TOP

جريدة المدى > سياسية > داعش يهاجم الطارمية بعد 5 محاولات لإعلانها بلدة آمنة.. وفصائل مسلحة تغذي الصراعات

داعش يهاجم الطارمية بعد 5 محاولات لإعلانها بلدة آمنة.. وفصائل مسلحة تغذي الصراعات

نشر في: 19 مارس, 2021: 09:12 م

 بغداد/ تميم الحسن

في وقت اعادت فيه القيادة العسكرية الحديث عن ما اسمته بـ"احتضار داعش" كان التنظيم قد شن هجومين على بلدتين احداهما اعلن عن تأمينها نحو 5 مرات باشراف 3 رؤساء حكومات متعاقبين. وغالبا ما تتضارب تقييمات القادة العسكريين مع تقارير امنية محلية في بعض المدن الساخنة وتقديرات المقاتلين القبليين الاقرب الى الحدث، مثل الاختلاف على اعداد ما تبقى من "داعش".

ومع اعلان حكومة حيدر العبادي السابقة، نهاية "داعش" اواخر 2017- وهو اعلان جرى وصفه بعد ذلك بالمتسرع- قام التنظيم بتغيير جلده عدة مرات لكنه لم يغير "تكتيك شراء الموالين".

في الهجومين الاخير في بلدتي الحويجة، جنوب غرب كركوك، والطارمية شمالي بغداد، جرى الاعتماد كليا على "الحواضن" التي عادت لتغذيها ازمة وجود فصائل مسلحة هذه المرة، مثلما يجري في الطارمية خصوصا.

الطارمية مرة سادسة !

ومنذ نهار الخميس، تجري القوات الامنية ومقاتلين محليين عمليات بحث عن مسلحين يعتقد انهم تابعين لـداعش حاولوا السيطرة على منطقة في الطارمية.

وكان المسلحون والذين يرجح ان عددهم لا يزيد عن خمسة افراد حاولوا بالتعاون مع "مصادر محلية" اقتحام منطقة البزمط في الطارمية، قبل ان يشتبكوا مع القوات الامنية ومقاتلين من سكان القضاء ويفرون الى جهة مجهولة.

وتقول مصادر امنية في بغداد لـ(المدى) ان "الفصائل المسلحة وخاصة تلك التي تسمى بالولائية (وهو مصطلح مجازي للتمييز بين جماعات تأتمر بامر هيئة الحشد والحكومة واخرى تأخذ اوامرها من جهات اغلبها دينية وعادة ايرانية) حين تقفز في صورة الاحداث تأتي بنتائج عكسية".

وكانت فصائل مسلحة قد وصلت بشكل مفاجئ الى الطارمية الشهر الماضي، عقب ساعات من اعلان الحكومة عن قتل قادة مهمين من تنظيم "داعش" في احد بساتين القضاء.

ويتابع المصدر في "الطارمية تتعمد تلك الجهات الظهور في الاحداث بعد كل خرق امني وتبدأ حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي الترويج لقضية المناطق المنزوعة السكان" كما يجري في جرف الصخر منذ نحو 6 سنوات، كأنجح حل امني.

ووفق المصادر ان تلك الاخبار ووجود هذه المجاميع "يساهمان في تغذية المؤيدين وسهولة شراء داعش للمصادر سواء الشعبية او حتى تلك الموجودة في مؤسسات رسمية"، بسبب الخوف من عمليات انتقامية تقوم بها تلك الفصائل.

ويشتكي الكثير من القيادات الامنية من "تسرب الخطط" او "هروب المسلحين" قبل ساعات من وصولهم وذلك لوجود "اختراق في المنظومة الامنية".

والامر اصبح اشد خطرا حين بدأ المتعاونون مع القوات الامنية "يتراجعون" مع تسرب اسمائهم الى التنظيم، او تعرض العديد منهم الى تصفيات جسدية.

ويؤكد تحسين الخفاجي المتحدث باسم العمليات المشتركة ان داعش: "ما زال موجودا ويشكل خطرا على القوات الأمنية، وذلك بالاستفادة من الخلايا النائمة التي استغلت قواعد الاشتباك خلال الحرب واختبأت بين المدنيين".

لكن يقول ايضا خلال تصريحات للوكالة الرسمية ان "داعش الارهابي في حالة احتضار بالعراق، وكل من تبقى من عناصره لا يمكنهم العودة للحياة الطبيعية باعتبار أن أيديهم ملطخة بالدماء، لذلك يقوم التنظيم بمحاولات يائسة لإثبات تأثيره".

ويدير "داعش" عملياته في الطارمية بمساعدة من مسلحين من ابناء القضاء ومعروفين لدى الجميع، من داخل البساتين الواسعة التي تمتد الى الكاظمية جنوبا وسامراء شمالاً، وهو مايعقد عملية القضاء على التنظيم في البلدة القريبة من العاصمة (تبعد نحو 20 كم عن بغداد).

وبعد مهاجمة القوات الامنية والحشد العشائري اجتماعا لقادة "داعش" في بساتين البو سهيل، في شباط الماضي، وقتل والي الطارمية شاكر ساهي المشهداني، قال مسؤولون محليون حينها لـ(المدى) بان "ماجرى ليس نهاية القصة".

وكانت الطارمية قد اعلنت بانها منطقة آمنة نحو 5 مرات، اثنتين منهما في زمن حكومة حيدر العبادي، وثلاثة في الحكومات اللاحقة، حيث زارها عادل عبد المهدي في 2019، ومصطفى الكاظمي مرتين آخرهما في شباط الماضي، وجميعهم جاءوا لاعلان عمليات اعادة الاستقرار.

كم أعداد "داعش" المتبقية؟

ويتوقع وجود العشرات من "داعش" في البساتين الكثيفة. وغالبا مايجري تضارب كبير في تقدير اعداد ماتبقى من تنظيم "داعش" خصوصا في صلاح الدين وكركوك.

وفي التصريحات الاخيرة لقيادة العمليات المشتركة، قال الخفاجي ان "عدد عناصر داعش الارهابي في العراق بين 100 و150 عنصرا"، موضحا أن "هؤلاء يشنون هجمات في مجموعات صغيرة مكونة من 3 عناصر".

لكن تقييمات المسؤولين المحليين وقادة الحشود العشائرية، تحصي عددا آخر لعناصر "داعش" المتبقين، يصل الى نحو 1000 عنصر، بينهم عدد كبير في جنوب غرب كركوك.

وقتل عنصر من الحشد الشعبي وجرح اثنان من الشرطة الاتحادية اثناء اشتباكات مع مسلحين تابعين لتنظيم "داعش" في الحويجة.

وجرى الاشتباك اثناء محاولة صد القوات الامنية هجوما شنه المسلحون على سيطرة الالبان في المدخل الشرقي للقضاء.

ويقول احمد خورشيد وهو مسؤول محلي في الحويجة في تصريح لـ(المدى) إن "القضاء مازال يضم اعدادا غير معروفة من المسلحين والخلايا النائمة".

وينتشر المسلحون في مسطحات مائية تحيط بالحويجة وتغطى بأحراش عالية، فيما كانت الحويجة بعد تحرير الموصل في تموز 2017 تضم نحو ألف عنصر من "داعش".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به
سياسية

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

متابعة/ المدىأكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية آلينا رومانسكي، أمس الأربعاء، أن العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به، فيما أشارت الى التعاون مع منظمات عراقية لتحسين وصول المياه لأكثر من 100 ألف شخص.وقالت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram