باختصار ديمقراطي: الرواد .. ولجنة البر (مات)!

رعد العراقي 2020/10/04 08:41:56 م

باختصار ديمقراطي: الرواد .. ولجنة البر (مات)!

 رعد العراقي

بدون مقدّمات دبلوماسية أو كلمات مجاملة كانت ولا تزال جزءاً من لغة التهذيب التي تحرص أغلب الأقلام الصحفية على صياغتها في أي مقال نقدي لتكون مدخلاً ربّما يستميل بها مَن يهمّه الأمر في إرضاء النفس البشرية والتيقّن بأن لا استهداف شخصي يمسّه بقدر ما هو تذكير وتنبيه يتعلّق بجانب من أداء عمله.

لجنة الشباب والرياضة البرلمانية برئيسها عباس عليوي لم تكن لتأخذ حيّزاً كبيراً من المتابعة والاهتمام وتسمع كلمات الثناء والإشادة عند أية خطوة تقوم بها إلا وتجد المساحة الإعلامية الكبيرة في التعبير عن مواقفها وسرد إنجازاتها عبر صحافة وإعلام رياضي كانا داعمين وحريصين على منحها تلك المساحة.

حقيقة لا يمكن لأحد ومن ضمنهم لجنة الشباب والرياضة بجميع أعضائها أن يتنصلوا منها أو يغيروا ثوابتها بأن السلطة الرابعة هي العين والضمير وحلقة الوصل بين المسؤول والجمهور يرتقي بها الأول أعالي المجد والثناء حين يتكلّم عن عمله بحرص في جوانب مسؤوليته ويهبط بها لقاع النسيان عندما يسود التقصير أغلب واجباته، وهذا هو سرّ قوة الصحافة في إدارة المواجهة بين المسؤول والجمهور!

قد يستغرب الجميع حين نقول إن لجنة الشباب والرياضة تطرح نموذجاً غريباً من العلاقة مع الصحافة الرياضية قد يصل حد الإجحاف ونكران الجميل برغم كل المساندة والصبر على تجاهل حقوقها المشروعة منذ سنوات طويلة، فالصحافة الرياضية تؤمن دائماً بأن أي حق لها لا بدّ أن يكون آخر المطالب بعد أن تقدّم مصالح الشأن الرياضي ومعضلاته أولاً، وتنتظر ربّما يبادر أصحاب الشأن في الالتفات لهم دون تلميح أو مجاهرة بالقول تحت ظنّ أن أصحاب المسؤولية يستشعرون مظالم مَن همُ أقرب ممّن لهم دور في إيصال رسائلهم للجماهير، لكن يبدو أنه سيبقى مجرّد ظن !

في 12 أيار 2019 التقى رئيس اتحاد الصحافة الرياضية الزميل خالد جاسم وبرفقته الزميلين ناظم الربيعي ويوسف فعل، النائب عباس عليوي رئيس لجنة الرياضة والشباب في البرلمان وجرى خلال اللقاء مناقشة موضوع إدراج روّاد الصحافة الرياضية ضمن قوائم المشمولين بقانون منح الرياضيين الأبطال والرواد رقم (6) لعام 2013 وتم تسليمه ملفاً كاملاً بهذا الشأن، ووعده عليوي بالعمل على تفعيل هذا المطلب وانجازه.

أكثر من سنة والصمت والتجاهل يلف هذا الملف برغم أن لجنة الشباب والرياضة تكاد تكون بمواجهة يومية مع أبناء الصحافة الرياضية وهو ما يسقط حجّة (النسيان)، لكنه يوقظ حقيقة مُرّة تصل ربما الى تسفيه سلب حقوق من أفنوا حياتهم لخدمة الرياضة العراقية بذريعة سكوتهم وخجلهم من رفع درجة الاستياء، ومنهم لا يزالون يعانون الفقر والعوز وتداهمهم أمراض خطيرة ينتظرون (تفضّل) من يتصدّى لمسؤولية الدفاع عنهم وانتشالهم من واقعهم المرّ للإسراع في إقرار التعديل! فلا افتخار بإنجازات عمل مهما كان تأثيرها في وقت أصبح التقهقر الإنساني متجسّداً في أبشع صوره على وجوه أصحاب الكلمة الحُرّة من روّاد الصحافة الرياضية.

لا يتصوّر البعض أن موضوع شمول الرواد من الصحافة الرياضية قد تم اقتراحه منذ سنة عبر لقاء الزميل خالد جاسم، بل أن هذا الملف سبق وأن عرض على أنظار النائب جاسم محمد جعفر رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان في دورته السابقة وصرّح لأكثر من مرّة بداية في حديث مطول مع الزميل إياد الصالحي نشر في جريدة المدى بعددها 3839 يوم الأحد 30 كانون الثاني عام 2017 مؤكداً للصالحي (تلقينا إضافة الصحفيين الرياضيين ضمن تعديلات قانون الوزارة ولن يتأخر إقراره في مجلس النواب، لكن أمر الصرف المالي لهذه الشريحة ربما يستلزم وقتاً طويلاً لدى الحكومة، وكل ذلك مرتبط بتحسّن الظروف الاقتصادية) وأيضاً تحدّث مع الزميلين حُسام حسن وحسن عيال من خلال برنامجيهما التلفازي في قناتي (الحُرة عراق) و (العراقية الرياضية) ووعدهما بإنهاء هذا الملف من خلال عرضه على البرلمان لتعديل فقرات قانون منحة الرواد الرياضيين، لكن مع الأسف غُيّبت تلك الوعود ولم نشاهد ردود أفعال أو توضيح أو موقف مناسب من اتحاد الصحافة الرياضية منذ ذلك التاريخ ولحد الآن حول أسباب هذا التجاهل؟ فأي صبر يكمن في قلوب الصحفيين الرياضيين!

نقول.. إن ميزانية العراق لا يمكن أن تصبح خاوية عندما تمنح 224 عضو اتحاد الصحافة الرياضية مبلغ 500 الف دينار لكل شخص، في حين أن هناك أبواب صرف بمليارات الدنانير تذهب لغير مقاصدها، لكن هذا العدد من الأعضاء ومن خلفهم كل الصحفيين الرياضيين ممّن يستشعرون مظلومية زملائهم قادرين على إيصال صوتهم بقوة لتصل مسامع رئيس البرلمان المسؤول الأول عن أداء كل اللجان فيه، آملين أن تكون فاعلة ومؤثرة إدارياً وإنسانياً وأن لا تتحوّل الى لجنة البر (مات)!

ملاحظة : أسمي ليس ضمن قوائم الروّاد، لكن معاناتهم تعنيني!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top