مشرفون تربويون: عدد الأوائل  في الدراسة الإعدادية أكثر من مقاعد كلية الطب

مشرفون تربويون: عدد الأوائل في الدراسة الإعدادية أكثر من مقاعد كلية الطب

 بغداد/ علي الجاف

يرجح مراقبون ظهور أزمة بمجرد ان تطلق وزارة التعليم العالي خطة القبول، خصوصا ان عدد الطلبة الحاصلين على معدلات تفوق الـ99 % أكثر من مقاعد كلية الطب. 

وبالواقع ان مقاعد كليات الطب الحكومية محدودة جدًا مقارنة بعدد الأوائل، وقد ترفض الكليات الاهلية الطلبة الحاصلين على معدلات الـ98 ايضا نتيجة المنافسة.

وتنسحب هذه المشكلة على بقية التخصصات، إذ من المتوقع ان لا تقبل كليات الهندسة معدلات دون الـ87. وترجح مصادر في وزارة التربية لـ(المدى)، "حدوث تضارب حاد بين المطلوب والاستمارات المقدمة من جهة، وبين المقاعد المتاحة التي تعرضها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من جهة أخرى".

وكانت نسب النجاح التي اعلنتها الوزارة في الفرع العلمي التطبيقي ‌‎‎81 %‎، فيما كانت النسبة في الفرع العلمي الإحيائي ‎%‎74، ثم الفرع الأدبي بـ%‎77. يقول الخبير باسل خضير، في مقالة رصدتها (المدى)، إن "هذه النسب جاءت في زمن محرج بالتزامن مع التظاهرات التي توقف فيها الدوام الرسمي، وانتشار جائحة كورونا، ومن المعروف انها نسب تستخرج بقسمة عدد الممتحنين على عدد الناجحين لكن النتائج التي اعلنها وزير التربية علي مخلف الدليمي استندت الى نسب النجاح في الدروس".

ويضيف الخبير، ان "هذه النتائج التي اعلنها وزير التربية، تعني من الناحية الإحصائية الافتراضية والعملية، أن أقصى نسبة نجاح من الممكن أن تتحقق في الفرع العلمي الإحيائي هي 65,43 % وهي تعبر عن نسبة الناجحين بمادة الرياضيات فقط، وهذه النسبة لا يمكن أن تتحقق إلا بعد ان ينجح جميع الناجحين بمادة الرياضيات بالدروس الأخرى كافة وهي ضعيفة الاحتمال من الناحية العملية".

وبالتعامل مع الارقام المتصاعدة للأوائل في العراق، فأن المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيدر العبودي قال إن "تقدير الزيادة بني على مؤشر اولي يتمثل بأعداد الطلبة الذين ادوا الامتحانات العامة للدور الاول والذين قدرت اعدادهم بأكثر من (350) الف طالب وطالبة".

وبحسب الارقام الرسمية، فقد حصل نحو 600 طالب، على لقب "الاول على العراق"، فيما جاء 5650 طالب بمعدل 99٪، و8000 طالب حصل على معدل 98٪، و15300 طالب حصل على معدل 97٪، و28500 طالب جاء بمعدل 96%، من دون احتساب معدلات طلبة الدور الثاني.

ويقول عدد من المشرفين التربويين والخبراء في وزارة للتربية لـ(المدى)، إن "مراعاة الظروف الاجتماعية والسياسية وحتى الصحية، انعكست من خلال وضع اسئلة من الكتاب نصًا في كل المواد تقريبًا تخلو من أية افكار معتادة في كل سنة دراسية، بالاضافة الى حذف مادة التربية الاسلامية".

ويشير الخبراء الى ان "سهولة الاسئلة بشكل عام هو السبب الاساسي في تجاوز الآلاف حاجز التسعين في المعدلات العامة، حيث اصبحت أمنية دخول كلية الطب سهلة".

‎الا ان الخبير التربوي نوزاد صالح يبدو متشائمًا ويقول "مقاعد كليات الطب الحكومية محدودة جدًا لاستقبال هذا العدد الهائل من المتفوقين، وحتى الاتجاه صوب الكليات الاهلية من اصحاب معدلات الـ95 الى 98 غير مجد لانها لا تستوعبهم".

واضاف صالح، "المشكلة اننا بعد السنوات التي تحتاجها كليات الطب لتخرج طلابها قد لا نكون بحاجة لكل هذا العدد من الاطباء".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top