TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عيد وطني!!

العمود الثامن: عيد وطني!!

نشر في: 2 سبتمبر, 2020: 09:32 م

 علي حسين

في مثل هذه الأيام، وقبل 55 عامًا، أعلنت سنغافورة الاستقلال، كانت آنذاك مستنقعًا للبعوض، فتحولت اليوم إلى واحدة من أهم اقتصاديات العالم، المواطن فيها يحصل على أعلى دخل سنوي في العالم، وفي كل احتفالية بعيد الاستقلال يكون خطاب رئيس الوزراء واحدًا:

تحقيق حياة أفضل للمواطنين والإسراع بمعدلات النمو خلال العام المقبل.. نحن في العراق حققنا الاستقلال قبل سنغافورة بثلاثة وثلاثين عامًا، ثم انتفضنا على الملكية قبل سنغافورة أيضًا بسبعة أعوام بالتمام والكمال. لكننا اليوم في "جعب" الدول التي حققت رفاهية لشعبها، أما في الاقتصاد والصناعة فقد وقفنا "محلك سر"، نشتم الإمبريالية التي تريد أن تسرق ثرواتنا، ونرفض أن تُبنى مصانع أجنبية في البلاد خوفًا على قيم الفضيلة.. سنغافورة تحولت إلى أهم مركز للشركات العالمية، وليس على أراضيها عشائر تستخدم الهاونات، ولا صواريخ كاتيوشا تنطلق في كل الاتجاهات. لكي تفخر بيومك الوطني يجب أن تكون مستقلًا ماليًا ومرفها اجتماعيا ، لا تمد يدك لطلب عشرة ملايين دولار من هذه الدولة ، وشحنة "كمامات" هدية من تركيا، وتنتظر إحسان الأمم المتحدة على أبناء شعبك من الذين تهجروا من مناطق سكناهم.. 

قبل أكثر من نصف قرن، في مثل هذه الأيام وقف المرحوم "لي كوان يو" وسط قبّة البرلمان السنغافوري ليعلن أنهم لا يستطيعون تسديد الرواتب لموظفي الدولة، ثم يُخرج ملفًّا يضمّ تصوره لبناء دولة قوية شعارها "بناء مجتمع عادل وليس مجتمع رعاية اجتماعية" كان الناتج السنوي أقل من مليار دولار، ويوم ودّع لي كوان الحياة قبل خمسة أعوام، كانت الأرقام التي نشرتها الإيكونومست عن مؤشر جودة الحياة، على النحو الآتي: "حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الخامسة على مستوى العالم، وتمتلك ثامن أعلى احتياطي في العالم".

تخلصت سنغافورة من المستعمر البريطاني، لكنها أنشأت من خلال مستشاريه أكبر الشركات العالمية، وبالاستثمارات الأجنبية تتحول فيتنام الآن إلى واحد من أبرز اقتصادات العالم. مضى زمن النابالم والخطب الرنانة . 

في كل حديث عن العيد الوطني لهذه البلاد يشتعل صراع تاريخي بين عشاق الملكية وأنصار الجمهورية.. وتختفي أزمة الكهرباء والخدمات واكتشفنا أن السبب في ما جرى خلال الأربع عشرة سنة الماضية هو ماحدث قبل 62 عامًا.. ولم نلتفت إلى ما فعلته عديلة حمود قبل سنوات قليلة من خراب في القطاع الصحي.. ونسينا ما نُهب من أموال، لننشغل بسؤال أيهما كان أنفع للعراق الملكية أم الجمهورية؟ 

الذين يقلبون صفحات التاريخ، لا يريدون أن يلتفتوا لقضية مهمة جدا ، لكي تحتفل بعيدك الوطني يجب ان تكون متحرراً من العوز والفقر والخوف ، لا يوجد عيد وطني من دون مستقبل مشرق للبلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram