TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البكاء على قنفات الدولة!!

العمود الثامن: البكاء على قنفات الدولة!!

نشر في: 16 نوفمبر, 2020: 09:10 م

 علي حسين

منذ أعوام تراودني، مثل معظم العراقيين، أحلام اليقظة، ومثل كثير من الأحلام تتحول إلى خيبات، وأحيانا كثيرة إلى كوابيس. منذ اليوم الأول للتغيير عام 2003 حلمت بسياسيين مثل مانديلا وغاندي ولي كوان، ساسة يتحرّرون من أحقادهم، ومن كوابيس الماضي،

ولم أكن أدري أنّ تضحيات المواطن العراقي ستنتهي إلى تشكيل هيئة للمصالحة يقودها سياسي يعيش في القرن الأول للهجرة! ولهذا وفي لحظة يأس التجأتُ إلى أحلام يقظة متشرد سويسري اسمه جان جاك روسو، قادته كتبه إلى تعليم البشرية معنى العدالة الإنسانية، وقيمة الحرية والنضال من أجل نصرة الإنسان لأخيه الإنسان، وفي الأسابيع الأخيرة قررتُ أن ألغي الأحلام من حياتي لكثرة ما شاهدتُ في الفضائيات من برامج تروّج لمنظمة الضحك على المواطن ، وكان آخرها، اللقاء الذي أجري مع السيد أحمد الملا طلال. وأنا أنصت للحوار، سألت نفسي أين قرأت مثل هذه العبارات المنمّقة عن العدالة والقانون والسلاح بيد الدولة.. وقبل أن أجد الجواب لاحت لي صورة أحمد الملا طلال في حديث سابق، وهو يبشرنا بأن الدولة ألقت القبض على قتلة المتظاهرين وأنها ستفتح ملفات الفساد .. هل انتهت الأمور عند هذا الحد؟ لا ياعزيزي أتمنى عليك أن تمسك الريموت كونترول، وستجد أنّ السيد أحمد الملا طلال يخبرنا أن المشكلة ليست مع حيتان الفساد ، ولا في إفلاس الدولة، ولكن في أثاث مجلس الوزراء والقمة العربية الذي تمت سرقته، والـ 500 سيارة التي سرقت من القصر الرئاسي.. هل يعقل أننا نعيش في دولة سوية؟ أترك الجواب لحضراتكم.

ممن أراد نيلسون مانديلا أن يحمي بلاده؟ أراد أن يحميها من ضغائن النفس. يقول دي كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا: لقد ضبط العم مانديلا في نفوسنا جميعًا غريزة العنف والكراهية.

ولأننا نتذكر رمز التسامح والمحبة مانديلا في اليوم العالمي للتسامح فإن الاعتذار واجبٌ لكل مواطن عراقي تعرض للظلم والإقصاء وللخديعة .

كلما كتبت عن تجارب الأمم وقصص الشعوب، أجد في اليوم التالي من يعاتبني، لأنني أترك هموم هذه البلاد، وأنباء معركة كسر العظم بين ابو مازن والحلبوسي، وآخر تغريدات الزعيمة إرادة، ولأن ما يجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، وتقلبات الساسة وأهواءهم خارج همومي، ومع ذلك فان البعض يعتبر ما يجري حولنا مجرد وجهات نظر لا تعني هذا الشعب المطلوب منه دومًا أن يحافظ على حياة الساسة لأنها ثمينة ونادرة. 

سوف أترك الكلام لرئيس الاورغواي الاسبق خوزيه موخيكا : "إن المسؤول ليس ملكًا ولا هو إله ولاهو ساحر القبيلة.. إنه موظف حكومي وأعتقد أن أفضل طريقة للعيش هي أن يعيش المرء مثل أكثرية أبناء الشعب الذين نحاول أن نخدمهم ونمثلهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    هروب القتلة وعدم كشف الجهة التي هربتهم مع وجود اكثر من مليون رجل امن يثير السخرية والامتعاض لحكومة خائفة وفاشلة .

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram