TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كيف تصنع الكوميديا من مآسي الشعب ؟

العمود الثامن: كيف تصنع الكوميديا من مآسي الشعب ؟

نشر في: 21 أكتوبر, 2020: 09:15 م

 علي حسين

رددت مع نفسي وأنا أقرأ بيان مصرف الرشيد الذي قرر فيه وبكرم حاتمي منح الموظف الذي يتزوج امرأة ثانية عشرة ملايين دينار "إذا بليتم فاستتروا "، ولأن شر البلية ما يضحك، وفي الساحة الكثير من المضحكات التي تستحق أن نذرف الدمع تعاطفًا لا سخرية، حزنًا على بعض المسؤولين وتصرفاتهم، واكتئابًا من مواقفهم غير الناضجة، ورفضًا لسلوكهم الذي لا يحترم الناس، فالناس في النهاية تريد مسؤولين حقيقيين يسعون لخدمة البلاد وليس مسؤولين يصنفون على خانة "الخاطبة ".

ربما يقول البعض يارجل تركت كل مشاكل البلاد ومعركة الدولة المدنية التي يراد لها أن تكون على نموذج دولة "طالبان" الديمقراطية، فيما الناس تسأل أين ذهبت مشاريع نعيم عبعوب العملاقة التي جعلت بغداد تتفوق على دبي وتسخر منها، بعد أن أصدر أمين بغداد الجديد بيانًا يحذر من غرق العاصمة بغداد في الشتاء.. حتمًا إنها مؤامرة تقودها الماسونية العالمية التي تفوقنا عليها أخيرا فوضعنا العراق في المرتبة الأولى عربيًا ليس بالتنمية والسعادة ، وإنما بوفيات فايروس كورونا، وفي الوقت الذي جعلنا شخصًا بأهمية الدكتور جعفر صادق علاوي، خارج الخدمة، تمسكنا ببروفيسور من وزن قتيبة الجبوري أخبرنا وهو يبتسم أن فايروس كورونا لعبة سياسية، مهمته تخريب اقتصاد العراق، وهو الاقتصاد الذي ينافس اقتصاد الصين واليابان مجتمعتين، وأضاف "سيادته" توابل لنكتته، بأن كورونا فايروس استخباراتي .

اليوم مسؤولينا لديهم مهمة مقدسة وهي إشاعة الزواج من امرأة ثانية وثالثة ليوحوا للناس أنها قضية مستحبة وواجبة، ولم تعد مرفوضة من المجتمع، فبها يعود ميزان الأخلاق إلى وضعه الطبيعي، بعد أن حاول الليبراليون والعلمانيون أن يضعوا رأس المرأة موازيًا لرأس الرجل كما صرح ذات يوم أحد قياديي الدكاكين السياسية الجديدة.

الغريب أنهم يجسدون كل يوم في تصرفاتهم ذلك التناقض الساذج في التعامل مع قضايا المرأة، فهم يتحدثون في البرلمان والفضائيات عن ضرورة مشاركة المرأة بالعمل السياسي، لكنهم في الخفاء يصرون على ترسيخ تعليمات وقوانين تؤمن بعدم التساوي بين الرجل والمرأة فيزيولوجيًا أو عقليًا، وهم جميعًا يؤيدون مبدأ الزواج المبكر للفتاة وهم يعترفون في جلساتهم الحميمية، صراحة بأن الرجال قوامون على النساء وهم أصحاب الحق القيادي في الأسرة.

وبدلا من ان تساعد مصارفنا " الكوميدية " الشباب في اقامة مشاريع صغيرة تمول من المال العام ، نجدها ترى ان تبهج الشعب بحفلات الزواج وبشعار "البطالة حتى الموت". بعد ان عشنا زمنا جميلا في ظل شعار " السلاح بيد الدولة " ، تقول أرقامنا السعيدة إنّ نسبة البطالة بين الشباب تجاوزت الـ 40 بالمئة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram