فـي ندوة أقامتها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون..من يقف وراء تفكيك خيم الانتفاضة وساحات نريد وطن؟

فـي ندوة أقامتها مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون..من يقف وراء تفكيك خيم الانتفاضة وساحات نريد وطن؟

بغداد / المدى

"من يقف وراء تفكيك خيم الانتفاضة وساحات نريد وطن؟".. سؤال طرحته مؤسسة المدى في الندوة الالكترونية التي نظمتها عبر صفحتها على فيسبوك وشارك فيها كل من د.فارس كمال نظمي ود.جاسم الحلفي والناشطة ذكرى سرسم والناشط حسين الغرابي وأدار الجلسة الدكتور محمد حسين الرفاعي.

أربع فرضيات

في مستهل الندوة، تساءل د. محمد حسين الرفاعي عن "ما الذي حدث في 25 تشرين.. لماذا تم فتح الساحات وبالاتفاق بين مَن ومًن؟"، مشيرا الى ان "هناك عدة فرضيات ازاء محاولة ايهام وتوهيم الشارع العام".

الفرضية الأولى، بحسب الرفاعي، تقول إن حراك تشرين حقق مطالبه باستقالة عادل عبد المهدي وتحديد موعد الانتخابات المبكرة، فما الداعي لاستمرار التظاهرات؟. بينما ترى الفرضية الثانية بأننا خدعنا والخدعة هنا تتمثل بالاتفاق بين جماعات او قيادات نافذة في الساحات ونافذة في العلاقة مع السلطة. أما الفرضية الثالثة فتقول: باننا الآن بدأنا الثورة للتو وهذه الفرضية تأخذ على عاتقها تغيير الآليات واساليب الاحتجاج من اجل ان يكون حراك تشرين اكثر فاعلية في المشهد السياسي، وتنظر الفرضية الرابعة الى ان ثمة انقلاب على الثورة او مصادرة للثورة او ثورة مضادة من قبل السلطة.

الثورة المضادة

د. فارس كمال نظمي المتخصص في علم النفس (السيكولوجيا) يقول في الندوة الحوارية التي اقامتها (المدى) إن "اية محاولة ثورية في التاريخ لإنجاز التغيير السياسي والاجتماعي العميق لا بد من ان تواجه بثورة مضادة ابتداء من الثورة الفرنسية وصولا الى ثورات الربيع العربي الاولى والثانية وآخرها ثورة تشرين". 

ويضيف نظمي: "اعتقد ان الموضوع ابعد وأعمق من تفكيك الخيام، فالأسباب التي تقف وراء تفكيك تشرين إلى حركات متشتتة، كثيرة، ومنها افتقار الحراك الى هيكلية تنظيمية برؤية محددة".

ويشير نظمي الى، انه "عندما اقول الثورة السياسية المضادة فهذا يشمل قوى المنظومة السياسية الحاكمة بكل اذرعها الرسمية والوزارية ويشمل اداء الحكومة الحالية، فضلا عن وجود نزعة عدمية لا ابالية ما برحت توجه اللوم الى المحتجين".

ويتساءل المتخصص في علم النفس (السيكولوجيا): "هل الحكومة الحالية هي جزء مرتبط بالنظام السياسي لا يستطيع الانفصال عنه ام هي عضو يحاول ان ينمو خارج هذا النظام؟". 

ويلفت الى أنه: "بعد مرور عام على تشرين من ضمنها ستة أشهر على هذه الحكومة هناك احداث وتطورات حدثت شديدة الحداثة والكثافة لكنها لم تطل بنية النظام السياسي بشكل جذري".

انتفاضة غير مكتملة

د. جاسم الحلفي المتخصص في علم الاجتماع السياسي يقول خلال ندوة (المدى) ان "حراك تشرين هو صراع بين قديم يحتضر وجديد لم يكتمل، القديم هو نظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي جاء ليحمي مصالح المتنفذين في السلطة... هذا النظام الذي بُني في 2003 قد انتهى". 

ويشير الى ان "هذه الطبقة استخدمت جميع اساليب القهر والاذلال والقمع والقتل والتشويه والاختراق وغيرها من الاساليب المشينة للانقضاض على الانتفاضة، فهم حاولوا اجهاض هذه الانتفاضة في مهدها"، لافتا الى "اما لماذا هي ثورة غير مكتملة الشروط فلأن شرط القيادة شرط واجب التنفيذ وغير قابل للتأجيل". 

واكد الحلفي ان "اوامر ازاحة الخيم هي محاولة رمزية لإنهاء الاحتجاج ومحاولة قمعية جديدة وممارسة الرعب مرة اخرى"، مشيرا الى انه "غاب عن المتنفذين ان الانتفاضة بما تحمل من شروط موضوعية للتغيير وليست مطالب محددة او مطالب اصلاحية انما رؤيتها الاساسية هي اساس التغيير وتغيير بنية النظام من المحاصصة الطائفية والاثنية الى بنية المواطنة وهذا رأي عميق ومن هنا تجيء قوة الانتفاضة حيث اكتسبت تأييدا شعبيا واسعا جدا ورؤية جديدة ولا يمكن تصور رؤية الانتفاضة من دون تلك الرؤية".

ويضيف الحلفي: "الحكومة الحالية قالت ان من حق الشعب التظاهر.. لكنها في ظل عودة الاحتجاج انتهكت ساحة التحرير بإزاحة الخيام وفض الاحتجاج".

الخلاص من هيمنة الأحزاب

الناشط حسين الغرابي يقول خلال الندوة إن "ساحة التحرير تحمل رمزية كبيرة لثورة تشرين"، مضيفًا أن الساحة اخترقت منذ اشهر من قبل احزاب في السلطة دخلت واستحوذت على الخيم. 

ويضيف الغرابي ان "المتظاهرين في التحرير ولكي يتخلصوا من هيمنة القوى السياسية، قرروا رفع الخيم الموجودة في الساحة"، مشيرًا إلى أن "حكومة الكاظمي استغلت الفرصة وقالت لم نفتح الساحة بالقوة، وهناك اتفاق مع المتظاهرين.. لكن في الحقيقة ليس هناك اي اتفاق مع الحكومة". 

ويلفت الغرابي الى ان "الاحزاب يمكن ان نطلق عليهم احزاب بيوتات او احزاب مناطقية إذ انها تكرس مصالح اشخاص معينين وليس طائفة معينة لذا لا يصح ان نسميهم احزابا طائفية".

عشرات الناشطين تركوا منازلهم

بدورها تقول الناشطة ذكرى سرسم خلال الندوة الحوارية، إن "المجاميع التي جاءت بعادل عبد المهدي حرصت على اختيار شخصية ضعيفة ليست لديها اصوات او كتلة حزبية في البرلمان وليست لديها قدرة في اتخاذ قرار او محاسبة او غيرها واستمر هذا النهج". 

وتضيف سرسم "اذا استعرضنا انتهاكات العام الماضي فنجد لدينا اكثر من 500 شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى.. ولكن الاستهداف من قبل الجماعات المسلحة في خلال الستة اشهر الماضية عند تسنم الكاظمي الحكم تحول –الاستهداف- الى نوعي لشخصيات لها تحريك في الاحتجاجات كهشام الهاشمي وتحسين ورهام ومطاردة الناشطين والهجوم على الفضائيات وحرقها وتهديدها وصمت الحكومة وعدم تقديم أي من الجناة الى العدالة".

وتشير الناشطة الى، أن "اليوم لدينا العديد من الناشطين والصحفيين الذين اضطروا الى مغادرة بيوتهم والبحث عن اماكن آمنة"، وتلفت سرسم الى ان "الموضوع ازداد تفاقمه مع محاولة انهاء رمزية الاحتجاج".

انتهى حراك تشرين؟!

د. محمد حسين الرفاعي مدير الجلسة تساءل قائلًا: "هل يمكن القول بأن حركة تشرين قد انتهت ام انها بدأت للتو؟". 

د. فارس نظمي يعقب في حديثة قائلا: "محركات تشرين الاساسية مازالت قائمة دون اي تغيير في ما وراء المشهد السياسي الحالي الذي هو مازال مشهدا متصدرا ويبحث عن شرعية بديلة قائمة وهذه هي ديناميكيات الوضع العراقي لذلك اذا كان رئيس الوزراء او الحكومة او نخبا سياسية كثيرة يعتقدون بأن هذه الصفحة قد طويت لم يكن سوى فصل لا يتصل جدليا بمجمل التطور السوسيو- السياسي خلال مئة عام من تاريخ الدولة العراقية.. هذا نوع من الوهم للذي يريد ان يتبنى هذه الرؤية".

ويضيف نظمي انه "كل الحركات الثورية ومن ضمنها ثورة تشرين لا يمكن ان تحقق كل مساراتها واهدافها دفعة واحدة فهي تحاول ان تبذر او تحقن جزءا من قيمها في المجتمع وهذا يتطلب وقتا لكي يكتمل وايضا هناك حالة احتضار قديمة التي تحتاج الى وقت لذلك من الضروري ان نميز بين اهداف تشرين النهائية وهي مازالت بعيدة عن التحقق وبين تأثيراتها السياسية والثقافية والاجتماعية والطبقية التي تحققت فعلا في جزء من المجتمع العراقي".

ويشير الى ان "ابرز ما تحقق في ثورة تشرين انها اقنعت جيلا كاملا نفوسه اكثر من ثلثي المجتمع ان السياسة التقليدية والدين السياسي اصبحا عاجزين عن التحكم بمستقبل ومصير هذه البلاد"، لافتا الى ان "المخيال الاجتماعي لجمهور كبير من العراقيين اصبح يحتفظ بصورة الحاكم بأنها صورة المذنب الذي فقد شرعية الاستمرار بعد ان خرق العقد الاجتماعي والدستوري مع الجمهور".

ويوضح نظمي انه "لأول مرة منذ ستة عقود جيل سياسي شبابي معارض ينبثق ويكون له حضور في المجال السياسي العام في البلد ولديه تصورات واساليب وافكار وخيارات معينة بمعزل عن العملية السياسية الطائفية، بمعنى ان المجتمع العراقي السياسي امتلك ابعادا نوعية عميقة بتأثير تشرين على يد الفئة الشبابية لذلك ما حدث في تشرين العام الحالي نهاية غير رسمية وغير معلنة لحقبة ثقافة سياسية خضوعية وهي بداية تفكير جمعي جدي لدى فئات واسعة من العراقيين حتى من الذين لم يشاركوا في الحدث وبقوا محايدين او سلبيين".

إنتاج ذات المعادلة السياسية

كما تساءل د. محمد حسين الرفاعي عن ما اذا كانت هناك اهداف ومطالب قصيرة الامد واهداف ومطالب طويلة ومتوسطة الامد، ما المطلوب من رئيس الوزراء اليوم بعد تحديده الانتخابات المكبرة؟.

فيجيب د. فارس نظمي قائلًا: "كل الحركات الثورية التي يتم ايقافها او قمعها او اجهاضها بطريقة او باخرى وخصوصا في حقبة ما بعد 2010 في المنطقة العربية نتيجة ان الحركات الاجتماعية التي حدثت لم تكن مؤطرة بأطر تنظيمية وسياسية قادرة على ان تتحول الى بديل سياسي ممكن ان يمسك بجزء من الحكم فأي انتخابات تحدث في هذه اللحظة الملتبسة فما هي الا طريقة لإعادة انتاج السلطة مع بعض التغييرات الشكلية".

واكد نظمي ان "الذهاب الى انتخابات سواء مبكرة او غير مبكرة ضمن الجدول الزمني فهي في النهاية تؤدي الى اعادة انتاج ذات العملية السياسية وذات النخب السياسية مع تغييرات ربما شكلية وطفيفة"، لافتا الى انه "من جانب آخر فان الحكومة الحالية هي التي الزمت نفسها بالدفاع عن تشرين وانها ستعمل على تحقيق جزء اساسي من اهداف تشرين ومنها محاربة الفساد والجماعات المسلحة ومحاكمة المتهمين بالقتل والاغتيال وغيرها".

د. جاسم الحلفي يقول ان "المطلوب هو فهم هذه الحركة إذ ان الطبقة السياسية عاجزة عن فهمها لذا يجب فهم هذه الحركة الاجتماعية كمفهوم وكحركة وكأبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية"، مضيفا، "هذه الحركة تبين عجز الاحزاب السياسية سواء في السلطة او المعارضة عن ان تتبنى وتدافع عن حقوق ومطالب الناس او تغيير في مؤسسات الدولة وهياكلها فتكون الاحزاب عاجزة وغير قادرة لذلك الشعب حين يجد ان المؤسسات الرسمية لا تستجيب له ولا المؤسسات المدنية والحزبية تستجيب فينتفض ولحظة الانتفاضة صعب تحديدها".

ويشير الحلفي الى ان "الثورة انطلقت بسبب فشل العملية السياسية وانحدارها والمطلوب هو اعادة بنائها وفق اسس جديدة". 

ويضيف انه "لا يمكن القول عنها فاشلة بسبب عدم وجود قيادة لان الطبقة السياسية والحكومة لم تفهم الانتفاضة ولم تدرك معانيها ولم تبحث بشكل جدي مطالبها".

ويبين الحلفي: "عندما يسيل الدم والقتل الممنهج ويستمر العنف وتكثر الضحايا والقمع ونرى ان الطبقة الحاكمة لا تبالي فهناك صوت اعتدال ظهر سواء من داخل الاحتجاجات وخارج الاحتجاجات من مثقفين وغيرهم لابد ان يقف هذا الدم والقمع". 

الناشطة ذكرى سرسم تقول، إن "اعلان وتحديد موعد الانتخابات واعتباره كمنجز هو بحد ذاته ضحك على الذقون بدون توفير آليات واخذ رأي المفوضية ورأي الامم المتحدة وشركاء دوليين ايضا والمناقشة والتنسيق بينهم لتوفير أجواء مناسبة للانتخابات".

وتضيف الناشطة: "نحن محبطون احباطا تاما ولم نجد اي نتائج ملموسة ولم نر فرقا بين العام الماضي وقبله ووصلنا الى مرحلة عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين".

وتشير سرسم الى ان "الطبقة السياسية مطمئنة جدا بعد فض الاحتجاجات كونهم لم يخسروا مناصبهم ولم يحاسب منهم اي احد، الخاسر الوحيد هو الشهيد والجريح الذي لا يستطيع شراء علاجه".

وتؤكد أن "مسؤولية رئيس السلطة ليس فقط اصدار القرارات، بل يجب متابعة التنفيذ، وهذا لا يجري في العراق حتى الوزير يهمش وبالتالي لا ينفذ، بل وحتى لا يبحثون بعده نفذ او لا".

الناشط حسين الغرابي يقول ان "الحكومة الزمت نفسها ببرنامج حكومي من طرحها والواقع ان هذه الحكومة جاءت من حراك تشرين لذا نلزمها بمطالب تشرين إذ انها قالت ستحصر السلاح بيد الدولة وستحاسب رؤوس الفساد وتحاسب قتلة المتظاهرين"، مضيفا ان "شباب تشرين طالبوا الحكومة التي تأتي بعد عبد المهدي بأن تكون مستقلة عن الاحزاب السياسية". 

ويشير الغرابي الى أن "الكاظمي جاء بشروط، إذ ان الكتل السياسية طرحت شروطا والكاظمي بدأ يحقق هذه الشروط ودلائل كثر على انه لم يستطيع التخلص من المحاصصة إذ ان تعيينات كثيرة خرجت من الدولة خضعت لنظام المحاصصة وبالتالي نحن نحاسب الحكومة بما هي الزمت نفسها به إذ انها لم تحاسب قتلة المتظاهرين والفاسدين في الطبقة السياسية ولم تهيئ لظروف تسمح بإقامة انتخابات مبكرة".

ويبين الناشط انه "كان يفترض بالحكومة الحالية أن تكون وطنية وتعمل بما يريده الشعب وتكون ظهيرا للشعب والشعب هو ظهيرها".

كيف تتوحد تشرين؟

يتساءل د. محمد حسين الرفاعي "كيف وبأي طرق ممكن ان تتوحد تشرين ثانيةً في ظل هذا التعدد والاختلاف في صفوفها، التعدد الذي وصل الى مستوى لا نعرف من يقول بلسان تشرين ومن لا يقول بلسانها؟".

د. فارس كمال نظمي يقول إن "عملية تفكيك وتفتيت تشرين وصلت الى مدى موضوعي ومؤكد، وهذه هي من طبيعة الأشياء. اذا ما رجعنا عندما بدأت في تشرين الاول من 2019 رغم انها غير منقطعة عما سبقها من الحركات الاحتجاجية لكن الحدث كان كبيرا ومفاجئا الى حد كبير وربما صادما في تلك اللحظة". 

ويضيف: "كانت هناك مجموعة عناصر، العنصر الاول هو هناك وعي تمردي كبير، وهناك رؤية وطنية عميقة وجذرية لدى الجمهور الشبابي وهذا هو ما أطلق الحراك".

ويلفت نظمي الى ان "وسائل التواصل الاجتماعي كانت المحرك الاساسي الفني لحركة تشرين لم يكن هناك تنظيم حزبي إذ ان الحراك ظل يرفض وجود قادة فكلهم قادة بشكل افقي ويمكن ان تمسك بمحاور هذا الحراك وتحوله الى بديل سياسي قادر على ان يفاوض النظام السياسي".

ويشير نظمي الى انه "اثبتت الايام ان النظام السياسي غير راغب بتقديم اي مفاوضة مع الجمهور المحتج فظل منغلقا ومحتكرا لكل مفاصل الحكم والسلطة سواء الرسمية او العميقة".

ويؤكد انه "ما يزال هناك جزء مهم من تشرين يحاول ان يتمسك بنفس روح تشرين الاولى هذا الجزء يحاول ان يكون واقعيا لا يريد التفريق بأي قيمة اتت بها تشرين، حتى لو كانت على حساب تضحيات قادمة، هذا الجزء ممكن ان يشكل نواة جديدة مادام انه ليست هناك امكانية لتقديم تنازلات حقيقية من قبل السلطة، هناك ازمة مالية طاحنة وهناك ايضا افق سياسي عام اصبح يتسم بالإحباط وعدم الثقة بشكل متزايد".

د. جاسم الحلفي يقول: "تشرين تعنيلي الاهداف الكبرى التي رفعتها والتي عبرت عن وعي عال وعبرت عن استعداد للتضحية والإصرار على تغيير العناوين الكبرى، هي مغزى تشرين، وهذا هو عنوان تشرين وعنوان التغيير وليس الاصلاح"، مضيفا "كنا نحمل مشروع الاصلاح لكن تشرين ارادت التغيير". ويشير الحلفي الى ان "التغيير ليس تغييرا في الاشخاص وإنما تغيير البنى وتغيير المنهج والطريقة والبناء، ويعتقد شباب تشرين ان هذا النظام مائل للسقوط لذا يراد تغييره من الاساس بنظام عامر وحديث يتناسب مع التطور ويحفظ حقوق الانسان وكرامته".

ويلفت الى انه "من خصائص ثورة تشرين هي طابعها الشعبي، وافقية التنظيم، والمحتوى الاجتماعي، إذ انها طالبت بالعدالة الاجتماعية، واسلوبها السلمي، وايضا وضوح اهدافها، وتشرين بهذه الخصائص والاهداف الكبرى ان لم تستجب وتتعامل معها السلطة وتفهم مغزاها، ومعاملتها انطلاقا من العنف والقمع هو من جعلها تشرينيات لكن تشرين واحدة هم من جعلوها مشتتة بين تشرين الاختراقات وتشرين الاحزاب وتشرين المال السياسي وتشرين الايادي الاقليمية وغيرها من التشرينات التي لا تعبر عن تشرين الشعب التي انطلقت من تراكمات".

يقول الحلفي إن "ممارسة العنف ضد تشرين من قبل احزاب وميلشيات قد تولد نزعة فاشية عند هذه الاحزاب وتكون خطيرة جدا وفي المقابل قد تتولد نزعة فاشية عند الشباب المحبطين". 

واكد ان "ثورة تشرين انطلقت سلمية ولاقت كل اشكال العنف وبقيت متمسكة بالسلمية".

ويضيف الحلفي "انا ضد من يضع تشرين كحزب او منظمة مجتمع مدني لانها ليست كذلك بل انها ثورة شعبية سلمية غير مكتملة الشروط".

الناشطة ذكرى سرسم تقول إن "هذا الجيل سبب الرعب للأحزاب وخرج عن كل القدسيات والخطوط الحمراء وكان جيلا مختلفا تماما عن سابقه إذ انه اطلع على تجارب العالم في وقت مبكر من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".

ويقول الناشط حسين الغرابي إن "ثورة تشرين كشباب قدموا كل ما عليهم ونادوا ببديل حقيقي لامة عراقية"، مؤكدا ان "هذه الكتل السياسية لم تقدم اي تنازل لحد الان وتريد ان تعيد شكلية الانتخابات السابقة".

د. فارس نظمي قال إن "الوضع العراقي الحالي هو وضع مستعص وفي نفس الوقت المنظومة السياسية لا تريد ان تقدم اي تنازلات جوهرية". ويختتم حديثه قائلًا: "تشرين يجب ان تهيكل بإطار تنظيمي لا اطار حزبي، برؤية معينة وسياقات معينة وديناميكيات معينة". 

د. جاسم الحلفي يختتم حديثه قائلا: "التغيير قادم لا محالة والتغيير هو جزء من حركة التاريخ والقديم لا يصمد امام الجديد مهما حاول القديم المعتدل ان يفهم دوره التاريخي وان يفهم التغيير التاريخي المطلوب".

ذكرى سرسم تختتم قائلة: "لابد من ان نرى ان الذي تحقق ليس بقليل فتشرين غيرت موازين القوى في المنطقة ونبهت الى كثير من الاشياء التي لم تكن ظاهرة لنا واكتشفنا حجم الخروقات وحجم تورط هذه القوى السياسية وسنشهد تغيرات اخرى وانا اراهن على وعي هؤلاء الشباب".

حسين الغرابي يختتم: "على الحكومة ان تفهم ان موقف الحياد هو خيانة لذا يجب عليها ان تقف مع الشعب لأنها لن تجد مُساندًا اقوى من الشعب".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top