيين، فإن هناك حتمًا اتفاقًا بين الجميع على أن يبقى الجهل مخيمًا على هذه البلاد، وبدلًا من أن يخجل مفتي الديار ويتوارى عن الأنظار، نجده يقدم مشروعا مضحكا ، يدعو فيه لتشكيل قوات من شباب العراق يشرف عليها السلطان التركي " اردوغان " لقطع انف ترامب ويطلب منّا أن نصفق له؟ وينسى الصميدعي ان العراقيين ريدون لبلادهم أن تنظر الى المستقبل بأمل، وأن يعمّ السلام والفرح على أرضها، وأن نعيش مرفوعي الرأس بين شعوب العالم، لا أن يحكمنا ساسة يعيشون في زمن القرون الوسطى .

ما يحدث يفضح مخططات البعض من شيوخ الفتنة، ويثبت للجميع أنّ هناك من لايريد للدولة أن تسعى إلى إقرار قوانين تصب في خدمة المواطن، وإنما خطتهم الأساسية تحويل العراق الى إمارة يحكمونها بصولجان الحشمة وسياط الاستبداد، يريدونها إمارة شبيهة بإمارة طالبان.

اليوم في ذكرى " ابو كاطع " ننظر الى الإرث النضالي والسياسي للانسان الذي استمد حياته من حكايات العراقيين وآلامهم وأحلامهم ومعاناتهم، لا يغيب مواطن مثل أبو كاطع ، لأنه كتب سيرة حياته مطابقة لسيرة وطنه، قصص ومواقف حياتيّة ستنتقي منها الأجيال ما تشاء، وهي بحرإذا اخترنا السياسة والفكر، وبحار لن تنتهي إذا اخترنا محبّة الناس والدفاع عن قضاياهم.

فيما سيترك لنا مهدي الصميدعي ، فتاوى وخطب لاتؤمن بالدولة المدنية ، وتصرعلى نشر التفرقة واشاعة الخراب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram